حملة عسكرية واسعة في بغداد والبصرة لضبط "السلاح المنفلت"

حملة عسكرية واسعة في بغداد والبصرة لضبط "السلاح المنفلت"

05 سبتمبر 2020
لا يخفي مراقبون شكوكهم في فاعلية الحملة الحالية (مرتضى السوداني/الأناضول)
+ الخط -

أعلنت السلطات العراقية، اليوم السبت، إطلاق حملة عسكرية واسعة شملت البصرة وبغداد، تستهدف ما وصفته بـ"السلاح المنفلت"، واعتقال المطلوبين للقضاء، في عملية هي الأولى من نوعها منذ سنوات طويلة، بعد يومين من تصريحات لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، تحدث فيها عن خطط حكومته لفرض هيبة الدولة واحترام القانون.

ووسط ترحيب شعبي كبير في الحملة، لا يخفي مراقبون شكوكهم في فاعلية الحملة الحالية وإمكانية تعاملها مع جميع أشكال السلاح المنفلت، سواء كان لدى العشائر أو الجماعات المسلّحة التي صعّدت أخيراً هجماتها الصاروخية واستهداف أرتال الدعم اللوجستي لقوات التحالف الدولي بمناطق جنوب ووسط العراق، خصوصاً أن المعلومات عن انطلاقها تسرّب لوسائل الإعلام قبل ساعات من بدئها، ما يمنح أصحاب السلاح فرصة الاختباء والانتقال لمناطق أخرى لا تستهدفها الحملة.

وتشارك قوات مختلفة في الحملة إلى جانب الجيش العراقي، أبرزها جهاز مكافحة الإرهاب. وفي بيانين منفصلين لقيادة العمليات العراقية المشتركة أعلنت فيهما عن انطلاق عمليتين بوقت متزامن واحد في بغداد والبصرة صباح اليوم السبت، قالت القيادة إنها تستهدف منطقة الحسينية شرقي بغداد التي شهدت استخداماً خطيراً للسلاح المتوسط والخفيف في النزاعات العشائرية، وتسببت بإزهاق أرواح الأبرياء، وأن الدولة من واجبها ألا تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا التحدي لسلطة القانون، مضيفة: "شرعت قواتنا الأمنية وبصنوفها المختلفة بأمرة قيادة عمليات بغداد فجر هذا اليوم السبت، بتفتيش منطقة حسينية المعامل، ونزع أنواع الأسلحة مِن المواطنين ومصادرتها وفقاً للقانون، ولفرض الأمن والاستقرار فيها".

وذكر بيان آخر أن القوات العراقية ممثلة بقطعات الجيش العراقي ولواء المشاة البحري وحرس الحدود وشرطة الطوارئ، باشرت عملية عسكرية واسعة لتفتيش مناطق البصرة والبحث عن المطلوبين والسلاح.

وشوهدت مروحيات تحلق على علو منخفض في البصرة، وسط تأهب أمني وقطع عدد من طرقات مركز مدينة البصرة، في مناطق أبو الخصيب والمديّنة والعشار وشط العرب.

بدوره، قال قائد عمليات الجيش في البصرة اللواء الركن أكرم صدام، إن مختلف صنوف قوات الأمن تشارك في العملية الأمنية، مشيراً في حديث نقله راديو يبث من البصرة، إلى "عدم فرض حظر للتجول باستثناء قطوعات داخلية في المناطق، مع السماح للمواطنين بالتبضع ولطلبة السادس الإعدادي بالتنقل، وكذلك الحالات المرضية". وتابع أن "العملية ستستمرّ حتى نزع سلاح العشائر المنفلتة، وليست كلّ الأسلحة، فحق كل منزل بالاحتفاظ بقطعة سلاح واحدة، بندقية أو مسدس، وعدم السماح بما زاد عن ذلك"، مؤكداً أن العملية الأمنية ستستمرّ 5 أيام يتم بعدها عقد مؤتمر للتقييم، يضم قيادات القوات الأمنية المشاركة.

وأوصى عضو مجلس النواب عن محافظة البصرة بدر الزيادي، القوات العراقية المشاركة في العملية الأمنية، بضرورة الحفاظ على خصوصية الأسر عند الدخول إلى المنازل من أجل تفتيشها، وذلك لتجنب حدوث مشاكل بين تلك القوات والمواطنين، مؤكداً في تصريح صحافي أن العملية في البصرة تهدف إلى اعتقال 400 مطلوب للقضاء وفق مذكرات قبض.

وأوضح الزيادي، وهو عضو في لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، أنه على استعداد لاستقبال أي شكوى تصل من المواطنين بهذا الشأن لاتخاذ إجراء سريع، مشدداً على ضرورة أن تكون العلاقة بين القوات الأمنية والمواطن مبنية على أساس الثقة.

وعلى الرغم من تعهدات سابقة لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بحلّ أزمة البصرة الأمنية، ووضع خطط انتشار جديدة للشرطة وقوات الجيش، إلا أن المحافظة ما زالت تسجل حوادث باستمرار، وآخرها أمس الجمعة، بالإعلان عن مقتل 3 نساء من أسرة واحدة وإصابة رابعة بنيران أحد الأشخاص في مدينة الهارثة شمال المحافظة.

وفي شأن أمني آخر، أكدت خلية الإعلام الأمني انطلاق عملية أمنية لفرض القانون وتعزيز الأمن في منطقة حسينية المعامل بالعاصمة العراقية بغداد، بمشاركة مختلف صنوف القوات الأمنية، موضحة في بيان أن العملية تهدف إلى نزع السلاح ومصادرته وفقاً للقانون، وفرض الأمن والاستقرار في المنطقة.

وقال المتحدث الإعلامي للقائد العام للقوات المسلحة يحيى رسول في تغريدة عبر "تويتر": "في تمام الساعة الرابعة فجر اليوم، شرعت قوات أمنية مشتركة لتنفيذ عملية أمنية وتفتيش في منطقة حسينية المعامل في بغداد، وانتهت العملية في تمام الساعة السابعة من صباح اليوم  بعد أن أكملت القطعات واجبها بدون حادث وانسحبت إلى معسكراتها، وقد أسفرت نتائج واجب حسينية المعامل ما يلي: القبض على 3 أشخاص بتهمة حيازة أسلحة متوسطة وعجلات غير قانونية، وضبط رشاشتين متوسطة (bkc..RBK) و121 بندقية و17 مسدساً، و8 رمانات يدوية و3 أجهزة اتصال "موتورولا" و70 مخزن بندقية، وأعتدة مختلفة، فضلاً عن 11 هاتفاً يستخدم لتفجير العبوات".

المساهمون