جيم داين.. أدوات الحياة اليومية برمزية جديدة

جيم داين.. أدوات الحياة اليومية برمزية جديدة

10 يونيو 2020
(من المعرض)
+ الخط -

شهدت نيويورك ثورة في الفن مع احتضان المدينة العديد من الفنانين الأوروبيين في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية التي هيمنت عليها تساؤلات حرجة ضدّ العديد من القيم الاجتماعية والسياسية المحافظة، وتوجّهاً نحو كسر الحاجز بين الفنان وجمهوره.

بدأ اسم الفنان الأميركي جون داين (1935) حينها بالصعود كواحد من المنتمين إلى البوب آرت والددائية الجديدة، وعُرضت أعماله إلى جانب أعمال آندي وارهول وروي ليختنشتاين واين ثيبود حين أقيم أول معرض في الولابات المتحدة لفن البوب الذي عكس جميع الاضطرابات والتحوّلات التي عرفها عقد الستينيات في الولايات المتحدة.

حتى السادس والعشرين من الشهر المقبل، يتواصل معرضه الجديد في "قصر المعارض" بروما الذي أعيد افتتاحه منذ أيام بعد إغلاقه حوالي ثلاثة أشهر نتيحة الإجراءات التي فرضها فيروس "كوفيد -19"، ويضمّ المعرض أكثر من ستين عملاً يعود أقدمها إلى عام 1959 وأحدثها إلى 2016.

من المعرضتمّ استعارة أعمال المعرض الاستعادي من مجموعات عامة وخاصة في أوروبا وأميركا، لتعكس تجربة "أحد أبرز الشخصيات في الفن الأميركي، كان لعمله الراديكالي والمبتكر تأثير كبير على الثقافة البصرية المعاصرة ، ولا سيما على الإيطالية في الستينيات"، بحسب بيان المنظّمين.

يرتبط اسم داين بموجة ظهرت خلالها مفردات تحمل رمزية جديدة في الفنون المعاصرة مثل المطارق، والمناشير، والأوراق المجوفة، والفؤوس، والملاعق والأزاميل والمناشف، والأحذية والأقواس وغيرها من الأشياء التي كوّنت معجم داين الفني وأدواته التي يواصل التجريب من خلالها.

يبدأ المعرض من الأعمال الأولى التي نفّذ معظمها بالقماش والألوان مثل: "نافذة بفأس" (1961)، و"مجرفة سوداء" (1962)، و"أربع غرف" (1962)، إلى جانب خمسة من الأعمال الثمانية المقدمة في "بينالي البندقية" ومنها منحوتات الألومنيوم: "الفأس الأحمر"، و"الحذاء الكبير"، و"الاستلقاء".

كما سيتم تخصيص غرفة لقلوب جيم دين المعروفة، ويُعرض قلب كبير مصنوع من القش إلى جانب يد خضراء، والتماثيل المستمدة من فينوس التي يعمل عليها داين منذ أواخر السبعينيات، وصولاً إلى أعماله التي صنّعها من الخشب في العقد الأول من الألفية الثالثة.

أنتج داين أعمال مثيرة للغاية طوال حياته، تتضمن أدوات الحياة اليومية من أوانٍ منزلية وفرش أسنان ومقصّات، وسيقرّر منذ نهاية الستينيات أنه ليس "فنان بوب" كونه مهتم بالداخل خلافاً لفناني البوب المعنين بالمظهر الخارجي، حيث يقول: "عندما أستخدم الأشياء، أراها كمفردات بمشاعر، وما أحاول القيام به في عملي هو استكشاف نفسي من الناحية المادية - لشرح شيء ما عن حساسيتي الخاصة".

المساهمون