حديقة هنتنغتون في كاليفورنيا... جمال الطبيعة والتاريخ معاً

حديقة هنتنغتون في كاليفورنيا... جمال الطبيعة والتاريخ معاً

لميس أنس

avata
لميس أنس
27 ديسمبر 2014
+ الخط -

تصنف على أنها واحدة من أجمل الحدائق بالعالم. أسسها هنري هنتنغتون في العام 1919 وتضم متحفاً ومكتبة ومجموعة من الحدائق النباتية الممتدة على مساحة 120 فداناً. إنها حديقة هنتنغتون في مدينة سان ريمو- كاليفورنيا.

بمجرد الدخول إلى الحديقة تأسرك الطبيعة بجمالها وألوانها وعطر نباتاتها. ويتغلغل في نفسك شيء من السلام وشعور بالاسترخاء.

وفي حال بدأت رحلتك بالحديقة الصينية التي ستأخذك في ما بعد إلى الحديقة اليابانية، فاعلم أنك قد رحلت إلى عالم آخر.

فن عمارة آسيوي مذهل، وبحيرات مائية خلابة، جسور حجرية وشلالات محاطة بأشجار الصنوبر والسنديان.

وما أروع من احتساء فنجان شاي أخضر في هذا المكان! حيث يقع مقهى صغير يأخذ فيه الزوار قسطاً من الراحة قبل استكمال المسير. تقسيم مدروس للمكان وكأن من صممه يعرف تماما ما سيحتاج إليه الزائر وهو يتأمل جمال المنظر.

في الحديقة اليابانية نماذج كاملة للبيت الياباني بتفاصيله الصغيرة بداية من أعواد الأكل وإبريق الشاي إلى اللباس التقليدي ووسائد الجلوس. وتحيط هذه النماذج المعمارية حدائق مليئة بنباتات البامبو وأشجار البونساي. أدراج وممرات وبوابات خشبية مصممة بذوق رفيع. ولعل أكثر ما يثير الإعجاب في الحديقة اليابانية هو دقة التصميم في البناء كما في الشجر. إذ تصطفّ شجيرات البونساي وكأنها تحف لكل منها اسم ونوع ومصمم.

وحالما تنتهي من الحديقة اليابانية حتى تجد نفسك أمام واحة من الورود، فهنا ما يطلقون عليها حديقة الورود التي تعتبر واحدة من الحدائق الأكثر شمولاً في العالم، إذ تضم أكثر من 1400 صنف مختلف.

وعلى مساحة ثلاثة فدانات من الورود يطل مبنى يصعب تخمين ما هو حتى تقترب منه فتقرأ على بوابته "غرفة الشاي". شيء من الغموض يكتنف المكان من الخارج، ولكن ما أن تفتح الباب حتى تجد نفسك في مكان يعج بالناس، وأصوات تملأ المكان. في هذا المكان يتسنى لك شرب الشاي بلذة وأناقة. إذ يتم إحضار إبريق من الشاي للزائر إلى جانب سلة من الكعك الطازج. هذا بالإضافة إلى ما يوفره البوفيه المفتوح للضيوف من مجموعة واسعة من السندويشات وتشكيلة الأجبان المحلية والمستوردة، والفواكه الطازجة والسلطات الموسمية المبردة، والحلويات المميزة.

ما يذهلك في حديقة هنتنغتون هو تنوع المجموعات النباتية في المكان الواحد، فمن نباتات تنبت في الشرق الأدنى إلى نباتات تحيا في الصحراء. واحدة من أكبر الحدائق الجامعة لنباتات الصبار في العالم هي الحديقة الصحراوية في هنتنغتنون والتي تضم أكثر من خمسة آلاف نوع من النباتات الصحراوية.

لم تنس حديقة هنتنغتون أن تخصص مكاناً للزوار الصغار، ففي هذه المساحات الخضراء الشاسعة حديقة للأطفال أيضاً، وعلى قدر ما هي مكان للعب هي مكان للاستكشاف، إذ تعطي هذه الحديقة الصغار فرصة لاكتشاف عناصر الحياة: الضوء والماء والرياح والتراب. هنا يستمتع الصغار بالنحت على الرمل المغناطيسي الذي يبدو وكأنه مسحوق ناعم سرعان ما يتشكل عند صبه في القوالب المغناطيسية. يركضون في الأنفاق، وحول النوافير، يدخلون مغارة الضباب ويلهون في غرفة قوس القزح. بالفعل مكان حقيقي للاستكشاف والمرح.

ولا يكتمل الحديث عن حدائق هنتنغتون دون ذكر مكتبتها العريقة التي تعد واحدة من أكبر المكتبات البحثية في الولايات المتحدة، إذ تحتوي على أكثر من تسعة ملايين مادة ما بين كتب نادرة ومخطوطات وخرائط وصور في التاريخ والأدب البريطاني والأميركي.

وتعود المجموعات الفنية الأوروبية التي يقتنيها متحف هنتنغتون إلى القرن الخامس عشر وأوائل القرن العشرين، بينما تعود المقتنيات الفنية الأميركية إلى أواخر القرن السابع عشر ومنتصف القرن العشرين.

 

المساهمون