حبيبة إيطاليا

14 فبراير 2015
+ الخط -

خطيبة إيطاليا أو "حبيبة إيطاليا"، هو أحد ألقاب نادي يوفنتوس الإيطالي الكثيرة.. وهو ليس لقباً أطلق على نادي السيدة العجوز بالصدفة.. بل هو لقب استحقه اليوفي بكل جدارة.

غير أن يوفنتوس يملك أكبر قاعدة جماهيرية في إيطاليا، هو أيضاً الفريق الوحيد الذي تجد له مشجعين في كل شبه الجزيرة الإيطالية.. من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب.. حتى في أكثر المدن تعصباً لفريقها، مثل نابولي وروما وميلانو، تجد مشجعين مهووسين باليوفي، مستعدّين لقطع أطول المسافات وأصعبها لمشاهدة مباراة لفريقهم المفضّل.. ومتجر اليوفي في قلب مدينة ميلانو، خير مثال...

بدأت حكاية هذا اللقب في أواخر عشرينيات القرن الماضي، مع قدوم عمّال الجنوب للعيش والعمل في تورينو، في شركة "فيات" تحديداً، لأصحابها آل آنييلي. وكان هذا اللقب تحديداً لأن الحبيبة تساعد وتدعم حبيبها، تماماً كما فعلت "فيات" مع هؤلاء العمّال الذين كانوا بأمسّ الحاجة للرعاية والأموال في تلك الفترة.

بعد ذلك أصبح هذا اللقب أكثر رسوخاً في عقول متابعي وعشاق اليوفي بسبب نجاح وتفوّق الفريق، محلياً على وجه الخصوص. كما كان لتأثير يوفنتوس الإيجابي على المنتخب الوطني التأكيد في أحقية يوفنتوس بهذا اللقب.

فلطالما كان تألّق يوفنتوس محليّاً أو أوروبياً "الفأل الحسن" لإيطاليا. ففي عام 1934، حين فازت إيطاليا بأوّل لقب لها في كأس العالم، كان يوفنتوس بطل الدوري للسنة الرابعة على التوالي. وفي 1938، كان يوفنتوس قد فاز بكأس إيطاليا. أما في 1968، حين فازت إيطاليا بكأس أمم أوروبا، كان أيضاً اليوفي بطل الدوري في الموسم الذي سبق البطولة. كذلك الأمر عام 1982، عندما فازت إيطاليا بلقبها المونديالي الثالث، كان يوفنتوس بطلاً للدوري المحلي للسنة الثانية على التوالي حينها. وتكرّر الأمر عام 2006، حين حقّقت إيطاليا اللقب العالمي للمرة الرابعة في تاريخها، حيث كان يوفنتوس وقتها، أيضاً، بطل الدوري للسنة الثانية على التوالي.

كما تزامن الحصول على اثنين من ألقاب كأس العالم مع فترتين ذهبيتين لليوفي، الأولى كانت عام 1934 خلال "كوينكوينيو دورو"، أي "السنوات الخمس الذهبية"، بين 1931 و1935. أما الثانية فكانت في كأس 1982 والتي تزامنت مع "تشيكلو ليجينداريو"، أي "الدورة الأسطورية"، وكانت بين 1972 و1986.

ومن الأمور التي تزيد تأكيد هذا اللقب لليوفي، أن تشكيلة المنتخب الوطني تحتوي دائماً على أكبر عدد من لاعبي اليوفي في صفوفها. لطالما مثّل لاعبو اليوفي منتخب بلادهم أفضل تمثيل، ما أعطى معظم تشكيلات الآتزوري لقب "إيطاليوفي".. يوفنتوس هو أكثر فرق العالم تمثيلاً لبلاده في المنتخب الوطني. تحديداً في السنوات التي تألقت فيها إيطاليا، كانت دائماً التشكيلة بمعظمها "بالأبيض والأسود". فهو مثّل إيطاليا عام 1934 بتسعة لاعبين، و1938 بلاعبين، وثلاثة لاعبين عام 1968، وبستة لاعبين في 1982، وخمسة لاعبين في آخر لقب حققته إيطاليا عام 2006.

كما أن اليوفي هو النادي الوحيد في إيطاليا الذي شارك لاعبوه بكل تشكيلة للمنتخب منذ النسخة الثانية لكأس العالم.

ومن الجدير ذكره أن اثنين من لاعبي يوفنتوس حصلا على الحذاء الذهبي في اثنتين من بطولات كأس العالم، الأوّل كان باولو روسي عام 1982، والثاني كان سلفاتوري سكيلاتشي عام 1990. كما ومثّل لاعبان من يوفنتوس المنتخب الوطني في الألعاب الأولمبية الصيفية في ألمانيا عام 1936 هما ألفريدو فوني وبييترو رافا، حينها، حقّقت إيطاليا الميدالية الذهبية.

قبل أيام نقل "تويتر" الرسمي لليوفي تغريدة لمشجّعٍ للفريق، ربما تختصر كل شيء في هذا الموضوع، كتب المشجع: هذه هي المسافة التي أقطعها كل أسبوعين من أجل "حبي الكبير" مع صورة لخريطة الطريق من روما إلى تورينو...

هي قصة حبٍّ كبير، تماماً كما تقول كلمات أغنية يوفنتوس الرسمية...

المساهمون