حرائق كاليفورنيا تجبر عشرات آلاف الأميركيين على مغادرة منازلهم

حرائق كاليفورنيا تجبر عشرات آلاف الأميركيين على مغادرة منازلهم

23 اغسطس 2020
جهود متواصلة لمحاصرة حرائق الغابات في كاليفورنيا (كينت نيشيمورا/Getty)
+ الخط -

تتواصل حرائق تعد الأضخم في تاريخ ولاية كاليفورنيا الأميركية، وأجبرت عشرات الآلاف على الفرار من منازلهم، في حين حذّر خبراء الأرصاد من امتداد رقعتها يعد أن أشعلت آلاف صواعق البرق في الأيام الأخيرة، حرائق جديدة خلّفت سحباً من الدخان الكثيف غطّت المنطقة.

وأفاد الناطق باسم إدارة الإطفاء في كاليفورنيا، جيريمي ران، بأنّ مجمل المساحة التي احترقت وصلت إلى ما يقارب مليون فدان. وقالت خدمة الأرصاد الجوية: "مع الجفاف الشديد. بإمكان العواصف الرعدية إشعال المزيد من حرائق الغابات في عطلة نهاية الأسبوع. غطت مساحة واسعة من الدخان غرب الولايات المتحدة من جرّاء حرائق الغابات المتواصلة التي تمتد من جبال روكي حتى الساحل الغربي".

ويتعامل نحو 2600 عنصر إطفاء مع أكبر حريقين، من بين 13700 يكافحون نحو عشرين حريقاً كبيراً. وقال حاكم الولاية، غافين نيوسوم، في تغريدة أرفقها بصورة تظهر سحباً ضخمة من الدخان المتصاعد: "إذا كنتم لا تصدّقون التغير المناخي، فلتأتوا إلى كاليفورنيا. هذه (الصورة) اليوم. إنها جزء صغير فقط من نحو 600 حريق نكافحه هذا الأسبوع".

وقال عضو المجلس المحلي التشريعي، جيم وود، من منطقة هيلدسبرغ في سونوما، لصحيفة "لوس أنجليس تايمز": "العديد من عناصر الإطفاء في خطوط المواجهة منذ 72 ساعة. لقد استنزفوا. يخاطر المسعفون الأوائل لدينا بكل ما لديهم لإخماد الحرائق".

ودمّر أكبر حريقين نحو 660 ألف فدان، وحوالى 840 ألف مبنى، وأتى أحد الحريقين على أكثر من 340 ألف فدان بحلول صباح الأحد، ليصبح بذلك ثاني أسوأ حريق في تاريخ كاليفورنيا، فيما تم احتواؤه بنسبة عشرة في المائة. أما الحريق الثاني فغطى 325 ألف فدان، واعتبر ثالث أكبر حريق في تاريخ البلاد، وتم احتواؤه بنسبة 15%.

وذكرت "لوس أنجليس تايمز" أنّ 1.2 مليون فدان احترق في كاليفورنيا، الشهر الماضي، وهو ما يزيد بـ259 ألف فدان عن حصيلة، العام الماضي، بمجملها. وقالت الصحيفة "كانت حصيلة مفاجئة في هذا الوقت المبكر جداً من موسم الحرائق".

وتم ربط خمس وفيات بالحرائق الأخيرة، إذ عثر على أربع جثث، الخميس، بينهم ثلاث من منزل احترق في منطقة ريفية من مقاطعة نابا.

لكن العديد من السكان رفضوا أوامر الإخلاء. وقال أحد سكان نابا، ويدعى جون نيومان (68 سنة)، لصحيفة "سان فرانسيسكو كرونيكل" بينما جلس على مقعد عند مدخل منزله: "على الأقل إذا كنا هنا، نعرف تماماً ماذا يجري. العائلة قلقة لكن الأمر مختلف بعض الشيء عند الاطلاع على ما يجري مباشرة".

وأفادت حديقة "بيغ بيزن ريدوودز" الحكومية، بأنّ بعض مبانيها التاريخية تدمرت جراء الحرائق، وأكدت أن الحديقة، حيث توجد أشجار خشب أحمر يبلغ عمرها أكثر من 500 عام تعرّضت "لأضرار واسعة".

وتم إجلاء نحو 119 ألف شخص، حاول العديد منهم العثور على ملاجئ حيث ترددوا في الذهاب إلى المراكز التي أقامتها السلطات خوفاً من فيروس كورونا. وفي بعض المناطق جنوب سان فرانسيسكو، اختار الأشخاص الذين تم إجلاؤهم النوم في المقطورات على سواحل المحيط الهادئ بينما فروا من الحرائق القريبة، في حين دعي السياح للمغادرة لترك مجال لإسكان الفارين.

وتم إرسال فرق إطفاء وأجهزة مسح وغيرها من معدات مكافحة الحرائق من ولايات أخرى بينها أوريغون ونيومكسيكو وتكساس. لكن في مواجهة الحجم الهائل للكارثة، طلب نيوسوم المساعدة من كندا وأستراليا اللتين قال إن لديهما "أفضل عناصر إطفاء في العالم".

(فرانس برس) 

المساهمون