حراك متواضع في غزة تضامناً مع الأقصى... والمقاومة تتوعد

حراك متواضع في غزة تضامناً مع الأقصى... والمقاومة تتوعد

16 سبتمبر 2015
الحراك الشعبي في غزة أتى محدوداً(عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
يتصاعد العدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة، فيما يبدو قطاع غزة كما الضفة الغربية، بعيداً عن التفاعل المنتظر منه مع التطورات، إذ إن الحراك الشعبي في غزة يبدو متواضعاً، على الرغم من بعض المسيرات التي نظمتها الفصائل انتصاراً للأقصى. مشاكل الناس وهموهم التي تزايدت كثيراً بفعل الحصار والانقسام أثرت سلباً على مشاركتهم في الهم الأكبر، ولا سيما أنّ القطاع المحاصر منذ تسع سنوات، باتت الحياة فيه أشبه بالمعجزة، في ظل أزمات قاسية لا أمل في حلها في المدى القريب.

أما الفصائل في القطاع فاكتفت بإصدار بيانات الإدانة وبعض الحراك الجماهيري، ولم يكن من بينها من يلوح بأي عمل مقاوم انطلاقاً من القطاع إذا ما استمر العدوان المتصاعد على الأقصى. وتؤكد معلومات حصلت عليها "العربي الجديد"، أنّ قوى المقاومة عقدت اجتماعاً عسكرياً لبحث سبل الرد وكيفيته انطلاقاً من غزة، لكن لم تعرف نتائجه.

اقرأ أيضاً: الأقصى يقاوم وحيداً

من جهته، يقول القيادي في حركة "حماس"، إسماعيل رضوان لـ"العربي الجديد"، إنّ الاحتلال تجاوز كافة الخطوط الحمراء باعتداءاته الأخيرة على المسجد الأقصى والاقتحام المتكرر له، ومحاولة فرض التقسيم المكاني والزماني على المصلين والمرابطين فيه. ويؤكد رضوان أنّ المقاومة الفلسطينية على مستوى عالٍ من الجهوزية للرد على العدوان الإسرائيلي الحاصل بحق المسجد الأقصى، مشدداً على أنّ فصائل المقاومة في حالة انعقاد مستمر ودائم وتتابع عن كثب ما يجري من اعتداء مستمر على المسجد الأقصى.
ويدعو القيادي في "حماس"، السلطة الفلسطينية إلى سرعة وقف التنسيق الأمني بالضفة الغربية، وإطلاق يد المقاومة من أجل لجم الاعتداءات المستمرة التي يقوم بها الاحتلال بحق المسجد الأقصى، مطالباً الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، باتخاذ قرارات سريعة لترتيب البيت الفلسطيني الداخلي.
ولم يغفل رضوان مناشدة الدول العربية والإسلامية التدخل والضغط على الاحتلال لوقف الاعتداءات اليومية بحق المسجد الأقصى، ووقف الممارسات والمضايقات التي يقوم بها الاحتلال والمستوطنون بشكل يومي بحق المرابطين والمرابطات فيه.
أما المتحدث باسم حركة "فتح" في القطاع، فايز أبو عيطة، فيؤكد لـ"العربي الجديد"، أنّ ما يجري في المسجد الأقصى هو انتهاك فاضح تقوم به حكومة بنيامين نتنياهو لكافة الشرائع والقوانين الدولية التي كفلت عدم الاعتداء على الأماكن الدينية والثقافية وحرية العبادة.
ويشير أبو عيطة إلى أنّ الاحتلال، باعتداءاته على المسجد الأقصى، سيجرّ المنطقة إلى دوامة جديدة من العنف، محملاً الحكومة الإسرائيلية مسؤولية أي تدهور للأوضاع الأمنية، داعياً في الوقت نفسه الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية إلى ضرورة الاتفاق على برنامج سياسي وكفاحي موحد لمواجهة مخططات الاحتلال الرامية إلى تهويد القدس والمسجد الأقصى والتصدي للاعتداءات اليومية المتواصل.
ويلفت أبو عيطة إلى أنّ الرئيس الفلسطيني يتابع عن كثب الأحداث المتسارعة في الأقصى، وتواصل مع العديد من الرؤساء العرب ووضعهم في صورة اعتداءات الاحتلال، محملاً المجتمع الدولي المسؤولية الكاملة عما يجري حالياً من تصاعد للاعتداءات الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة.

بدوره، يشدد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، رباح مهنا، على أهمية وقف التنسيق الأمني بين السلطة وإسرائيل، ومراجعة كافة الاتفاقيات المبرمة مع الاحتلال، في مقدمتها اتفاقية أوسلو التي تنصل الاحتلال من مجمل بنودها.
ويقول مهنا لـ"العربي الجديد" إنّ الاحتلال يكثّف من العدوان بحق المسجد الأقصى والمقدسات مستغلاً الوضع القائم في الوطن العربي، وحالة الانشغال بالمشكلات الداخلية، مشدداً على أهمية ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني واتخاذ خطوات عملية لمقاومة الاحتلال. ويدعو مهنا، عباس إلى اتخاذ مواقف سريعة وحازمة لترتيب البيت الفلسطيني، والاتفاق على برنامج مقاومة شامل، شعبياً وعسكرياً وثقافياً، مشيراً إلى أنّ الاحتلال يستغل الانقسام الفلسطيني للتنكر لكافة الحقوق التي كفلتها القوانين والأعراف الدولية للشعب الفلسطيني.
أما القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، أحمد المدلل، فيقول لـ"العربي الجديد"، إنّ المقاومة الفلسطينية لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه ما يقوم به الاحتلال من تقسيم مكاني وزماني في الأقصى، واستهداف شبه يومي للمصلى القبلي، واستهداف المصلين والمرابطين داخل المسجد. ويقول المدلل إنّ الاحتلال تجاوز كافة الخطوط الحمراء عبر التصعيد المستمر واليومي بحق المسجد الأقصى، موضحاً أنّ المقاومة الفلسطينية تعقد لقاءات واجتماعات مستمرة وتتابع التطورات عن كثب وقادرة على تفعيل خياراتها العسكرية للدفاع عن الأقصى.
ويدعو القيادي في "الجهاد"، الفصائل المسلحة إلى تحريك خلاياها النائمة في الضفة الغربية واستهداف الاحتلال وتصعيد المقاومة المسلحة، مطالباً السلطة الفلسطينية بوقف التنسيق الأمني والسماح للمقاومة بحرية العمل في الضفة. ويلفت المدلل إلى أنّ الاحتلال يسعى إلى تمرير مخططات تهويد المسجد الأقصى في ظل الأوضاع الحالية التي يعيشها الوطن العربي، وعدم الاهتمام الكافي عربياً وإسلامياً ودولياً بالقضية الفلسطينية، داعياً الدول العربية والإسلامية لسرعة التحرك واتخاذ مواقف حازمة ضد الاحتلال.

اقرأ أيضاً نكبة جديدة للأقصى: الاعتداء الأكبر منذ 1969

المساهمون