وجاءت الوقفة التضامنية بعد قرار الهيئة الاتهامية في بيروت، أمس الخميس، "قبول الاستئناف في الدعوى المقدّمة من أيوب بحق خليفة وإصدار مذكرة إلقاء قبض بحقّه وإحالته إلى محكمة الجنايات في العاصمة ليُحاكم أمامها بما اتّهم به، وإحضاره إلى مكان التوقيف الكائن لديها والظنّ به بجنحة المادة 408 من قانون العقوبات واتباعها بالجناية للتلازم".
وحمل المشاركون لافتات داعمة لخليفة كُتب عليها: "إذا أتتك الملاحقة من الفاسدين فهي الدليل أنّك على حق"، و"سلطة سياسية بدها (تريد) رئيساً للجامعة على نسق فؤاد أيوب، وثورة 17 تشرين بدها رئيس للجامعة على نسق عصام خليفة". كذلك تمت تلاوة بيان دعا إلى "صون الحريات النقابية والأكاديمية وحرية التعبير في وجه القمع، ورفض سوء استخدام السلطة والمطالبة بحياديّة القضاء واستقلاله"، مستغرباً "صمت الأساتذة ورابطة الأساتذة المتفرغين إزاء مهزلة كهذه".
وأكد نائب رئيس المجلس الثقافي للبنان الجنوبي عبد الله رزق، لـ"العربي الجديد"، أنّ "خليفة هو الوجه الثقافي والمفكر الحر المعروف بتاريخه الطويل ودفاعه عن الجامعة اللبنانية واستقلاليّتها منذ 50 عاماً، حين كان لا زال طالباً على مقاعدها"، واصفاً قرار الهيئة بـ"القرار الكيدي لخدمة المتسلّقين".
![]() |
ردّد المشاركون هتافات عدة (العربي الجديد) |
بدورها، لفتت الأستاذة في الجامعة اللبنانية غادة جوني، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "خليفة هو رمز الجامعة الوطنية. لكن للأسف، ما يجري اليوم هو تقزيم للجامعة وتهميشها من خلال تهميش رموزها. جئنا اليوم حفاظاً على كرامة كل أستاذ ومواطن". أمّا المحامي واصف الحركة، فحمل لافتة كُتب عليها: "عصام خليفة أنت ضميرٌ حيّ لكلّ اللبنانيّين". وقال لـ"العربي الجديد": "إنّها ليست وقفة تضامنية بل مواجهة. عصام خليفة ضمير هذه الجامعة في وجه الفساد. كما أنّ القضاء اليوم أمام امتحانٍ، إذ إن الاستمرار بالملف سيضعه في مواجهة مع الشعب".
وفي السياق نفسه، قال المحامي علي عباس، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قرار الهيئة مشبوه ومهين ومذلّ، وهو ربما محاولة للترهيب وإسكات أي صوت يواجه الفساد في الجامعة. لذلك، ندعو مجلس القضاء الأعلى إلى وضع يده على القضية، حفاظاً على كرامة خليفة، وهو أكاديمي معروف ورمز من رموز الجامعة".
من جهتها، قالت رئيسة لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان وداد حلواني، لـ"العربي الجديد"، إنّ "عصام خليفة لا يُرشق إلا بوردة. هو أكاديمي يُشهد له بكفاءته العلمية ونظافة كفّه ودوره النقابي والريادي في الدفاع عن الجامعة اللبنانية، وتكريس أبحاثه وتخصصه للدفاع عن مياه لبنان وأرضه في وجه مطامع العدو الإسرائيلي. ونحن كخرّيجين من هذه الجامعة ندين له جميعاً".
كذلك شاركت رئيسة الاتحاد اللبناني للأشخاص المعوقين حركياً سيلفانا اللقيس في المسيرة التضامنية، إيماناً منها بأنّ "القرار ليس جريمة بحق خليفة فحسب وإنّما بحقنا وبحق الوطن، ومحاولة لخنق الصوت الحر في وجه الفساد"، كما قالت لـ"العربي الجديد". وأضافت: "خليفة نقابي ومناضل شريف آمن بوطنه وجامعته باعتبارها جامعة لكلّ اللبنانيّين".
يشار إلى صدور بيانات عدة عن حركات ثقافية وأحزاب سياسية أعلنت تضامنها مع خليفة "الرمز الوطني الكبير"، وندّدت بالقرار الذي يُعتبر "محطة سوداء جديدة على طريق فرض سياسة كمّ الأفواه". كذلك اشتعلت ردود الفعل المستنكرة للقرار عبر وسائل التواصل الاجتماعي.