جهاد مبارك... مقاوم من نوع آخر في بيت لحم

جهاد مبارك... مقاوم من نوع آخر في بيت لحم

14 يوليو 2015
بنى جيش الاحتلال برجاً لمراقبة مبارك (Getty)
+ الخط -
 
للمقاومة في مواجهة الاحتلال أساليب عدة. الفلسطيني جهاد مبارك (67 عاماً)، أحد أبطالها لتحوّله إلى شوكة في حلق سلطات الاحتلال، الساعية بكل الطرق، للسيطرة على المواقع الاستراتيجية في الضفة الغربية المحتلة، لا سيما في جنوبها.

هناك في مدينة بيت لحم، جنوبي الضفة الغربية، يرفض مبارك تسليم الاحتلال منزلاً كان قد استأجره قبل 20 عاماً، على الرغم من كل الإغراءات التي قدّمها المحتلون له من جهة، والممارسات والضغوط التي تعرّض لها من جهة ثانية، منذ اندلاع أحداث الانتفاضة الفلسطينية الثانية مطلع عام 2000.

ويروي مبارك لـ"العربي الجديد"، قضية المنزل قائلاً "كان المنزل مهجوراً في عام 1995 حين قمت باستئجاره وتصليحه والعيش فيه، وخصصت الطابق الأرضي كمتجر لبيع قطع الأثاث الفلسطيني القديمة والمستعملة، ومع اندلاع الانتفاضة أصبح المنزل محط أنظار جيش الاحتلال لموقعه الاستراتيجي ولقربه من مستوطنة افرات القريبة من بلدة الخضر، جنوبي بيت لحم".

ويضيف "احتل جيش الاحتلال المنزل في الاجتياح الكبير في عام 2002، لمدة ثمانية أشهر، وتمكنت من طردهم عن طريق محكمة الاحتلال في بيت ايل، المقرّ العسكري لجيش الاحتلال في الضفة". ويتابع مبارك "تعرّضت آنذاك لعمليات تضييق، واقتحم الجنود المنزل أكثر من مرة وخربوا أثاثه، وسرقوا جزءاً كبيراً منه".

اقرأ أيضاً نعيم ونعمان: حكايتان من القدس العتيقة

رفض مبارك الاستسلام والخضوع لضغوطات جيش الاحتلال، والذي أعاد احتلال المنزل مرة أخرى خلال فترة الانتفاضة، وأخرجهم بنفس الطريقة عن طريق المحكمة. كما احتل المستوطنون المنزل في عام 2008، لكنه بقي صامداً في المنزل، وتمكن من إخراجهم عن طريق أمر عسكري من المحكمة.

يُصرّ مبارك على البقاء في المنزل مهما حصل، ويشدد "لن أرحل، سأبقى هنا حتى أموت، لن أغادر المكان حتى لا يتحول المنزل إلى نقطة عسكرية تُنكّل بالفلسطينيين". يعاني مبارك من أمراض تُثقل جسده الضعيف، كما يواجه صعوبة في المشي ويستخدم عكازات لذلك. وعلى الرغم من كل الإشكالات، يشعر مبارك بنوع من الفخر، لصموده أمام ترسانة عسكرية لمدة 20 عاماً. ويبدي شعوره بأن "روحه ارتبطت بالمكان، خصوصاً أنه يحمل للعالم صورة فلسطيني، يرفض الرحيل، على الرغم من كل ما يتعرض له من تنكيل ومحاولات تهجير كثيرة، ومنعه من الحصول على الماء والكهرباء ومقوّمات الحياة الأخرى".

من جهته، يقول منسق "اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان" في بيت لحم، حسن بريجية لـ"العربي الجديد"، إنه "تمّ بيع العقار للاحتلال عام 1996، ونظراً لموقعه الاستراتيجي وإمكانية استخدامه للأغراض العسكرية، أراد الاحتلال السيطرة عليه وهدمه، من أجل إقامة نقطة قد تنكل بالفلسطينيين وكذلك أمنية للمستوطنين المارة هناك".

ويضيف بريجية أن "مبارك رفض الرحيل عن عقار استأجره قبل 20 عاماً، مجبراً الاحتلال على إقامة برج عسكري بجواره لحماية المستوطنين، وبقي هو مكانه، كونه يحمل جواز سفر من دولة تشيلي، لتعجز سلطات الاحتلال عن إخراجه، رغم طلبها مساعدة السفير التشيلي أكثر من مرة". ويلفت بريجية إلى أن "مكان المنزل هو البوابة الحيوية لمدينة بيت لحم الجنوبية، وكذلك بوابة لمستوطنة افرات، المقامة على أراضي الفلسطينيين في جنوب بيت لحم، ويقع في مفترق طرق استراتيجية لجيش الاحتلال".

اقرأ أيضاً شبح "الجنائية" يرعب جنود الاحتلال: كبش فداء السياسيين!