حراس المونديال..السقوط من سماء النجومية إلى مقاعد البدلاء

25 سبتمبر 2014
الرقم 13 لم يكن فأل خير للحراس مع فرقهم
+ الخط -

كشفت بطولة كأس العالم الأخيرة بالبرازيل، عن ظاهرة تألق حراس المرمى في العديد من المنتخبات، خاصة اللاتينية المغمورة أو الصاعدة، لتفتح أمامهم أبواب الشهرة، وتنهال عليهم عقود الاحتراف من أكبر أندية القارة الأوروبية.

وبالفعل تحقق حلم العديد من الحراس بالانتقال إلى فرق كبرى، لكن على غير المتوقع، جلس معظمهم على مقاعد البدلاء، بما لا يتناسب مع تألقهم قبل أسابيع قليلة في المونديال.

وكان من بين أبرز الحراس الذين أبدعوا على أرض السامبا، الثلاثي اللاتيني جييرمو أوتشوا (المكسيك)، وكيلور نافاس (كوستاريكا)، وديفيد أوسبينا (كولومبيا)، وبالفعل أتيحت لهم الفرصة للعب هذا الموسم في فرق كبيرة في القارة العجوز، غير أن الرياح جاءت بما لا تشتهي سفنهم، ووجدوا أنفسهم أسرى لمقاعد البدلاء.

وربما كان المصير نفسه ينتظر الحارس التشيلي كلاوديو برافو مع برشلونة الإسباني، بعد انتقاله من ريال سوسييداد، لكن ظروف إصابة الحارس الألماني تير شتيجن منحته مقعداً أساسياً في البرسا "حتى الآن".

أوتشوا
كان الاسم الأبرز على صعيد حراسة المرمى في المونديال، ولولا الخروج المبكر لمنتخب المكسيك من دور الـ16 لكان ربما نافس العملاق الألماني مانويل نوير على جائزة أفضل حارس.

قام أوتشوا بتصديات رائعة خلال مباراة البرازيل صاحبة الضيافة، وساهم في خروج اللقاء بتعادل سلبي في أحد أمتع مباريات البطولة، وسرعان ما أصبح اسمه وصوره حدثاً في الصفحات الأولى لمختلف الصحف والمواقع الرياضية حول العالم، كما تألق في مباراتي الكاميرون (1-0) وكرواتيا (3-1) في الدور الأول، وكذلك أمام هولندا في ثمن النهائي، لولا النهاية الدرامية والخروج في الثواني الأخيرة بركلة جزاء.

وذهل العالم فور معرفة أن موهبة أوتشوا مدفونة في ناد أجاكسيو الفرنسي الذي هبط إلى الدرجة الثانية، وأن عقده منتهٍ، خلال كأس العالم، لذا ارتبط اسمه بالانتقال إلى فرق كبيرة في إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا، لكنه وبشكل مفاجيء استقر على فريق مالاجا الإسباني.

وظن أوتشوا (29 عاماً) أن الباب مفتوح أمام التألق في الليجا، خاصة أن الأرجنتيني المخضرم ويلي كاباييرو ترك الفريق الأندلسي، وانتقل إلى مانشستر سيتي الإنجليزي، لكن المفاجأة كانت تفضيل المدرب خابي جارسيا للحارس الكاميروني إدريس كاميني، وإشراكه في جميع مباريات الدوري حتى الآن.

نافاس
قاد كيلور نافاس منتخب كوستاريكا إلى أفضل إنجاز في تاريخه بالتأهل إلى ربع النهائي بعد مباريات إعجازية، حيث تصدر مجموعة الموت وهزم أوروجواي وإيطاليا، وتعادل مع إنجلترا، وتجاوز اليونان بركلات الترجيح في دور الـ16، وبنفس الوسيلة خسر أمام هولندا في ربع النهائي، أي أنه لم يخسر على الملعب في أي لقاء.

ولفت نافاس الأنظار إليه بشدة على البطولة، ودخل التصفية النهائية كأفضل ثلاثة حراس في كأس العالم، مع نوير والأرجنتيني سرخيو روميرو.

وفتح هذا التألق المجال لنافاس (27 عاماً) للانتقال من ليفانتي إلى فريق أكبر داخل حدود إسبانيا أيضاً، بل بطل أوروبا، ريال مدريد، بعد أن كان اسمه مرتبطاً ببايرن ميونخ بطل ألمانيا في باديء الأمر.

جاء نافاس كحارس ثالث للريال ليعمق الجدل بين إشراك إيكر كاسياس أو دييجو لوبيز تحت عرين الميرينجي، لكن هدأت العاصفة نسبياً بانتقال لوبيز إلى ميلان الإيطالي.

ظن كثيرون أن نافاس في أوج تألقه سيخطف المركز الأساسي من كاسياس، أو على الأقل ستتم المناوبة بينهما كما حدث مع لوبيز، لكن بدا أن المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي أعطى الأولوية للقديس كاسياس ليلعب كل المباريات في الليجا ودوري الأبطال، وتثبيت نافاس كحارس احتياطي، مع إمكانية الدفع به في كأس الملك، وهو ما لم يتم التأكد منه بعد.

واشترك نافاس مؤخراً في مباراة أمام إلتشي بالليجا كأساسي، لكن الأمر بدا كترضية له ولإراحة الحارس الأول كاسياس.

أوسبينا
حارس منتخب كولومبيا، الحصان الأسود للمونديال، لعب دوراً رئيسيا في تألق "لوس كافيتيروس" في البطولة، ولولا الاصطدام بالسيليساو صاحب الأرض والجمهور، لبلغ نصف النهائي وحقق إنجازاً غير مسبوق.

وقدمت كولومبيا، في حضرة أوسبينا، عرضاً رائعاً في الدور الأول، وحققت العلامة الكاملة أمام اليونان (3-0)، وكوت ديفوار (2-1)، واليابان (4-1)، وفي دور الـ16 أطاحت بأوروجواي (2-0)، قبل أن تودع بشرف أمام البرازيل (1-2).

وتلقى أوسبينا (26 عاماً) عرضاً مغرياً من أرسنال الإنجليزي ليترك نيس الفرنسي بعدما قضى فيه ستة أعوام، وفي نيته أن ينتزع مركز الحارس البولندي، وجييش تشيزني، متفاوت المستوى.

لكن المدرب الفرنسي أرسين فينجر واصل الاعتماد على تشيزني، وأبقى على أوسبينا إحتياطياً، وأشركه للمرة الأولى أمام ساوثامبتون في كأس الرابطة، والتي خسر بها الـ"جانرز" 1-2 وودعوا البطولة من دور الـ32.

المساهمون