حزب "الأصالة والمعاصرة" المغربي يؤجل مجلسه الوطني بسبب "كورونا"

حزب "الأصالة والمعاصرة" المغربي يؤجل مجلسه الوطني بسبب "كورونا"

03 مارس 2020
التبريرات تتضارب بشأن تأجيل الدورة (فيسبوك)
+ الخط -

أعلن حزب "الأصالة والمعاصرة"، أكبر أحزاب المعارضة في المغرب، يوم الثلاثاء، عن تأجيل دورة مجلسه الوطني، التي كان مقرراً عقدها السبت القادم، بسبب تسجيل أول حالة إصابة بفيروس "كورونا" لمهاجر مغربي قادم من إيطاليا، مساء الإثنين.
وأوضحت فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني للحزب، المعروف اختصاراً بـ"البام"، في بيان وصل لـ"العربي الجديد"، أنه تقرر تأجيل عقد المجلس، على "إثر ما تم نشره لوسائل الإعلام الوطنية من تطورات لمرض "كورونا" ببلادنا، ووقاية من احتمال انتشاره السريع بين مواطنينا، واحتراماً لقرار اللجنة الوطنية للقيادة التي تم إحداثها ودعوتها لتأجيل جميع التظاهرات والاجتماعات المبرمجة".



وأضافت المنصوري أنه تقرر التأجيل "حماية لمناضلاتنا ومناضلينا، وكافة شعبنا ووطننا من انتشار هذا الفيروس الفتاك"، مشيرة إلى أنه سيتم الإعلان عن التاريخ الجديد لانعقاد المجلس في أقرب الآجال "حينما ستتوفر الشروط المناسبة لذلك".
ويأتي تأجيل دورة المجلس الوطني في وقت كان يتوقع فيه المتابعون أن يكون اجتماعاً عاصفاً في ظل الأزمة التي يعشيها الحزب بين تيار "المستقبل" بزعامة الأمين العام الجديد، عبد اللطيف وهبي، وتيار "المشروعية" الذي يقوده الأمين العام السابق، عبد الحكيم بنشماش.
ويعتبر المراقبون أن محطة المجلس الوطني كانت تعتبر أصعب امتحان بعد محطة المؤتمر الرابع، لكونه كان سيظهر إن كانت القيادة الجديدة قادرة على دفن الخلافات وتحقيق المصالحة الداخلية التي تحفظ وحدة الحزب الطامح إلى تصدر تشريعيات 2021، خلال عملية انتخاب المكتب السياسي الجديد.


وكانت المؤشرات الأولية التي سادت خلال الأيام الماضية لا تبشر بتفاؤل كبير، ففي الوقت الذي كان يفترض فيه أن تبذل القيادة الجديدة جهوداً لإصلاح ما أفسده المؤتمر الرابع، أشارت التسريبات إلى أن تيار "المستقبل" ماضٍ في فرض واقع جديد من منطلق أن التاريخ يكتبه "المنتصر"، ومتسلحاً بأغلبية مريحة داخل المجلس الوطني تخول له التصويت على لائحة أعضاء المكتب السياسي.
وبدا لافتاً كذلك سعي الأمين العام إلى تشكيل المكتب السياسي بمعزل عن أي توافقات أو مشاورات مع معارضيه بخصوص الكيفية التي سيشكل بها، وكذا تأكيده أنه المخول وحده صلاحية فعل ذلك، في وقت يعتبر فيه العديد من المراقبين أن وهبي أمام خيارين لا ثالث لهما "إما أن يمد يده للجميع ويشكل قيادة تمثل الجميع، وإما أن يستفرد بالقيادة مع مؤيديه".
إلى ذلك، اعتبر عضو المجلس الوطني، عبد الواحد الزيات، في تصريح له، أن تأجيل دورة المجلس المفروض أن ينبثق عنها تشكيل المكتب السياسي يبقي حزب "البام" في وضع الجمود بدون مواقف سياسية لجهازه السياسي، مبدياً استغرابه بالقول إن "أحزاب سياسية تعقد اجتماعات مكاتبها السياسية بشكل عادي في الوقت الذي اختارت فيه رئيسة المجلس الوطني أن تسرد مجموعة من الحيثيات الموجبة للتأجيل ليبقى الحزب بدون مكتب سياسي".


وأضاف الزيات: "أخشى أن تكون الأزمة أكبر من كورونا وتختفي القيادة وتترك الجمل بما حمل، وستسرد لنا مبررات أخرى موجبة لتعطيل حزب يعد القوة الأولى في المعارضة"، معتبراً أن تأجيل المجلس الوطني "هروب من تحمل المسؤولية أكثر منه خوفاً من فيروس كورونا".
وكان من المقرر أن يشارك في أشغال المجلس الوطني لحزب "الأصالة والمعاصرة" حوالي 600 شخص من جميع مناطق المملكة، بالإضافة إلى منخرطين من الجالية المغربية المقيمة بالخارج، خاصة من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا التي تعرف انتشار فيروس كورونا.

المساهمون