حكاية مسنّ فلسطيني يصدّ هجمات المستوطنين بخربة بئر العد

حكاية مسنّ فلسطيني يصدّ هجمات المستوطنين بخربة بئر العد: لن أرحل

31 مارس 2018
بيت المسن زياد مخامرة (العربي الجديد)
+ الخط -
يعيش زياد مخامرة (61 عاماً) وزوجته وحيدين في خربة بئر العد. بينما يعيش أبناؤهما العشرة في بلدة يطا للالتحاق بمدارسهم وأعمالهم وحياتهم الأسرية، وتلبية متطلبات الحياة. في المقابل يُصرّ على مواجهة خطر الاستيطان  والاستيلاء على الأرض التي تبلغ مساحتها نحو ألف دونم (الدونم ألف متر).

"الحياة في بئر العد قاسية"، هكذا يصفها مخامرة خلال حديثه مع "العربي الجديد" فهي "بدائية ومن دون خطوط للماء والكهرباء، وبيوتها من الخيام أو الصفيح وبعضها من الحجارة والطين، لا تقي حر الصيف ولا برد الشتاء".

يتجاوز المسنّ وزوجته قهر الطبيعة رغم أن الاحتلال الإسرائيلي يفرضها عليهم بشروط قاسية ومنها منع الحركة، والبناء، ومد خطوط المياه والكهرباء، وحتى الملاحقة في المراعي، والمزروعات، والتهديد بالترحيل أو القتل.

هناك في خربة بئر العد؛ يريد المستوطنون تلك المساحات الشاسعة من الأراضي، فيما يغض جيش الاحتلال الإسرائيلي النظر عنهم. لذا يواجه مخامرة هجمات متكررة وشبه يومية لقطعان المستوطنين الذين يحاولون ضرب عصب الحياة لعائلة مخامرة وتهديده حتى الرحيل والهجرة عنها.

ويقول المسن الذي ينظر إلى أراضي عائلته بإصرار البقاء: "لن أرحل، سأبقى حد الرمق الأخير، لأني إن رحلت ستسرق الأرض، سيغلقها الاحتلال، وتصبح مرتعا للمستوطنين، وتخسر العائلة أرضها". ويضيف بنبرة المسن المتحدي: "لا أفكر بالرحيل أبدا، مهما كثرت اعتداءاتهم وتكررت".

يحاول المستوطنون الضغط على مخامرة من خلال مهاجمة أبنائه وقطع الطرق عليهم، واعتراضهم أثناء زيارتهم له نهاية كل أسبوع، ويشتمونهم في كل مرة، ويحاولون منعهم من الوصول إليه، ومساعدته في حياته البدائية والبسيطة هناك.

يقول طارق وهو أحد أبناء مخامرة: "اعترض طريقنا المستوطنون أكثر من مرة، وفي مرات تعرضت للمطاردة من قبل حراس المستوطنات، واعتقلوا والدي وسجنوه ليلة واحدة وخرج بكفالة مادية".

ويضيف أنه في كل مرة تحاول فيها العائلة التحرك في محيط المنزل، يهاجمهم المستوطنون أو أمن المستوطنات؛ وفي كل مرة يمنعون من الحركة، أو الزراعة، أو حتى الاعتناء بالأرض، وحتى الوصول إلى المراعي المحيطة في الجبال؛ وثمة خطر دائم بالتعرض لهجوم مباغت من المستوطنين.

يسرد المسن مخامرة لـ"العربي الجديد" بعضا من هجمات المستوطنين، منها تحطيم الخلايا الشمسية التي يعتمد عليها بالحصول على الكهرباء، بينما تتعرض الأنابيب المطاطية الموصولة بآبار جمع المياه إلى تقطيع بشكل شبه دائم في محاولة لعدم حصول العائلة على المياه.

كذلك يهاجم مخامرة أثناء رعيه الأغنام، وتهاجم أغنامه كثيرا، فيما يتعرض لمضايقات كبيرة إذا ما ابتعد عن محيط المنزل، ويقول إنهم يحاولون قدر الإمكان التضييق عليه والاعتداء عليه بالضرب، في المقابل تتعرض محاصيل القمح والشعير إلى عمليات تخريب دائمة، فيما تقطع الطرقات على أبنائه، وتغلق مسالك مؤدية إلى تلك الخربة.


ثمة عائلات كثيرة تعيش في خرب كثيرة بمسافر يطا تتعرض لهجمات قطعان المستوطنين، وبحماية من جيش الاحتلال الإسرائيلي، بغية الضغط على أصحاب الأرض الأصليين بغرض ترحيلهم وسرقة أرضهم لبناء المزيد من المستعمرات على أراض فلسطينية يملك أصحابها الحق في البقاء ويصرون على ذلك.

المساهمون