جنين سلة التسوّق للفلسطينيين وجنة للأسعار

جنين سلة التسوّق للفلسطينيين وجنة للأسعار

12 سبتمبر 2016
متسوقون في جنين (العربي الجديد)
+ الخط -

تدخل أسراب بشرية من الفلسطينيين الذين يسكنون داخل الخط الأخضر (الخط الفاصل بين الأراضي المحتلة عام 1948 والمحتلة عام 1967)، كل يوم إلى محافظة جنين، حيث ينفق هؤلاء حوالي 200 مليون شيكل في الضفة وغالبيتها في جنين.

يقول رئيس الغرفة التجارية في جنين، هشام مساد: "في البدء تم فتح معبر الجلمة فقط سيراً على الأقدام، ولكن في بداية 2010 سُمح بدخول السيارات من فلسطين الداخل إلى جنين، ما أدى إلى سهولة في الحركة، خصوصاً مع القرب الجغرافي بين جنين والجليل والناصرة".

ويضيف: "في البداية كانت تدخل 300 سيارة، ليرتفع العدد إلى عشرة آلاف سيارة يوم السبت. وخلال الأسبوع يدخل قرابة 4000 سيارة من الداخل. حيث يتوجه البعض إلى مدينة نابلس ولكن معظم القادمين يبقون في جنين للتسوق، وخصوصاً شراء الملابس، الأحذية، الأثاث وبعض الأغذية".

ويتابع مساد: "ازدهرت بعد فتح معبر الجلمة عدة قطاعات في جنين منها المطاعم، علاج طب الأسنان، كاراجات تصليح السيارات، وأماكن الترفيه، وطبعاً المتاجر العامة".

أما الجامعة العربية الأميركية في المحافظة، فنصف طلابها من الداخل الفلسطيني، حيث يوجد منهم 5500 طالب من أصل عشرة آلاف. واقع أدى إلى إنشاء فنادق ومساكن للطلبة في حرم الجامعة، ما ساهم في تشغيل اليد العاملة المحلية. إذ إن نسبة البطالة في جنين وصلت إلى 15

بالمائة. ويقول مساد: "الأسعار عندنا مختلفة تماماً، فمثلا 70 بالمائة من إنتاج شركة كوكا كولا يباع في جنين والسبب تسوق أهل الداخل إضافة إلى أن الأسعار في جنين هي نصف الأسعار خارجها".

وتُعرف جنين بكل أنواع الزراعة ومنها الفراولة، ويتم تصدير 35 ألف طن من الخيار البلدي في فصل الربيع إلى مقاولين عرب من الداخل.

 

"هناك تنسيق مستمر بين غرفة التجارية في جنين والغرفة التجارية في الناصرة وتبادل تجاري مستمر، وهناك استثمار عندنا من رجال أعمال من الداخل".

 

من جهته، يقول مساعد محافظ جنين أحمد قاسم: "هناك علاقات اجتماعية أصيلة تربط بين سكان الضفة الغربية والفلسطينيين داخل الخط الأخضر. إذ إن معظم سكان مخيم جنين واللاجئين الفلسطينيين في المحافظة أهلهم موجودون داخل الخط الأخضر. وهذا الواقع يدفع أهالي مناطق الـ 48 للحضور بشكل مستمر إلى المحافظة كنوع من الدعم الاقتصادي".

 

بدوره، يقول أبو علي، وهو سائق سيارة أجرة من جنين يعمل على حاجز الجلمة: "قبل الأعياد يتدفق الفلسطينيون إلى المحافظة، وتتحسن الحركة التجارية. تجار جنين يعتمدون على فلسطينيي الداخل بنسبة 90 بالمائة، وهناك أماكن ومتاجر كثيرة استمرت بفضلهم. وكانت هذه الظاهرة موجودة قبل الانتفاضة ولكنها ارتفعت بعدها بشكل ملحوظ".

وتشرح إم الوليد من الناصرة: "أتسوق في جنين مرة في الأسبوع، فالأسعار أرخص بكثير، والمسافة قريبة والمنتجات عالية الجودة. نحن نوفر، ونساعد أهلنا".

أما سلوى من حيفا فتقول: "أزور عيادة الأسنان في جنين مرة في الأسبوع وأصطحب معي ابنتي، فالعلاج والمعاملة جيدة جداً هنا، كما نتسوق هنا وبعدها نتناول الغذاء في المطعم".

المساهمون