حسن نصرالله يعلن انفتاحه على الإصلاحات في لبنان ويحذر من عودة "داعش"

حسن نصرالله يعلن انفتاحه على الإصلاحات في لبنان ويحذر من عودة "داعش"

30 اغسطس 2020
حزب الله يرفض مقترح حكومة حيادية(Getty)
+ الخط -

أعلن الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني، حسن نصرالله، في كلمة له، اليوم الأحد، بمناسبة العاشر من محرّم، أنه منفتح على الإصلاحات الواجب تنفيذها وأي نقاش هادئ للوصول إلى عقد سياسي جديد بإرادة ورضى مختلف الفئات اللبنانية، وذلك في معرض تعليقه على طرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يترقب وصوله إلى بيروت، حاملاً خريطة طريق سياسية واقتصادية تدفع المجتمع الدولي إلى مساعدة لبنان للخروج من أزمته الاقتصادية الحادّة، ويؤيد الذهاب إليها إلى أقصى حدّ ممكن، آملاً أن تتمكّن الكتل النيابية يوم غدٍ من تسمية مرشح يحظى بالمقبولية لتشكيل حكومة جديدة.
وتنطلق الاستشارات النيابية الملزمة صباح غد الاثنين، التي كان قد دعا إليها رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا من أجل تسمية رئيس مكلف لتشكيل الحكومة الجديدة، وسط غموض يلتف حول الأسماء المطروحة، علماً أنّ رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، كان قد أعلن عدم نيته الترشّح لرئاسة الحكومة، طالباً سحب اسمه من التداول، بينما لا يزال النقاش يدور حول احتمال تسميته، أو ترك الخيار له من أجل اختيار مرشح يرضى به، تفادياً للمقاطعة وتكرار مشهدية حسان دياب يوم تكليفه.

وكان رئيس الحكومة، حسان دياب، قد أعلن في العاشر من أغسطس، استقالة الحكومة التي لم تمرّ سنة على تأليفها، وذلك بعد أسبوع على وقوع الانفجار في مرفأ بيروت، ولم تتفق الأطراف السياسية صاحبة الأكثرية النيابية في البرلمان التي تدخل في دائرة الثامن من آذار على اسم بعد لتشكيل الحكومة كما حصل مع دياب، ودخلت في خلاف حول تسمية رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الذي قاد لأجله رئيس البرلمان نبيه بري تحركاً هدف إلى إزالة العوائق من جانب فريقي "حزب الله" الذي كان راضياً بتسميته، لكنه لم يقبل بالشروط التي وضعها، ولا سيما لناحية تشكيل حكومة مستقلين، وأعلن على لسان أمينه العام، حسن نصرالله، أنه يعدّ حكومة كهذه "مضيعة للوقت"، وأيضاً من جانب رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل الذي رفض إعادة تسمية الحريري، لكونه يراه غير مستقلّ، ووجوده على رأس الحكومة يحتّم وجود باسيل في المقابل على رأس وزارة وازنة في الحكومة الجديدة، وهو ما يرفضه رئيس "تيار المستقبل".
وقال نصرالله: "قد يأتي أحد من الخارج أو الداخل يفترض مجموعة مطالب ثم يقول هذه مطالب الشعب اللبناني"، مشيراً إلى أننا "كلنا متفقون على أن أي دولة أو مؤسسة في نظامنا السياسي يجب أن تستجيبَ لمطالب اللبنانيين".
وسأل: "كيف نحدّد مطالب الشعب اللبناني؟ هل نعتمد أسلوب التظاهرات مثلاً؟ إذا نزل مئات وآلاف إلى الشارع وطرحوا مطالب، فهل تكون مطالب الشعب؟".

نصرالله: نحن في حزب الله وفقاً للأرقام أكبر حزب سياسي في لبنان وأكبر جمهور لحزب سياسي في لبنان

وفي كلمته التي تطرق فيها إلى التطورات السياسية المحلية والإقليمية، ردّ الأمين العام لـ"حزب الله" على طرح البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، الحياد، هذه المبادرة التي حازت تأييداً دولياً كبيراً، وخصوصاً من جانب الوفود التي أتت إلى لبنان، أخيراً، وهي موجّهة أساساً إلى سلاح الحزب وصراعاته الإقليمية التي تضرّ بلبنان وتؤثر في السيادة اللبنانية، وضرورة أن يكون قرار السلم والحرب بيد الدولة اللبنانية وحدها، في مواقف غير مسبوقة بحدّيتها وصراحتها عن البطريرك الذي عرّضته لهجوم كبير من جانب مناصري "حزب الله"، علماً أنّ الأخير يعيش اليوم أكبر حصار من الخارج هدّده سياسياً ومالياً، ولا سيما مع ربط الدول الداعمة نشاطات الحزب بالإصلاحات والمساعدات. فقال نصرالله: "لا يقدر أحد في لبنان مرجعية دينية أو غيرها أن يقول هذا لا يريده الشعب اللبناني أو زعيم سياسي يقول هذه إرادة الشعب اللبناني".
وتابع: "نحن في حزب الله وفقاً للأرقام أكبر حزب سياسي في لبنان وأكبر جمهور لحزب سياسي في لبنان ولكن لا ندعي أننا نعبّر عن كامل إرادة الشعب، بل نعبّر عن إرادة من نمثلهم". وتساءل: "من قال إن الشعب اللبناني يريد حكومة مستقلة، أو حياديين، أو تكنوقراط أو سياسية؟".

من جهة ثانية، تحدث نصرالله عن احتمال عودة التنظيمات الإرهابية، ومنها "داعش" إلى لبنان، محذّراً من أنّ "هناك محاولة جديدة من أجل إعادة إنتاج هذا التنظيم في العراق وسورية وشرق الفرات، الذي إذا تمكّن من الوصول إلى تدمر سيكون لبنان هدفاً تتطلع اليه التنظيمات".
ويتخوّف اللبنانيون من كثرة تحذيرات المسؤولين من عودة "داعش" إلى لبنان والتوقيفات التي تطاول عناصر التنظيم مع سيناريوهات تفيد بنية هؤلاء تنفيذ عمل إرهابي في لبنان، وذلك لأهداف سياسية بحتة تحرف الأنظار عن الأزمة الراهنة ومبدأ المحاسبة والمساءلة وتغيير المنظومة السياسية، وعن المسؤولين الأساسيين عن انفجار مرفأ بيروت، خصوصاً في ظلّ ما يتردّد إعلامياً عن احتمال وضع السلطة القضائية ما حصل في الرابع من أغسطس/ آب الحالي في إطار الجريمة الإرهابية.
وعلى صعيد التطوّرات الأمنية الأخيرة على حدود جنوب لبنان والاعتداءات التي نفذها العدو الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية، قال نصرالله: "الإسرائيلي كان يريد مما فعله في ميس الجبل وحرق المنطقة أن نذهب إلى التراشق الناري ويضيع دم شهيدنا، وبالنسبة إلينا قرار الرد قاطع وحاسم، وبصراحة لسنا مستعجلين، وموضوع استهداف بيت في قرية الهبارية موضوع في الحساب".