Skip to main content
حزن تونسي بعد فاجعة الحافلة السياحية... وتساؤلات عن المستقبل
محمد معمري ــ تونس
بعد فاجعة الحادثة المرورية لحافلة سياحية كانت تنقل مجموعة من الشبان في رحلة ترفيهية في منطقة الشمال الغربي الجبلية في تونس، والتي خلّفت 26 قتيلاً وجرحى، خيّم الحزن والتساؤلات والدعوات للمحاسبة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وبرزت التساؤلات حول المستقبل بعد تتالي هذه المصائب نتيجة الإهمال البشري وحالة الطرقات الصعبة في بعض المناطق. وكتب الإعلامي معز زيود: "22 قتيلا، سقطوا في حادث انزلاق حافلة في منحدر جبلي بمنطقة عين السنوسي في الطريق الفاصلة بين عمدون وعين دراهم، وقد يرتفع عدد الضحايا. رحلة تقلّ شبابا في جولة ترفيهيّة انقلبت إلى مأساة ستصيب عددا كبيرا من العائلات التونسيّة. مصاب جلل يُدمي العين ويحرق الأفئدة ولا يترك للصبر منفذا. ربيّ يرحمهم ويشفي الجرحى جميعا".


أما الإعلامي غفران الحسايني فكتب غاضباً عن الوضع الصعب الذي تعيشه منطقة الشمال الغربي التونسي: "الشمال الغربي المنكوب..حتى جولة ترفيهية إليه تتحول إلى كارثة وأشلاء... أعلنوه منطقة منكوبة أغلقوه واعتبروه منطقة معزولة..لا تتركوا أحدا يزوره ولا يقترب منه.. سيفضح سياسات التجاهل والإقصاء والقهر والتهميش التي عاشها شمال النكبة منذ عقود...".

البعض الآخر من التونسيين دعا إلى عدم نشر صور الضحايا مراعاة لمشاعر عائلاتهم. وكتب أستاذ الإعلام بالجامعة التونسية منجي المبروكي: "الرجاء عدم تناقل صور موتى فاجعة الحافلة التي تنقل الشباب قرب عين دراهم عليهم رحمة الله. لطفاً بوالديهم وأقربائهم وزملائهم".

وأضاف عن عدم التوزان بين المناطق فى تونس، متهماً الأنظمة التي تعاقبت على حكم في تونس في ما وصل إليه الأمر: "حين تصاب تونس في أعماقها: في شمالها الغربي ووسطها الغربي وكل جنوبها فعلينا حمل جرحانا نحو صفاقس أو الساحل أو تونس العاصمة. بعد ذلك، يتشدق البعض أن الدولة الوطنية طيلة 30 سنة من حكم بورقيبة و23 سنة من الحكم النوفمبري و9 سنوات بعد الثورة تنظر للتونسيين على أنهم سواسية".


أما الإعلامية نائلة الحامي، فاستغربت تعامل بعض التونسيين مع الحادث في مواقع التواصل الاجتماعي. وكتبت: "التفاعل في مواقع التواصل مع #فاجعة_الحافلة في #عمدون لا يخلو من استهتار تام.. هذا ليس استثناء تونسيا في التعامل مع الفواجع للأمانة خاصة في فضاءات للتواصل لا تحكمها قواعد ثابتة لكن يفضل تجنب تداول أسماء للمتوفين، نشر صور جثث واضحة الخ.. لنحترم عائلاتهم وهذا المصاب الأليم..".


وسائل الإعلام التونسية غيّرت برمجتها أمس الأحد بعد الحادث وابتعدت عن كل ما هو فيه فرح، متضامنةً مع أسر الضحايا. وقد كانت نشرات الأخبار والمتابعات حينية لكل ما يحصل في مكان الحادثة. وكتب الإعلامي وليد أحمد الجموسي: "منذ التحاقي بقسم الأخبار بإذاعة المنستير، كانت نشرة مساء اليوم (الأحد) الأصعب.... فليس أعسر على الإعلامي من ذاك التداخل الموجع بين المهني والإنساني".