16 مايو 2014
جودة ومواصفات عالية
رولا حلايقة (فلسطين)
رولا حلايقة (فلسطين)
عيون زرقاء، وبشرة بيضاء في غاية النقاء، أنف مسلوب جميل، ولسان مسحوب غير طويل، وشعر طوله يصل إلى الخصر. تلك علامة من علامات النصر، وكسر الجوز الخطوة النهائية من أجل الفوز، مواصفات يتضمنها كتالوج، تتزود به الأمهات، وربما الخاطبات في رحلة، أو مهمة البحث عن فتيات برسم عروسات، أو زوجات محتملات لفلذات الأكباد.
ابني دكتور والبنات بتستنى في عالدور، ومهندس لو بيطلب بنت الوزير ما بتتخنفس ولا بتهمس، ابني محامي ولا حد بيرفض وبوقف قدامي، وابني وابني ......
غريب منطق الخاطبات، وتلك الأمهات في جل المهمة حولن المرأة إلى محض جسد مجرد وربما صورة، وتناسين أنهن نساء، لهن قيمة وكيان وكرامة يجردن المخطوبات منها، فيما يغدقنها على الخطاب الذين يصورون لهم قيمة ومركزاً وكياناً منفصلاً عن الصورة التي متى تعلق الأمر بالرجل تتلاشى، وتصبح مجرد رتوش عابرة لا تؤثر على الإنسان.
هل أصبحت المرأة سلعة بمواصفات ومقاييس شكلية، عليها أن تتجرد من كيانها، وتتفرغ لكي تتقن عرض نفسها أمام الخاطبات، كي تفوز بالعريس، عريس الغفلة ربما، أو تدافع عن شخصيتها وكيانها، سؤال تطرحه المرأة على المجتمع، ونصفه الناعم على المجتمع المدني ومنظماته الحية، وعلى المرأة نفسها قبل سواها الإجابة. أنفقت هذه المؤسسات ملايين من المساعدات المخصصة للشعب الفلسطيني، اقتطعت من أفواه أبنائنا الجوعى، من أجل النهوض بواقع المجتمع وتعديل عاداته وتقاليده البالية المهترئة والمعطلة لنصف طاقاته، ما لم يكن أكثر، ومن أجل وضع حد لهذا التهميش القاتل والفتال ليس بالنساء وحسب، بل وبالمجتمع وإمكانات نمائه، وتقدمه على جبهتي النماء السليم والتحرر، وإن مجتمعاً يعطل نصف طاقاته لا يمكن أن يكون سوياً وسليماً.
آن الأوان، وفي ظل توفر البنى القانونية الدستورية، وبعد إنشاء وزارات خاصة في بعض الحكومات العربية بالمرأة، وفي ظل مئات المؤسسات التي ترفع لواء التمكين ومناهضة التهميش، وتفتح معركة الجندر على مصراعيها، أن تراجع سياستها ومشاريعها الوهمية عديمة الجدوى والقيمة، من أجل إحراز تقدم على صعيد المرأة، أو لا ترفض هي قبل المجتمع منطق التعامل معها كسلعة، ينبغي أن تعرض بإتقان، في فترة ملائمة، كي تحظى بلقب إنسان.
ابني دكتور والبنات بتستنى في عالدور، ومهندس لو بيطلب بنت الوزير ما بتتخنفس ولا بتهمس، ابني محامي ولا حد بيرفض وبوقف قدامي، وابني وابني ......
غريب منطق الخاطبات، وتلك الأمهات في جل المهمة حولن المرأة إلى محض جسد مجرد وربما صورة، وتناسين أنهن نساء، لهن قيمة وكيان وكرامة يجردن المخطوبات منها، فيما يغدقنها على الخطاب الذين يصورون لهم قيمة ومركزاً وكياناً منفصلاً عن الصورة التي متى تعلق الأمر بالرجل تتلاشى، وتصبح مجرد رتوش عابرة لا تؤثر على الإنسان.
هل أصبحت المرأة سلعة بمواصفات ومقاييس شكلية، عليها أن تتجرد من كيانها، وتتفرغ لكي تتقن عرض نفسها أمام الخاطبات، كي تفوز بالعريس، عريس الغفلة ربما، أو تدافع عن شخصيتها وكيانها، سؤال تطرحه المرأة على المجتمع، ونصفه الناعم على المجتمع المدني ومنظماته الحية، وعلى المرأة نفسها قبل سواها الإجابة. أنفقت هذه المؤسسات ملايين من المساعدات المخصصة للشعب الفلسطيني، اقتطعت من أفواه أبنائنا الجوعى، من أجل النهوض بواقع المجتمع وتعديل عاداته وتقاليده البالية المهترئة والمعطلة لنصف طاقاته، ما لم يكن أكثر، ومن أجل وضع حد لهذا التهميش القاتل والفتال ليس بالنساء وحسب، بل وبالمجتمع وإمكانات نمائه، وتقدمه على جبهتي النماء السليم والتحرر، وإن مجتمعاً يعطل نصف طاقاته لا يمكن أن يكون سوياً وسليماً.
آن الأوان، وفي ظل توفر البنى القانونية الدستورية، وبعد إنشاء وزارات خاصة في بعض الحكومات العربية بالمرأة، وفي ظل مئات المؤسسات التي ترفع لواء التمكين ومناهضة التهميش، وتفتح معركة الجندر على مصراعيها، أن تراجع سياستها ومشاريعها الوهمية عديمة الجدوى والقيمة، من أجل إحراز تقدم على صعيد المرأة، أو لا ترفض هي قبل المجتمع منطق التعامل معها كسلعة، ينبغي أن تعرض بإتقان، في فترة ملائمة، كي تحظى بلقب إنسان.