13 سبتمبر 2015
حكاية "مواطن" مظلوم

أشرف دوس (مصر)
كانت الساعة السادسة صباحا، الصقيع متغلغل داخل كيانات البشر، والشيلان على الرؤوس تخفى معظم وجوه الواقفين على الرصيف، في انتظار الحافلة، وفي لحظات ظهور شخص غريب.
عينان حمراوان كعيني الذئب وملامح منهزمة أسيرة، يرتدى جلباباً كان ذات يوم أبيض، ومن تحته شبح بلوفر صوفي، قدمان حافيتان، إلا من الكعبين اللذين تدثرا بجزء من قماش بنطاله الجينز، وحينما اطمأن، وهدأت أنفاسه، مضى ليسند ظهره إلى الحائط، وعاد ليقف جانبي مرة أخرى. أول ما طلب كانت سيجارة فأعطيته، ثم أمرني بإشعالها، فأجبته، تلهفه لدخان السيجارة جعله لا يجيد إشعالها، ما جعله يمتصها امتصاصا لتأخذ النار مجراها في سيجارته.
أشار نحوي، وقال: أنا عايز الواد ده يكون أحسن واحد، أعطه خمس تلاف جنيه فوراً، وبأي عملة، بسرعة نظرت، فلم أجد أحدا أمامه، عمن يتكلم؟ وسكت ليأخذ آخر أنفاس السيجارة، وبعد أن ألقى العقب، وقف على الرصيف كمن يستعد لخطبة عصماء، تقدم خطوتين ناحية الواقفين، ثم قال من مبارك لمرسي يا قلبي لا تحزن، قال ثورة قال، ثم كررها باستهزاء واضح عدة مرات.
ثم التقط أنفاسه من خطبته القصيرة المجهدة، ورفع رأسه باتجاه السماء، قائلا: يا رب بقالى خمسة وعشرين سنة متجوزتش، عايز أتجوز بقى وعايز أشتغل، عايز أسكن بقى، ثم قال: آآآآآآآه، آآآآآآآآه، بكل حرقه قالها، آآآآآآآآآآآآآآآآه... وانصرف.
عينان حمراوان كعيني الذئب وملامح منهزمة أسيرة، يرتدى جلباباً كان ذات يوم أبيض، ومن تحته شبح بلوفر صوفي، قدمان حافيتان، إلا من الكعبين اللذين تدثرا بجزء من قماش بنطاله الجينز، وحينما اطمأن، وهدأت أنفاسه، مضى ليسند ظهره إلى الحائط، وعاد ليقف جانبي مرة أخرى. أول ما طلب كانت سيجارة فأعطيته، ثم أمرني بإشعالها، فأجبته، تلهفه لدخان السيجارة جعله لا يجيد إشعالها، ما جعله يمتصها امتصاصا لتأخذ النار مجراها في سيجارته.
أشار نحوي، وقال: أنا عايز الواد ده يكون أحسن واحد، أعطه خمس تلاف جنيه فوراً، وبأي عملة، بسرعة نظرت، فلم أجد أحدا أمامه، عمن يتكلم؟ وسكت ليأخذ آخر أنفاس السيجارة، وبعد أن ألقى العقب، وقف على الرصيف كمن يستعد لخطبة عصماء، تقدم خطوتين ناحية الواقفين، ثم قال من مبارك لمرسي يا قلبي لا تحزن، قال ثورة قال، ثم كررها باستهزاء واضح عدة مرات.
ثم التقط أنفاسه من خطبته القصيرة المجهدة، ورفع رأسه باتجاه السماء، قائلا: يا رب بقالى خمسة وعشرين سنة متجوزتش، عايز أتجوز بقى وعايز أشتغل، عايز أسكن بقى، ثم قال: آآآآآآآه، آآآآآآآآه، بكل حرقه قالها، آآآآآآآآآآآآآآآآه... وانصرف.