جهود سويسرا لإطلاق حوار بين طهران وواشنطن تصطدم بشروط إيرانية

جهود سويسرا لإطلاق حوار بين طهران وواشنطن تصطدم بشروط إيرانية

07 سبتمبر 2020
تتلخص الشروط الإيرانية في رفع العقوبات (Getty)
+ الخط -
أكد وزير الخارجية السويسري إيغناسيو كاسيس، بعد وصوله إلى الأراضي الإيرانية، يوم السبت، أن بلاده تسعى إلى إيجاد حوار بين طهران وواشنطن، معلنا بذلك عن هدفه الأساسي من الزيارة، إلا أن التصريحات الإيرانية تؤكد أن كاسيس أخفق في إقناع المسؤولين الإيرانيين، إذ اصطدمت مساعيه بشروط إيرانية من الصعب أن تتجاوب معها الإدارة الأميركية، إن لم يكن ذلك مستحيلا، وخاصة في الظرف الانتخابي الأميركي.
والشروط الإيرانية هي نفسها التي ظلت تكررها طهران منذ أكثر من عامين بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، يمكن اختصارها في عنوان رئيسي، هو إلغاء العقوبات. وجدد الرئيس الإيراني حسن روحاني التأكيد على هذه الشروط، اليوم الإثنين، لدى استقباله الوزير السويسري الذي ترعى بلاده المصالح الأميركية في إيران، إذ طالب الولايات المتحدة الأميركية أولا بـ"التراجع عن أخطائها والعقوبات والالتزام بالقرار الـ2231 الأممي والاتفاق النووي".
والموقف ذاته سمعه الضيف السويسري بشكل آخر من رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، مساء الأحد، إذ أكد الأخير أن واشنطن "لا يمكنها فرض التفاوض على إيران"، عازيا رفض طهران هذا التفاوض إلى "التنمر الأميركي".
وإلى ذلك، أكد الرئيس الإيراني لكاسيس أن بلاده "لن تستسلم أمام التنمر الأميركي"، قائلا إن "أميركا منذ فترة طويلة تسعى إلى تغيير نظام الجمهورية الإسلامية والتدخل في الشوؤن الداخلية الإيرانية"، ومضيفا أن "السيد ترامب كان يتصور خاطئا في حساباته أن الضغط على إيران وشن حرب اقتصادية عليها سيطيحان بنظام الجمهورية الإسلامية خلال ثلاثة أشهر".
وفيما تتصاعد الضغوط الأميركية على إيران وتسعى واشنطن إلى تفعيل آلية "فض النزاع" بالاتفاق النووي في مجلس الأمن، لإحياء قرارات أممية سابقة ضدها، قال روحاني، وفقا لما أورده موقع الرئاسة الإيرانية، إن "الأميركيين يعلمون اليوم بشكل واضح أنهم أخطأوا ولن يحققوا أهدافهم بالضغط والعقوبات".
وفي سرد لأشكال الضغوط الأميركية ضد بلاده، قال روحاني إن الولايات المتحدة مارست "الإرهاب الاقتصادي والعمليات الإرهابية والإرهاب الجوي" ضد إيران، من خلال فرض العقوبات واغتيال قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني، مطلع العام الحالي في بغداد، في ضربة جوية أميركية، و"الاعتداء على الأجواء الإيرانية"، في إشارة إلى عملية إسقاط طائرة أميركية مسيرة عملاقة يوم العشرين من يونيو/حزيران 2019 من قبل الدفاع الجوي الإيراني.
وفي السياق، عاتب روحاني الدول الأوروبية قائلا: "إننا كنا نتوقع من الدول الأوروبية في ظروف تفشي كورونا اتخاذ خطوة عملية حازمة وصريحة تجاه الإرهاب الاقتصادي الأميركي الذي حال دون دخول الدواء إلى إيران".
ودعا الرئيس الإيراني إلى "تطوير العلاقات بين الطرفين في مختلف المجالات العلمية والصحية والبيئية ... وجعل القناة المالية السويسرية أكثر فاعلية لتلعب دورا أكثر تأثيرا ونجاعة"، وهي القناة التي دشنتها الحكومة السويسرية خلال يناير/كانون الثاني 2020 لإرسال السلع الإنسانية إلى إيران بموافقة أميركية، لكنها لم تنفذ إلا معاملتين صغيرتين، بسبب العراقيل الأميركية في توفير موارد القناة المالية من خلال استخدام أموال إيرانية في الخارج.
وفي المقابل، أشار وزير الخارجية السويسري، في تصريحات خلال اللقاء، إلى الذكرى المئوية للعلاقات الثنائية، واصفا إياها بـ"الجيدة والحميمية للغاية"، داعيا إلى تعميقها في جميع المجالات.
وأضاف كاسيس، وفقا لموقع الرئاسة الإيرانية، أن بلاده على "علم بالمشكلات الناتجة عن العقوبات الأميركية للشعب الإيراني"، قائلا إن "القناة المالية السويسرية تأسست لرفع هذه المشكلات ونبذل جهودنا لجعلها تلعب دورا مفيدا في هذا الصدد".
واليوم، الإثنين، واصل وزير الخارجية السويسري إيغناسيو كاسيس زيارته إلى إيران، لليوم الثالث، حيث التقى، اليوم الإثنين، بنظيره الإيراني محمد جواد ظريف، وأجرى معه مباحثات وصفها كاسيس بأنها "مثمرة" في تغريدة على "تويتر".
وبدأ الوزير السويسري تغريدته بذكر المفردات الثلاث: "السلام والتنمية الاقتصادية وحقوق الإنسان"، قائلا "أجريت مباحثات مثمرة مع نظيري الإيراني محمد جواد ظريف. أنا سعيد بتمكننا بالتعاون معا في تأسيس قناة إنسانية سويسرية لنقل المواد الغذائية والأدوية إلى الشعب الإيراني".
وفي المقابل، كتب ظريف في تغريدة عبر "تويتر": "إنني سعيد باستضافة وزير الخارجية السويسري في الذكرى المئوية للعلاقات الثنائية. هذه العلاقات تستمر على أساس الاحترام المتبادل" مضيفا: "أجرينا مباحثات جيدة حول المواضيع الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية. اذ أقدر جهود سويسرا لتخفيف آثار الأعمال المخربة للولايات المتحدة الأميركية، لكن العودة إلى التجارة العادية أولوية عالمية". ​
 

 

المساهمون