الأكراد أخطأوا بطرحهم الفدرالية من جانب واحد (Getty)
على الرغم من تعدّد المرجعيات السياسية والحزبية في سورية خلال السنوات الست الماضية، والتي تنطق باسم أفكار وأفراد وجماعات، إلّا أن التمثيل السياسي لكافة أطياف المجتمع السوري كان شحيحاً في الحياة السياسية. وقد برزت، خلال الثورة السورية، تيارات عديدة تدعو إلى إدخال الصوت السوري بكل مكوناته في الحياة السياسية. ومن أبرز هذه التيارات حزب "الجمهورية" و"اللقاء الديمقراطي". وفي مطلع فبراير/ شباط الماضي، التقى هذان التياران السياسيان لدمج الأفكار المتقاربة، والساعية للتوصل إلى رؤية لدولة موحّدة تضم كل أصوات السوريين، على اختلاف أطيافهم وخلفياتهم السياسية والعرقية والدينية. وأكد التياران، في بيان مشترك، "حرصهما على تعميق العلاقات الثنائية، لما فيه مصلحة الشعب السوري وتحقيق أهدافه في الحرية والكرامة والديمقراطية، بما يسمح بتقديم أفضل الصيغ التي تلبي حاجة المجتمع السوري، تنظيمياً وسياسياً، وتتجاوز العثرات التي اعترت البرامج والأنظمة الداخلية للتنظيمات السياسية في المرحلة السابقة، خصوصاً في ظل لحظة سياسية عصيبة تجمعت فيها جملة من العوامل السلبية".
ويقول الرئيس التنفيذي لحزب "الجمهورية"، مضر الدبس، لـ"العربي الجديد"، إن "لقاء الحزبين أكّد على ضرورة العمل الديمقراطي في سورية، لجمع الشعب السوري، بتنوعه واختلافه". ويوضح أن ميزة السوريين هي أنهم قبلوا هذا التنوع على المستوى المدني، وكانت رؤيتهم موحدة للدولة المدنية منذ استقلال سورية عن فرنسا، إلى أن جاء حزب "البعث" وبدأ التفريق بينهم. ويضيف "مع بدء الثورة السورية، بدأنا نطمح إلى عمل نموذجي لحل القضية السورية، وقضية التنوّع الكردي والآشوري، والتي هي واحدة من الأمور التي يجب دراستها تحت المظلة الوطنية". ويتابع "حزب الجمهورية يتبنى دولة وطنية حديثة تقوم على مبدأ الحياد الإيجابي إزاء كافة الأطياف والديانات والأيديولوجيات، ولا نؤمن بصهر الشعب على شكل بعثي واندماج قسري، وإنما نؤمن بدولة مشتركة ونظام ديمقراطي وتداول السلطة، وهي أسس اللقاء الوطني مع التيار الديمقراطي، كتجمع كردي مؤمن بأن الحل الكردي لا يتم إلا بتكوين دولة وطنية سورية".
بدوره، يقول الناطق باسم "اللقاء الديمقراطي" في سورية، ميداس عزيزي، لـ"العربي الجديد"، إن "اللقاء تأسس في 22 إبريل/ نيسان 2012 من شخصيات وطنية كردية، تبنّت رؤية وطنية سورية جامعة، وهي المرة الأولى التي يتخلى فيها الكيان السياسي الكردي عن صفته القومية ويأخذ الصفة الوطنية السورية". ويوضح أنه "بعد اندلاع الثورة كان من الضروري إيجاد تيار وطني يضم الأكراد والعرب والآشوريين، وتكون لديه رؤية واسعة، عبر إنتاج تنظيمات اجتماعية وسياسية لا تقوم على أسس أيديولوجية وإنما برامج وطنية". وبرأيه، تتكون سورية اليوم من ثلاثة تيارات، وهي حزب "البعث" وجماعة الإخوان المسلمين والأحزاب القومية العربية، مشدّداً على ضرورة انضمام تيار رابع لتحقيق التوازن السياسي، وهو التيار الديمقراطي الوطني العلماني، والذي يعمل "التيار الديمقراطي" وحزب "الجمهورية" على إنشاء جسم يكون نواة هذا التيار، ويتبنى مشروعاً وطنياً سورياً كاملاً، لافتاً إلى أن الفكرة بدأت منذ أكثر من شهرين عبر حوارات وتبادل الآراء مع "الجمهورية"، وكانت الأفكار متقاربة من خلال الفهم والتصور المشترك لكل قضايا سورية.