جمعيات "خيرية" في أوروبا تحت المجهر

جمعيات "خيرية" في أوروبا تحت المجهر

05 ابريل 2015
+ الخط -
أفرزت السنوات السابقة توجهاً أكثر نحو تأسيس "جمعيات خيرية" اصطبغت بخطاب ديني، وإن كانت فيها مبادرات شبابية مهنية ومتخصصة مع تصاعد الحاجة إلى تقديم يد العون والمساعدة لإخوانهم وأخواتهم في عالمنا العربي. وحتى لو هيمن مشهد التوافق على أهمية وجود مثل تلك الجمعيات، فهي مثل غيرها من الجمعيات الأهلية، والنقابية والسياسية، بقيت تعمل كجزر معزولة في واقع عكس في بعض تفاصيله اليومية واقع انقسامات عربية مركزية. وما نعنيه بهذا الانقسام غياب التنسيق البيني من جهة وتصاعد عملية التنافس لجلب مؤيدين لهذه الجمعيات.
وكثيرة هي محاولات تنظيم صفوف الجاليات العربية في الغرب، وتحديداً في أوروبا. ولعلّ المشهد الأكثر وضوحاً منذ سنوات هو عملية تأطير أكاديمي وتخصصي نتجت عنه اتحادات ونقابات معينة، كنقابة الأطباء والصيادلة والمهندسين وغيرها.
لكن، على الجانب الآخر، ومنذ عقود، جرت محاولات عدة لتنظيم وتأطير عموم الجاليات، بحسب الموطن الأصلي والمجتمعات التي يقيم فيها هؤلاء المهاجرون والمغتربون. محاولات أدت بداية إلى تكتلات عمالية حملت صبغة مطلبية، سواء في بلاد المهجر أو في العلاقة مع الأوطان الأصلية، وغيرها من الاتحادات والجمعيات.
لقد ارتبطت تاريخياً عملية تنظيم كل جالية عربية لنفسها بعوامل مختلفة، لعل أهمها التحديات التي واجهتها والأعداد والقضايا التي تجتمع عليها، بعيداً عن الاختلافات التي قد تعتبر صحية في السياق العام للحياة الجديدة التي تعيشها مع أطفالها تلك العوائل العربية المهاجرة، لولا أن تدخلات عدة، سياسية مرتبطة ببعض السفارات، أدت أحياناً إلى عمليات فرز أخّرت الإجماع على هدف مشترك.
بعد عقود من المحاولات التنظيمية ما زال المشهد العام بحاجة إلى إعادة قراءة تفصيلية لواقع منظمات وأندية واتحادات الجاليات العربية ودورها وتأثيرها الخاص والعام.

المساهمون