حسينة الدبجي... تسعينية فلسطينية ما زالت تصنع الزينة البدوية

حسينة الدبجي... تسعينية فلسطينية ما زالت تصنع الزينة البدوية

غزة

علاء الحلو

avata
علاء الحلو
05 سبتمبر 2020
+ الخط -

تتربع التسعينية الفلسطينية حسينة الدبجي، من عزبة بيت حانون شمالي قطاع غزة، بين لفافات غزل الصوف، إذْ تصنع منها البسط والزينة البدوية والتراثية الفلسطينية. وتربط الدبجي خيطان الصوف بعضها ببعض، لتنتج عددًا من أشكال الزينة البدوية التي تستخدم لتزيين المنازل وغرف الضيافة، وكذلك لتزيين الحَلال، فيما يتم استخدامها في الأفراح البدوية لتزيين العربات كتقليد تراثي قديم.

قصّة عمر كامل 
وتروي يداها المجعدتان، وقد أمسكت بهما أطراف الخيوط لتشبيكها، قصة غُمر كامل قضته صاحبة هواية غزل الزينة في صنع الجَمال، وترى أن به عبق البلدان الفلسطينية المُحتلة من قِبل العصابات الصهيونية عام 1948م. حكاية الدبجي مع غزل الصوف بدأت في سن مبكرة، حين تأثرت بقطع الزينة التراثية التي كانت تصنعها والدتها في بلدة روبين المُحتلة، لتزين بها جنبات الخيام وأسنمة الجِمال وظهور الأحصنة والأواني والأدوات المنزلية. وقد عملت إلى جانب والدتها في حصاد الزرع والتحطيب والحرث ورعاية البقر والحيوانات ودرس الحبوب وصناعة بيوت الشَعر والزينة.

عودة إلى الذاكرة 
ولم يمنع تقدم عمر الدبجي، وتشتهر في منطقتها باسم أم فرج، مواصلة هوايتها القديمة، إذ ما زالت تستعين بأحفادها، وأبناء أحفادها لصناعة القطع التي ترى أنها أجمل شيء يمكنها مشاهدته. وتشعر أم فرج بسعادة بالغة بعد الانتهاء من صنع أي قطعة، لاستخدامها في مختلف المناسبات، حيث تذكرها ببلدتها الأصلية التي هُجرت منها عُنوة مع عائلتها، وما زالت تحفظ معالمها وتحلم بالرجوع إليها. وتفترش المُسِنة الأرض المُلحقة بمنزلها، لتثبيت الأوتاد، وفي ما بينها مطارق حديدية أو عصي لتثبيت الخيوط، وإلى جانبها الأدوات الخاصة بصناعة تلك القطع الفنية، وتبدأ بوصل أطراف خيوط الصوف في المطارق المثبتة وفق آلية محسوبة للغزل أو لرسم الزخارف، والتي يتم من خلالها التزيين النهائي للقطع.

نقل الخبرة للأحفاد 
وتعتمد صناعة الزينة البدوية، على نسج خيوط الصوف، وتحويلها إلى غزل، وهو عبارة عن خيوط صوف مُجدلة لزيادة قوتها، ومن ثم مدها بين الأوتاد المثبتة، وتشبيكها بعضها في البعض الآخر، للخروج بالشكل النهائي، أو صناعة قطع أخرى باستخدام الإبرة الخاصة بالتزيين، وتثبيت الخرز الملون والأكسسوارات المنوعة التي تعطيها لمسة جمالية إضافية.
وتُسمى الزينة التي تصنعها الدبجي "الخُلة"، وتتميز بالألوان الزاهية، وهي زينة شهيرة في التراث البدوي الفلسطيني، إذْ تتزين بالأكسسوارات والزخارف المنتظمة، فيما تتدلى من أطرافها خيوط الصوف والغزل المعقد بعضها في البعض الآخر، لتخرج في النهاية بشكل فني لافت. وتحاول الفلسطينية نقل خبرتها في صناعة تلك القطع الفنية إلى أحفادها وجيرانها، وفق تعبيرها لـ"العربي الجديد"، على اعتبار أنه فن أصيل، وعن ذلك تقول: "لا خير في من لا تراث له، ولا ماضي له"، حيث تعتبر تراث البلد دليلاً على حضارته وواقعه ومستقبله.

أصالة التراث الفلسطيني
وترى الدبجي في هذا الشكل من التطريز، والذي يشبه إلى حد كبير التطريز التراثي الفلسطيني، ولكنه يتخذ لونًا فنياً مختلفاً باختلاف سُمك الخيوط المستخدمة، تراثها وتراث أسرتها وبلدتها القديمة، إلى جانب أنه يمثل حضارة فلسطينية تندرج ضمن مكونات الفلكلور الفلسطيني الأصيل. وتُعتبر حياة البادية من أكثر المجتمعات بساطة واقترابًا من الطبيعة في السكن ومقومات الحياة والأدوات المُستخدمة في صناعة الزينة، وتنتشر تلك القطع في مناطق التجمعات البدوية، وتحديدًا في منطقة بئر السبع جنوب فلسطين المُحتلة. وتخلق بيوت الشعر والخيام البدوية مساحة للسيدات، وخاصة ممتهنات التطريز الفلاحي وصانعات غزل الصوف، من أجل التعبير عن إبداعهن، وصنع القطع الفنية التي يتم فيها تزيين واجهات تلك الخيام، لتعكس أصالة وعراقة التراث البدوي القديم.
 

ذات صلة

الصورة
توماس غرينفيلد في مجلس الأمن، أكتوبر الماضي (بريان سميث/فرانس برس)

سياسة

منذ لحظة صدور قرار مجلس الأمن الذي يطالب بوقف النار في غزة سعت الإدارة الأميركية إلى إفراغه من صفته القانونية الملزمة، لكنها فتحت الباب للكثير من الجدل.
الصورة

سياسة

وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إفادات وصفها بالصادمة عن سلسلة جرائم مروعة وفظائع ارتكبها جيش الاحتلال خلال عمليته المستمرة في مستشفى الشفاء بمدينة غزة.
الصورة
إطلاق نار (إكس)

سياسة

شددت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الجمعة، إجراءاتها العسكرية في بلدات عدّة غربي رام الله، وسط الضفة الغربية، بعد عملية إطلاق نار قرب طريق استيطاني.
الصورة
دانييلا فايس

سياسة

تواصل عرّابة الاستيطان وأحد أشد قادته دانييلا فايس تصريحاتها الفاشية المعادية للفلسطينيين، منادية بترحيلهم من غزة وسائر فلسطين والعودة للاستيطان في غزة.

المساهمون