جياكوميتي في "ديل برادو".. زيارة متأخرة إلى إسبانيا

جياكوميتي في "ديل برادو".. زيارة متأخرة إلى إسبانيا

30 ابريل 2019
(المنحونة الثالثة من سلسلة "لوتار" لـ جياكوميتي، من المعرض)
+ الخط -

يقدّم متحف "ديل برادو" في مدريد، بمناسبة مرور مئتي عام على تأسيسه، معرضاً استعادياً لأعمال النحات السويسري ألبرتو جياكوميتي (1901-1966) الذي لم تطأ قدمه إسبانيا وفقاً لما يقول بيان المتحف.

لفترة طويلة كان "ديل برادو" متحفاً يقصده الطليعيون الأوروبيون من كلّ مكان، في بداياته زاره كوربيه، ثم سنجد في سجلاته وبين أعماله زيارات بيكون، ومانيه، وديغا، وويسلر، وبيكاسو، وفي كلّ مرة كانت زيارة أحد هؤلاء للمتحف تشكل منعطفاً في تجربته لسبب أو لآخر.

لكن جياكوميتي زار برادو على نحو مختلف، حيث أن معظم مقتنيات هذا المتحف كانت قد نُقلت إلى جنيف خلال الحرب العالمية الثانية، فزار النحات معرضاً أقيم لهذه المقتنيات عام 1939، وضمّ وقتها مجموعة أعمال لأهمّ الفنانين المفضلين لديه، وهم دورار، ورافييل، وتينتوريتو، وغويا، وإل غريكو، وفيلاسكيز.

إلى جانب منحوتات جياكومتي الحاضرة في المعرض، يُخصّص المتحف جزءاً من الفعالية لعرض أعمال هؤلاء الفنانين التي شاهدها النحات عام 1939. كما يُعرض عشرون عملاً لجياكوميتي، 18 منحونة ولوحتين زيتيتين، منها ما هو معار من متاحف ومقتنين من إسبانيا وسويسرا وكذلك فرنسا.

المنحوتات التي يحتضنها المعرض هي "العربة"، "المرأة الواقفة"، "الرجل الذي يمشي"، وسلسلة "امرأة طويلة"، "الرأس الكبير"، وسلسلة "لوتار" (رأس رجل)، وسلسلة "امرأة البندقية"، ورسوماته عن "إساكو يانيهارا".

ألبرتو نجل فنان سويسري بارز من روّاد ما بعد الانطباعية هو جيوفاني جياكوميتي. بدأ الرسم وهو طفل، ينسخ رسومات الفنانين الكبار من حقب مختلفة وثقافات متنوعة، وواصل نسخ هذه الأعمال حتى حين انتقل في بداياته الفنية إلى باريس، عام 1922، وبقي فيها طوال حياته، كما تكشف كراساته التي عُثر عليها بعد رحيله.

في أوائل ثلاثينيات القرن الماضي، انضمّ جياكوميتي إلى حركة السرياليين. وحتى عام 1934، لم يكن استخدم موديلاً لأعماله، وظلّ رغم انتمائه إلى المدرسة والحركة منعزلاً عن فن عصره، يربطه شيء لا ينفصم مع الفن في عصوره السابقة.

بدأ الفنان منذ عام 1945، وحتى وفاته بالتركيز على الشخصية الإنسانية، وهذه هي الفترة التي تمثّلها أعمال المعرض الحالي، حيث اهتمّ بتجسيد الأشخاص المقربين منه، وزاد هوسه بالجسد الإنساني الناحل والتعب، بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، متأثراً بتجربة الإنسان الرهيبة فيها.

المساهمون