لم تحمل كلمة اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، التي بثتها وسائل إعلامه مساء الأربعاء، أي جديد، فيما لا تزال محاور القتال في جنوب العاصمة طرابلس تشهد اشتباكات متقطعة بين مليشياته وقوات الجيش بقيادة حكومة الوفاق، دون إحراز أي تقدم يذكر لمليشياته.
وفيما تضمنت كلمته عبارات التشجيع والدعم والتعبئة لمقاتليه، إلا أنها لم تلب تكهنات وسائل إعلامه التي روجت لإعلان ساعة صفر لمعركة طرابلس. وترك حفتر، في كلمته، الباب مفتوحا أمام جنوده لحسم المعركة.
من جهة أخرى، أشارت تصريحات للمتحدث الرسمي باسم قوات الجيش بقيادة حكومة الوفاق، محمد قنونو، إلى استمرار سلاح الجو في تعقب تحركات مقاتلي مليشيا حفتر في جنوب طرابلس واستهدافها.
وقال قنونو في تصريح لــ"العربي الجديد"، إن العمليات القتالية والطلعات الاستطلاعية لم تتوقف، مشيرا إلى استهداف تجمعات لمليشيا حفتر في محور وادي الربيع وتدمير 3 آليات مسلحة خلال الساعات الماضية.
وفي إشارة لتوسيع رقعة الحرب ضد مليشيا حفتر وقطع خطوط إمدادها، نشر مكتب الإعلام الحربي التابع للجيش الليبي أخبارا عن عمليات نوعية نفذتها وحدات الجيش بالقرب من مزدة (180 كم جنوب غرب طرابلس)، استطاعت من خلالها السيطرة على 9 آليات عسكرية وعتاد آخر. كما تعرضت ناقلة جند تابعة لمليشيا حفتر لضربة جوية بالقرب من منطقة نسمة القريبة من مزدة، وقتل كل من فيها.
وبعد خسارته لمواقعه المتقدمة القريبة من طرابلس، لا سيما غريان، بدأ حفتر يعول على قواعده الخلفية في مزدة ونسمة القريبتين من قاعدة الجفرة، مركز عملياته الرئيس حاليا.
ولم تحمل تصريحات قادة مليشيا حفتر، منذ فشلها في إطلاق حملة جديدة على طرابلس، الاثنين الماضي، أي حديث عن تقدم على الأرض تزامنا مع اختفاء سلاح الجو التابع لها.
وخلال مؤتمر صحافي، مساء أمس الأربعاء، ركز المتحدث الرسمي باسم قيادة مليشيا حفتر، أحمد المسماري، على مطالبة المجتمع الدولي بوقف التدخل الخارجي في ليبيا، مشيرا إلى أن الدعم الخارجي الذي تتلقاه قوات حكومة الوفاق كان سببا في عدم نجاح عملية حفتر.
وشدد المسماري خلال حديثه على أن مليشيا حفتر على أهبة الاستعداد لحسم معركة طرابلس، وأنها "في انتظار أوامر القيادة العامة للتنفيذ".