حتى لا يتكرر الاغتيال

حتى لا يتكرر الاغتيال

28 سبتمبر 2016
الجميع معنيون اليوم بالاتفاق على إدانة جريمة الاغتيال(العربي الجديد)
+ الخط -
الصدمة التي خلفها اغتيال الكاتب الأردني المثير للجدل، ناهض حتر، قد لا تكون صادمة إذا وضعت في سياقها كنتيجة طبيعة للتحريض الممنهج الذي مارسه خصومه لأغراض كثيرة آخرها الدفاع عن الله. تحريض صمتت الدولة عليه على الرغم من امتلاكها قوانين تجرمه.

قد يكون الصادم أن كثيراً ممن تورطوا بالتحريض عبروا عن صدمتهم من حادثة الاغتيال وبادروا لاستنكارها ليس تعبيراً عن صحوة ضمير مفاجئة بقدر محاولتهم الخروج من دائرة الشبهات أو تحمل المسؤولية الأخلاقية عن الجريمة.
وقد يكون من المجازفة القول إنه، وبقدر ما كان حتر ضحية رصاصات القاتل، كان القاتل نفسه ضحية لتحريض غير مسبوق على القتل، جعله ضمن مرجعيته وتكوينه الفكري يعتقد جازماً أن الطريق إلى الجنة تمرّ من فوق جثة الكاتب الذي لم يعرفه مسبقاً ولم يطلع على آرائه المثيرة للجدل والذعر في بعض الأحيان.
المؤكد أن القاتل لم يستهدف حتر لأسباب تتصل بدينه أو معتقداته أو أفكاره أو مواقفه السياسية. كان حتر بالنسبة للقاتل ليس أكثر من تذكرة لدخول الجنة، سبق غيره لثقبها.
الأسلوب الفج والبدائي في تنفيذ الجريمة، عكس رغبة صاخبة لدى القاتل أن ينتزع على الملأ ما اعتقد أنه شرف الدفاع عن الله، مانحاً نفسه سلطة تعلو سلطة البشر والقضاء، ومستحدثاً برصاصاته سابقة خطيرة في الأردن في طريقة إنهاء الحوار بين المختلفين وحتى المتخاصمين.
ما هو أكثر من صدمة الاغتيال، الذعر الذي أنتجه الاغتيال، فدوي الرصاصات لا يزال يصم آذان من يعتقدون أنهم سيكونون أهدافاً مستقبلية، وربما هناك من يتحسسون رؤوسهم، إلى الآن، للتأكد أنهم لا يزالون على قيد الحياة، لا سيما بعد أن احتفى إصدارٌ لجماعة متطرفة بالاغتيال وتوعد أن" الآتي أدهي وأمر".
كانت الغالبية تختلف مع حتر في كل شيء وعلى كل شيء، لكن الجميع معنيون، اليوم، بالاتفاق على إدانة الجريمة دون شروط أو مبررات وفتح نقاش موسع للبحث عن ممر آمن للخروج من آثارها ومنع تكرارها، لا سيما أن القاتل، ومن هم على شاكلته، يمتلكون الجرأة أو يدعون امتلاك الحق بتكفيري وتكفيرك، وما بعده.

دلالات