جنجاه عبد المنعم... أسرار مقتل سعاد حسني

جنجاه عبد المنعم تتحدث لـ"العربي الجديد" عن أسرار مقتل أختها سعاد حسني

16 يونيو 2017
تريد جنجاه "الثأر بالقانون" لسعاد حسني (يوتيوب)
+ الخط -
قررت جنجاه عبد المنعم، أخت الفنانة المصرية الراحلة، سعاد حسني، من الأم، بعد 16 عاماً على مقتل أختها أن تحاكم قتلتها بطريقتها أمام الرأي العام. فأصدرَت كتاباً أثار الكثير من الجدل في مصر، مؤخراً، بعنوان "سعاد... أسرار الجريمة الخفية"، لتقدم من خلال فصول الكتاب، الكثير من الوثائق والأدلة التي تعتبرها "قاطعة" على مقتل أختها عام 2001، بإلقائها عمداً من الشرفة من قبل خادمتها المدعية صداقتها، نادية يسري، بعمارة "ستيورت تاور" بوسط العاصمة البريطانية لندن.

كما أجابت جنجاه على عشرات الاستفهامات التي أحاطت بسيرة أختها الفنية. أجرَت "العربي الجديد" مع جنجاه هذا الحوار. 


*في البداية، لماذا بعد كلّ هذا الوقت طرحت كتابك "سعاد... أسرار الجريمة الخفية" الآن؟

في الواقع، لم أتوقف أبداً منذ وفاة سعاد حسني رحمها الله يوم 21 يونيو/ حزيران 2001 في لندن، وحتى صدور كتابي مؤخراً، عن البحث عن الحقيقة و"الثأر بالقانون" لدم أختي. واتبعت سبل المحاكم والقضاء، وتقدَّمت بدعوى رسمية إلى القضاء عام 2003، لكني لم أسكت، واعتمدت على نفسي في جمع الأدلة والمستندات، إلى أنّ توصلت إلى مستندات جديدة سنة 2011 عن طريق الصحافي عماد فواز، نشرها في صحيفة "الكرامة" المصرية. وهذه المستندات تؤكد أن تنظيماً سرياً أسس في مصر بمعرفة حبيب العادلي وزير الداخلية آنذاك، وصفوت الشريف وزير الإعلام الإسبق، كما يوجد مشهد أرشيفي مهم للغاية، يؤكد فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي حقيقة هذا الجهاز. وقد خططوا ودبروا لقتل سعاد حسني، لأسباب كثيرة وطويلة ذكرتها في الكتاب. فاتصلت بالصحافي، وقابلته، وأخذت منه نسخة من هذه المستندات، وتقدَّمت إلى النيابة العامة ببلاغٍ جديدٍ، وأرفقت المستندات مع أدلة أخرى، كنت قد حصلت عليها خلال السنوات العشر السابقة. وبالفعل انتدبت النيابة العامة قاضياً للتحقيق، واستدعِي الصحافي عماد فواز، للنيابة للشهادة، وسؤاله حول المستندات. وأقر خلال التحقيق بصحتها، وكل ما ذكر فيها. وطلبتُ من النيابة استدعاء باقي الأطراف التي لها علاقة بالقضية، منهم فنانون وسياسيون، وأشخاصٌ آخرون ذكرتهم جميعاً بالتفصيل في الكتاب. لكن التحقيقات كانت واضحة من البداية، أنها غير جدية، وانتهت إلى لا شيء، ولا أعرف مصيرها حتى الآن.

فقررت أول عام 2013، أن أكتب هذا الكتاب، وأقدمه للرأي العام، مدعوماً بالمستندات والأدلة التي حصلت عليها بالكامل، وأنا أترك الحكم لكم وللتاريخ. وأيضاً، لأوضّح للرأي العام، جميع ملابسات القضية منذ بدايتها وحتى اليوم. بالإضافة إلى تصحيح المغالطات التي أشيعت منذ وفاة سعاد وحتى الآن. لهذا تأخّرت حتى أنهيت الكتاب عام 2015، واستغرقت فترة البحث عن دار نشر موثوقة وقتاً طويلاً، إلى أن نجحت في ذلك. والحمد لله، صدر الكتاب، وأصبح متاحاً للقراء، والباحثين عن الحقيقة.



