جيمس فولي بعيون اصدقائه: يجذبه الخط الأمامي للجبهة

جيمس فولي بعيون اصدقائه: يجذبه الخط الأمامي للجبهة

21 اغسطس 2014
الصحفيون يتحدثون الى والديّ جايمس أمام منزلهما بروشستر (Getty)
+ الخط -

"أينما كان الآن، لا يسعني إلا أن أفترض أنه قد سحر حراسه بمقدرته على الضحك والكلمات العربية العشرين التي يعرفها، وأنه يشرب الشاي ويدخن السجائر معهم".
ربما كان تخمين كلير مورغانا غيلز، زميلة جيمس التي اختطفت معه سابقا في ليبيا، مصيبا عندما كتبت الكلمات السابقة في الأول من أيار عام 2013، بعد مرور ما يقارب الشهور السبعة من اختطافه في شمال غرب سورية. لكن ما من داع للاستمرار في التخمين بعد الآن، فحسب مقطع مصور نشره تنظيم الدولة الإسلامية قبل يومين، وتحديداً في التاسع عشر من أغسطس/آب لعام 2014، فقد تم إعدام الصحافي الأميركي جيمس فولي قبل شهرين من بلوغه الواحد والأربعين عاما من العمر بالطريقة التي يفضلها هذا التنظيم الإرهابي، الذبح وفصل الرأس عن الجسد.

جيمس الذي تم اختطافه مع المترجم المرافق له (أطلق سراحه لاحقا) في شهر تشرين الثاني من عام 2012، بقي مختفيا عن العالم طوال الفترة الماضية، وساد الاعتقاد خلالها بأنه محتجز لدى النظام السوري، وذلك ما قبل إعلان تنظيم الدولة الإسلامية عن نفسه وظهوره على الساحة، الأمر الذي يثيره العديد من المتابعين للقضية كمؤشر على احتمال وجود رابط ما بين الجهتين. إلا أن هذا ليس ما يشغل عائلته وأصدقاءه الآن فجيمس قد رحل.

"لم نكن يوما أكثر اعتزازاً بولدنا مثل الآن" قالت والدته دايان فولي لموقع "بازفيد". "لقد قدم حياته وهو يحاول أن يطلع العالم على معاناة الناس في سورية".
عائلة جيمس أصدرت بيانا قالت فيه أنه كان "ابنا، أخا، صحفيا وإنسانا غير عادي، وقال القس بول غاوسيه في كنيسة بلدة روتشستر، مسقط رأس فولي في ولاية نيوهامبشاير، أمام ما يقرب من مائة من حضور قداس تأبين الصحافي: "ليس هناك أي معنى يمكن الوصول له في ما فقد المعنى، ولا يمكننا العثور على أي نوع من العقلانية في الجنون".

أصدقاء جيمس وزملاءه قرروا أن يتذكروه بشكل مختلف عما أراد التنظيم الإرهابي لهم، فقد شرعوا بمشاركة ذكرياتهم الخاصة معه مختارين أن يحتفوا به عبر عمله وروحه التي لا تكل وابتسامته المشرقة.

كتب كريم البحور على حسابه في التويتر:"نظرا للاحترام الذي أكنه لجيمس فولي، سأمتنع نهائيا عن مشاهدة مقطع مقتله." وأرفق تغريدته بصورة لجيم وهو يحمل قدحا من القهوة في ما يبدو صورة التقطت له في مدينة حلب وأضاف: "هكذا علينا أن نراه عندما نذكره".

أما الصحافي البرازيلي أندريه ليون الذي كان قد عمل مع فولي في سورية فقد كتب: "أخي، دمك لن يكون هدراً والمحبة التي كنت تشاركها مع الجميع سوف تجعل من هذا العالم شيئا أفضل دوما. أحبك!".


 قدّم حياته ليكشف معاناة السوريين

عندما امتنع العديد من الصحافيين عن دخول سورية استمر فولي بذلك. وقبل أسبوع تقريبا من رحلته الأخيرة نحو الداخل، التقى بأصدقائه في فندق ليوان في أنطاكيا، المكان الشهير للقاء الصحافيين المتوجهين نحو سورية والخارجين منها، وقال أنه يتوجب عليه أن يعود للداخل: "إنها أحداث علينا تغطيتها، وإن لم ندخل نحن، من سيفعل؟ إن لم نقم بمنح الناس هناك صوتاً، لن يقوم بذلك أحد".

كتب جيم في مقال نشره موقع "غلوبال بوست" واصفا المدنيين الذين وجدوا أنفسهم عالقين بين نيران الطرفين."بينما تستمر الحال في حلب في التدهور، يفقد السكان صبرهم تدريجياً مع قوات المعارضة التي تزداد عنفاً بمرور الوقت".

وفي لقاء مصور أجراه في معهد ميديل للصحافة في جامعة نورث ويسترن، تكلم جيمس عن خبرته كرهينة لمدة 44 يوما في ليبيا وما جذبه لتغطية الأحداث هناك، فقد قال أن ما دفعه لذلك هو رغبته بـ "التحقق من الوقائع"، بدلا من الاعتماد على شائعات الفيسبوك حول الربيع العربي. "يجذبني الخط الأمامي للجبهة بشكل فطري".

"الجميع في كل مكان أحبوا جيم منذ لحظة لقائهم به. الرجال أحبوا روحه المرحة ومخاطبته للجميع بـ "أخي" أو "بلدياتي" أو "يا صديق"، بعد المصافحة الأولى. النساء يعجبن به بسبب ابتسامته المشرقة وكتفيه العريضين وبسبب... "حسناً النساء يعجبن به، وفقط." قالت كلير مورغانا غيلز عن زميلها السابق في الاحتجاز جيمس رايت فولي.
أحد أصدقاء جيمس الذي طلب أن يبقى مجهول الهوية كتب، "لن أمنح "داعش" ما يرضيهم بأن أشاهد ذلك المقطع المصور، وأن أرى صورة جيمس في أيديهم. في ذاكرتي سيبقى مبتسماً ورافعا قدحا آخر من البيرة نخباً لصديق".

المساهمون