حصاد المكتبة الفرنسية لعام 2015

حصاد المكتبة الفرنسية لعام 2015

14 يناير 2016
- "باريس تحتفل" إرنست همنغواي (Getty)
+ الخط -
أخبار الكِتاب في فرنسا كأخبار البورصة تماما. متابعات يوميّة لآخر الإصدارات، ورصد أسبوعيّ لحركة المبيعات، وتسابق وتلاحق في ترتيب الأسماء والعناوين ضمن قوائم هي أشبه بالمصعد أو السلّم المتحرّك. طَـوَت سنة 2015 الغلاف على آخر صفحاتها، ولكنّها احتفظت لنا بأهمّ الكتب الفرنسية وأكثرها رواجا.

- "استسلام" رواية لميشال هولباك (جائزة غونكور 2015): عمل صنّفه النقاد ضمن خانة أدب الخيال السياسي، ولكنّه يبدو في عمقه واقعيا، بل دراميا بامتياز لأنّه يفترض ما يخشاه كثير من الفرنسيّين: أنّ يكون رئيس فرنسا المقبل، عقب انتخابات سنة 2022، ذا أصول مغاربيّة وأن يكون من معتنقي الديانة الإسلاميّة. رواية تدغدغ مشاعر الإسلاموفوبيا وتُراجع على طريقتها قِـيَـم الجمهوريّة.

- "2084: نهاية العالم" رواية للفرنسي ذي الأصول المغاربيّة علاّم صنصال (جائزة الأكاديمية الفرنسية 2015): عمل تطغى عليه نبرة قياميّة قاتمة يتجاوز فيه صاحبه حدود فرنسا وجغرافيّتها متوقّعا انبثاق نظام استبدادي يحكم العالم باسم الإسلام وأنصاف الحقائق.

- "فرنون سيبيتاكس" رواية للفرنسية فرجيني ديبونت، صدرت في جزأيْن (يناير/كانون ثاني، ويونيو/حزيران 2015)، في انتظار الجزء الثالث. عمل مُنغمسٌ في الآنيّ الراهن هدفه أن يُـعَـرِّيَ مجتمعا مليئا بالتناقضات، وأن ينزع الأقنعة الكاذبة التي يختفي وراءها الجميع، دون استثناء... رواية صادمة كُتِبت بأسلوب حادٍّ مباشر لا يُراعي المشاعر ولا يعترف بالمواضعات البائسة.

- "استنادا إلى حكاية حقيقيّة" رواية للفرنسية دلفين دي فيغان (جائزة رونودو 2015)، عمل يعود بنا إلى الأصول الغامضة التي تُحرّك فعل الكتابة ويقودنا نحو اكتشاف الدوافع الخفيّة التي تنبثق عنها حركيّة الإبداع من خلال علاقة مُربكة بين روائيّة جفّت ينابيع قريحتها وشخصيّة متطفّلة متسلّطة تدّعي أنّها قادرة على تحريك السواكن... رواية تضع المبدع عاريا أمام مرآة أدواته الفنيّة وطاقاته التخيليّة.

- "تدمر... الكنز الذي لا يُـعـوَّض" دراسة للفرنسي بول فين، عمل تجاوز فيه صاحبه حدود المعالجة الأكاديمية فصار صرخة في وجه الجهالة والبربريّة، وصوت إدانة للفظاعات التي ارتُكِبَت باسم الدين ضدّ تراث الإنسانيّة، وهدية تحية لروح عالم الآثار السوري خالد الأسعد الذي قُـتِـلَ في ظروف مأساويّة... أهمّ ما في الكتاب أنّه يعيد للصحراء اعتبارها ويكشف عن كنوزها الخفيّة.

- "باريس تحتفل" سيرة شبه ذاتية للأميركي إرنست همنغواي. عمل في منزلة وُسطى بين السيرة الذاتية والرواية التخييلية يستعرض فيه صاحبه مقاطع من حياته في باريس خلال عشرينيات القرن الماضي. الكتاب عتيق وشخوصه منسيّة ولكنّ القرّاء نفضوا عنه الغبار بعد الأحداث الإرهابية التي هزّت العاصمة باريس ليلة 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 وجعلوا من صفحاته بيانا (مانيفيستو) في عشق الحياة والتمسّك بها.

المساهمون