* ولماذا لا نفرض أن المستندات التي حصلت عليها غير صحيحة أو مزورة؟

هذه الفرضية مستحيلة، والمستندات صحيحة لسبب وجيه من وجهة نظري. وهو أنَّ النيابة حققت مع الصحافي الذي نشرها في صحيفة معروفة في مصر. ولو كانت مزورة لكانوا سجنوه، وأعلنوا في جميع وسائل الإعلام بأنّها مزورة. لكن هذا لم يحدث، والنيابة لم توجه للصحافي أي اتهام، وهذا يعني أن المستندات صحيحة مائة بالمائة.

* وما دليلك على أن سعاد حسني قتلت ولم تنتحر؟

أولاً، سعاد إنسانة قريبة من الله، ومؤمنة جداً، ولا يمكن أن تنتحر. وكانت في أواخر أيامها، تتمتع بحالة نفسية جيدة جداً وكانت مرحة وسعيدة بنجاحها في خفض وزنها بالرجيم الذي خضعت له، وبنجاح عملية زراعة الأسنان التي أجرتها، وكانت تؤكد لي، ولكل من يحدّثها هاتفيّاً، بأنها عائدة إلى مصر قريباً وبأنها بخير. وهذا ينفي نفياً قاطعاً فرضية الانتحار. ثانياً، وهذا الأهم، أن سعاد عندما أعلنت أنها شرعت في تسجيل مذكراتها، قامت القيامة في مصر، وهددها مسؤول نافذ في الحكومة المصرية آنذاك بالقتل. وذكرتُ اسمه وجميع الأدلة حوله في الكتاب، وبعد تهديده بأيام، قتلت سعاد، ولم تعثر الشرطة البريطانية "اسكتلنديارد" على أي أثر لأشرطة كاسيت المذكرات التي بدأتها سعاد حسني، وقطعت فيها شوطاً كبيراً. لهذا، وللعديد من الأسباب الأخرى التي ذكرتها في الكتاب، أؤكِّدُ بما لا يدع مجالاً للشك، أن سعاد قتلت. وذكرتُ القتلة بالتفصيل، وبالأدلة في الكتاب.

* وماذا بعد نشرك لهذه الأسرار الجديدة في الكتاب، وإفصاحك عن الجناة صراحة؟

بعد صدور الكتاب، وتحقيقه نجاحَاً جماهيرياً كبيراً، أشعرُ بالارتياح بأنّي أدّيت رسالتي وواجبي تجاه أختي. أسماء الجناة موثّقة بالأدلة والبراهين، والأمر متروك لله، وللرأي العام. أعتبرُ الكتاب مرجعاً للباحثين عن الحقيقة، وعن أسرار سعاد حسني، الإنسانة والفنانة. وسعدت من ردود أفعال القراء، وإشادتهم بالكتاب. أما بالنسبة للجناة وأعداء سعاد، فبالطبع أزعجهم الكتاب، وحاولوا التضييق عليّ، لعدم نشره. وبذلوا جهوداً كبيرة لتعطيل طباعته. لكني وقفت في وجههم وأصدرت الكتاب ووزعته وانتظرت أن يواجهني الجناة وجها لوجه، لكنهم لم يفعلوا ومارسوا ضدي أساليبهم الملتوية بجبن كالعادة.

* وما دور أختها، غير الشقيقة، الفنانة، نجاة الصغيرة، ولماذا أنتِ تحديداً من تصرُّ على كشف الحقيقة؟

الفنانة، نجاة الصغيرة، أخت سعاد من الأب. ولم يكن لها أي دور في كشف حقيقة مقتل أختها، خصوصاً، أنها كانت رافضة مسألة غسل جثمان سعاد في مصر، لأسباب لم تكن ظاهرة في ذلك الوقت. وكل يُسأل عن نفسه، وبالنسبة لي، أنا كنت مقيمة مع سعاد لفترة، منذ أن كان عمري 14 سنة. وكنت متعلقةً بها أكثر من أي إنسان آخر. ولا يمكن أن أترك حقها، وأن ألتزم موقف المتفرّجة. ولن أفعل ذلك أبداً. وخلال 16 سنة، أطارد الحقائق والأدلة لأجمعها، وأقدمها للرأي العام. ومادامت عدالة الأرض لم تنصف سعاد، فيقيني في عدالة الله والرأي العام، والتاريخ حتماً سينصفها. وأنا الآن بعد طرحي للكتاب في الأسواق المصرية والعربية، أشعرُ بارتياح، بأني أديت رسالتي تجاه أختي رحمها الله، وأتمنى وجود موزع للكتاب في قطر والوطن العربي أجمع.


المساهمون