جولة هولاند العربية بعيون فرنسية... "البيزنس" مع نظام السيسي

جولة هولاند العربية بعيون فرنسية... "البيزنس" مع نظام السيسي

23 ابريل 2016
أعطى هولاند درساً للسيسي حول حقوق الإنسان(فيليب ووجازير/فرانس برس)
+ الخط -

لا تزال جولة الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، الأخيرة على عدد من الدول العربية، تحديداً إلى لبنان ومصر، تلقى انتقادات في وسائل الإعلام الفرنسية، إذ حمل موضوع افتتاحية مجلة "بوليتيس" الأسبوعية، عنوان "البيزنس مع مصر". ويتحدث الصحافي، الإعلامي الفرنسي، دنيس سيفير، في تقريره عن "العناق البروتوكولي" بين الرئيسَين المصري والفرنسي ووصفه بأنّه "من الصعب تحمّله"، فضلاً عن توقفه عند زيارة هولاند لمخيم للاجئين في لبنان.

يلفت الصحافي في مقاله إلى تتبع وسائل الإعلام الرئيس الفرنسي في زيارته إلى مخيم الدلهمية للاجئين السوريين، شرق لبنان، ثم وجوده في العاصمة المصرية القاهرة. ويقول سيفير، "في المخيم، صفّق له أطفال ومنحوه رسومات. وفي اليوم التالي، أعطى هولاند درساً للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي حول حقوق الإنسان". ويشير سيفير إلى أنها "صور تثير الإعجاب لكنها خاطفة، ولن تقدّم للمرشح الرئاسي الفرنسي المقبل ربع نقطة في استطلاعات الرأي". 

ويضيف سيفير في حديثه عن زيارة الرئيس الفرنسي إلى لبنان، قائلاً، "في البلد الصغير الذي يتخطى عدد سكانه 4 ملايين نسمة، والغارق في أزمة دستورية، والذي يستقبل أكثر من مليون لاجئ سوري، ألقى الرئيس الفرنسي خطاباً أقل تعاطفاً مما بدا عليه الأمر. فرقم 3 آلاف لاجئ إضافي الذين تستعد فرنسا لاستقبالهم، وتقديم مساعدة مالية تبلغ قيمتها 100 مليون يورو، خلال ثلاث سنوات، للبنان كي يحتفظ بلاجئيه، يبدو وكأنّ الرئيس الفرنسي يقول للسوريين الذين يفرّون من الحرب: ابقوا حيث أنتم". ويعلّق سيفير على هذا المشهد قائلاً، "كنّا نتمنى تعاطفاً أكبر".


أما في ما يخص الجولة المصرية، فيراها الصحافي الفرنسي "أكثر إيلاماً". ويضيف أنّ وسائل الإعلام في القاهرة تناقلت الخطاب، الذي وجهه الرئيس الفرنسي للسيسي، ويبدو "أنه لم يكن من الوارد أن يكون هذا التأنيب علنيّاً إلى هذه الدرجة". يقرّ الصحافي بأن الرئيس الفرنسي لم يكن مراوغاً حين قال، "حقوق الإنسان هي أيضاً إحدى وسائل مكافحة الإرهاب"، لكنه يرى أن "الكلمات لا تجعلنا ننسى الأفعال". ويتطرق إلى مشهد العناق بين هولاند والسيسي قائلاً إنه "من الصعب تحمّله". ويضيف: "لا توجد حدود أمام الحسابات الاستراتيجية أو الجشع التجاري"، ومتسائلاً "ألم يكن من الضروري، في ما مضى، عقد صفقات مع الديكتاتور التشيلي السابق، الجنرال أوغستو بينوشيه؟ أين المسألة الأخلاقية"؟

ويضيف سيفير أنّه "في غضون أربع سنوات، باعت فرنسا أسلحة لمصر بقيمة 243 مليون يورو. طائرات تستخدم في اليمن، ومدرعات ودبابات تستخدم لقمع كل تظاهرة في المدن المصرية. أمّا النتيجة فهي على الشكل التالي: في مصر السيسي، 1400 قتيل في الشوارع، و40 ألف سجين سياسي، وما يقارب من 2000 حالة اختفاء عام 2015، وصدور أحكام سريعة وجماعية بالإعدام، وحالات تعذيب لا تعد ولا تحصى في مراكز الشرطة". ويسأل سيفير: "أين ردّ الفعل الفرنسي على هذه الانتهاكات"؟

ويكشف سيفير ما تتغافل عنه كثير من وسائل الإعلام الغربية، أنّه "منذ فترة طويلة لم يعد القمع يطاول جماعة الإخوان المسلمين وحدهم. لقد تم اعتقال واغتيال ليبراليين، وديمقراطيين، وصحافيين، وجامعيين، كما هو حال المدرّس الفرنسي، إيريك لانغ، الذي تعرّض للتعذيب حتى الموت في مركز شرطة بالقاهرة عام 2013، والطالب الإيطالي جوليو ريجيني، الذي تعرض للتعذيب والاغتيال يوم 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، حين كان يعمل على بحث حول الحركة النقابية المصرية"، على حد قوله. ويتوجه الصحافي في كلامه إلى الشعب الفرنسي قائلاً: "فلنتوقف عن الاعتقاد بأن النظام المصري يكافح ضد الإسلاموية الراديكالية. إنه لا يفعل سوى إذكاء الجهادية. لم يعد يتعلق الأمر بزيارة تعيد الهيبة لفرانسوا هولاند"، على حد قوله.