حلب: حرق صحف بتهمة التضامن مع "شارلي إيبدو"

حلب: حرق صحف بتهمة التضامن مع "شارلي إيبدو"

21 يناير 2015
خلال حرق الصحف (فيسبوك)
+ الخط -
سرّبت "شعبة المعلومات" التابعة لكتائب المعارضة المسلّحة في مدينة حلب، يوم الأحد الماضي، فيديو يظهر فيه عناصر منها يحرقون أعداداً من أربع صحف سورية تنتمي للإعلام الثوري البديل، الذي جاء رداً على إعلام النظام مع بداية الثورة السورية.

وبيّن الفيديو، الذي نشرته قناة "حلب اليوم" على موقع "فيسبوك"، أعداداً مكوّمة من صحف "صدى الشام"، و"تمدّن"، و"سوريتنا"، و"عنب بلدي"، يقوم بإحراقها عدّة أشخاص، يهتفون "الله أكبر"، وذلك بعدما تحدّث أحدهم عن أنّ "عناصر من شعبة المعلومات وحركة أحرار الشام الإسلامية، صادروا الأعداد الموزّعة من الصحف المذكورة، ومنعوا تداولها، بسبب إساءتها للرسول وتضامنها مع الصحيفة الفرنسية".

وتتولى "الشبكة السورية للإعلام المطبوع" مسؤولية طباعة صحف "صدى الشام" و"سوريتنا" و"عنب بلدي" و"تمدّن"، كما توزّعها في عدد من المدن التركية، ومناطق شمال سورية.

وكانت جريدة "سوريتنا"، قد تضامنت في عددها الماضي، مع صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية، معلّقة على ذلك بالقول: "لأن القلم يكون دائماً أعلى من البرابرة... لأن الحرية هي حق كوني... لأنكم تدعموننا.. نحن شارلي"، ممّا جعل الصحف الثلاث الأخرى التي تصدر عن الشبكة أيضاً عرضة للتهمة ذاتها، بالرغم من أنّها لم تنشر عبارات تضامن واضحة.

 رئيس تحرير صحيفة "تمدّن"، دياب سرية، قال في حديث له مع "العربي الجديد" إنّ "إحراق الصحف لم يكن مفاجئاً، فقد سبقت الحادثة عدة تهديدات، من قبل الفصائل العسكرية المقاتلة على الأرض، مثل "أحرار الشام"، و"جيش المجاهدين"، وبشكل أساسي "جبهة النصرة"، بحجج تضمّن الصحف محتوى ديمقراطيا معاديا للدين".

وأشار سريّة إلى أنّ "قيام قناة حلب اليوم بنشر الفيديو الذي تسرّب إليها، يعدّ سقطة إعلامية وأخلاقية، أتت ضمن الحملة التحريضية على صحف الشبكة، من قبل جهات إعلامية عدّة".

ردود الفعل تباينت في معترك التعليقات التي اندرجت أسفل الفيديو في مواقع التواصل الاجتماعي، فمنها من أيّد وبشدة إحراق الصحف ومنع تداولها. مثال على ذلك، شخص يدعى بـ"أبو ساري" الذي كتب معقّباً "الله يقويكن يا رب وينصركن على أعداء الدين والأمة الإسلامية". بينما ندد آخرون بما سمّوه "قمعاً للحريات"، إذ علّق "مالك الشايب"، "شعبة المعلومات.. معلومات خاصة... يعني بالعربي بدلتوا مخابرات الأسد بمخابرات القاعدة.. ايه مبروك".

مصادر محلية، أوضحت لـ"العربي الجديد" أنّ "شعبة المعلومات"، تتبع "الجبهة الشامية" في حلب، وهي أشبه بفرع استخبارات، لا يعلمون شيئاً عنها، سوى أنها تشكّلت حديثاً.

وكانت جبهة النصرة قد اقتحمت المكتب الإعلامي في كفرنبل، ومقر راديو "فرش"، ومركز "مزايا" النسائي في المدينة ذاتها، لتعتدي لفظياً وبالضرب على العاملين في هذه المقرات، وذلك بعد اتّهامهم بالوقوف وراء طباعة جريدة "سوريتنا".

المساهمون