حساء "غاسباتشو"... طبق بارد على مائدة العالم

حساء "غاسباتشو"... طبق بارد على مائدة العالم

22 اغسطس 2020
الطماطم والفلفل والبصل وزيت الزيتون أبرز مكونات الطبق (Getty)
+ الخط -

انتشر حساء "غاسباتشو" البارد المصنوع من الخضار منذ عقد من الزمن في أوروبا، انطلاقاً من جنوب إسبانيا، ويواصل غزوه للعالم الآن، وثمة ماركات كثيرة تنتجه، إلا أن ثلاثة أرباع الإنتاج العالمي تؤمنه ثلاث شركات عملاقة.

تغزو عشرات ملايين الليترات من حساء "غاسباتشو" السوق سنوياً، خلال الموسم الذي يبدأ بعد عيد الفصح وينتهي في سبتمبر/أيلول. في يوليو/تموز الماضي أنتج ما لا يقل عن 32 مليون ليتر منه، في مقابل 67 مليوناً للعام 2019 كله، على ما تفيد شركة "نيلسن" لدراسات السوق.

ودخل "غاسباتشو" إلى برادات الفرنسيين والألمان والسلوفاك والفنلنديين والأميركيين وحتى اليابانيين. الطماطم والفلفل والخيار والبصل وزيت الزيتون، فضلاً عن الخل والملح، هي بعض مكونات هذا المنتج الصناعي الذي له إيجابياته الصحية، فهو نباتي صرف (فيغن)، ويحوي فيتامينات فيما السكر خفيف فيه. وهو منتج طازج أيضاً، إذ يحفظ بين 70 و90 يوماً فقط، ما يشكل تحدياً للصناعيين الذين يتنبهون كثيرا لأحوال الطقس. فعلى غرار المثلجات ترتفع مبيعات الـ"غاسباتشو" كثيراً خلال موجات الحر.

استقطب نجاح هذا المنتج شركة "بيبسيكو" العملاقة التي اشترت عام 1999 "تروبيكانا ألفاييه"، واحدة من أشهر ثلاث أكبر شركات لصنع الـ "غاسباتشو". إلا أن الشركة الأولى عالمياً في هذا المجال هي "غارثيا كاريون" التي تسوق الـ"غاسباتشو" بماركات عدة، على غرار "إيه أم سي ناتشورال درينكس" (ثالث مصدر للصناعات الغذائية في إسبانيا).

وصفة الـ"غاسباتشو" أصلها من الأندلس، إلا أن الشركات المهيمنة على هذا القطاع موجودة في منطقة مرسية القريبة في جنوب غرب إسبانيا. وهي تستحوذ على نحو 75 في المائة من الإنتاج العالمي، مع إيرادات قيمتها 119.2 مليون يورو، من إبريل/نيسان عام 2018 إلى أغسطس/آب عام 2019، على ما أظهرت أرقام "مرصد الصناعات الغذائية المرجعي في إسبانيا" (أليماركت).

في مطلع العقد الأخير "فتحت (ألفاييه) الباب، ثم بدأت متاجر السوبرماركت تطالبنا بالـ(غاسباتشو)"، على ما تقول مبتسمة مديرة تطوير المنتجات والتغذية لدى "إيه أم سي" مونيكا بيريث ألاما.

وتغسل آلاف الكيلوغرامات من الخضار الكاملة، وتسحق، وتمرر عبر مرشحات يومياً في مصانع هذه الشركة في إسبيناردو في مرسية. بين الصهاريج المبردة التي تتسع لـ25 ألف ليتر، تمر عربات محملة صفائح تحوي ألف ليتر من زيت الزيتون البكر. ويسكب الخليط في علب كرتونية تطويها آلات بسرعة كبيرة وسط ضجيج هائل.

وتصدّر "إيه ام سي" إلى متاجر في فرنسا والولايات المتحدة وكندا وحتى اليابان. أما "ألفاييه" فتصدر أكثر من 50 في المائة من إنتاجها، لا سيما إلى فرنسا السوق الرئيسية لها في الخارج، فضلاً عن بلجيكا والبرتغال والنمسا وسويسرا وهولندا وبريطانيا. في المقابل، تصدر "غارثيا كاريون" خصوصاً إلى البرتغال وفرنسا وألمانيا، تليها بعد ذلك "دول الشرق".

إلا أن "السفير العالمي للحمية المتوسطية والحقول الإسبانية"، كما يحلو للثلاثي المحتكر أن يصفه، اضطر إلى تكييف إنتاجه للدفاع عن صورته. فالطماطم الشهية التي تغطي العلب تأتي من بيوت "في بحر البلاستيك"، الممتد على عشرات آلاف الهكتارات الذي يفضل الصناعيون أن يسموه "بستان أوروبا".

وأمام الانتقادات الموجهة لهذه الزراعة المكثفة، تؤكد الشركات الثلاث العملاقة أنها تشتري المكونات من الإنتاج المحلي وتركز على نضارتها، وقد بذلت جهوداً لخفض استهلاك المياه والطاقة، كما الحال مع آخر مصنع لشركة "ألفاييه" الممتد على 28 ألف متر مربع الذي استثمرت فيه الشركة 31 مليون يورو.

ويوضح المدير التجاري لشركة "إيه أم سي" في إسبانيا والبرتغال، فرناندو مارين روميرو، أن الصناعيين يطلقون العنان لمخيلتهم "لمنافسة الـ(غاسباتشو) المنزلي الصنع" مع تنويع الوصفات بإضافة إكليل الجبل أو الفراولة أو جعل الحساء أكثر كثافة وعضوية ومرفقاً بالخبز. أما الميل الأخير فيتمثل بوصفة "غاسباتشو" غير مبسترة مع تاريخ صلاحية أقصر، استجابة للطلب العالمي على "مزيد من النضارة".

دلالات

المساهمون