جاء قرار الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف"، بإيقاف هداف النادي الأهلي المصري النجم المغربي وليد أزارو مباراتين اعتباراً من إياب نهائي بطولة دوري أبطال أفريقيا، لما بدر منه من تمزيق قميصه لخداع الحكم الجزائري مهدي عبيد في لقاء الذهاب الذي أقيم على استاد برج العرب، ليشعل الأجواء بين الفريقين.

وانتهى اللقاء بفوز الفريق المصري بثلاثة أهداف مقابل هدف، وكان بمثابة الصدمة ليس لجماهير الأهلي وحدها، ولكن لبعثة الفريق والجهاز الفني بقيادة الفرنسي باتريس كارتيرون قبل ساعات من السفر إلى تونس، من منطلق أن اللاعب المغربي هو الورقة الرابحة للفريق المصري في الفترة الأخيرة وسيكون لغيابه تأثير كبير على أداء وخطة الفريق في المباراة المرتقبة.

ووسط حالة من الغضب الشديد، اتفق الجميع على ضحية واحدة لإيقاف اللاعب، وحرمان الأهلي منه في المباراة المهمة والتاريخية، ألا وهو هشام عبد الداوود، مخرج مباراة الذهاب يوم الجمعة الماضي، بسبب ما تردد بشأن تسريبه للقطة التي تظهر وليد أزارو، مهاجم الأحمر، وهو يمزق قميصه.

وانهالت جماهير الأهلي على مواقع التواصل الاجتماعي لمهاجمة المخرج التلفزيوني، وكانت أقرب تهمة أنه زملكاوي، وتعمد تسريب اللقطة حتى يحرم الأهلي من اللاعب في هذه المباراة المهمة، ويحول دن فوز الأهلي باللقب للمرة التاسعة في تاريخه.

ومن جانبه، قال مخرج المباراة إنه فوجئ بالحملة الشرسة ضده من جماهير الأهلي، مع أن لقطة تمزيق أزارو لقميصه موجودة في شريط المباراة الأصلي.

وأضاف في تصريحات تلفزيونية، أنه لم يبثها، لأنه لم يشاهدها خلال الـ90 دقيقة من زمن المباراة، وبالتالي لا يجرؤ أحد من المساعدين أو الفنيين على تسريب أي شيء إلا بإذنه، لأنه المسؤول عن كل شيء.

وتابع عبد الودود: "هذه اللقطة ربما يكون تم تسريبها من الكاميرات الخاصة بتقنية الفيديو، انهالت عليّ اتهامات بالجملة، بعدما تسربت هذه اللقطة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. الأمانة المهنية تحتم عليه احترامها، دون النظر للانتماءات".

وقضى قرار إيقاف وليد أزارو على حلمه باحتلال صدارة هدافي دوري أبطال أفريقيا، إذ كان ينافس بقوة على لقب الهداف، لامتلاكه في رصيده 6 أهداف، متخلفاً بفارق هدف واحد عن مواطنه حميد أحداد، مهاجم الدفاع الجديدي السابق، والزمالك الحالي، وأنيس البدري لاعب الترجي، وبين مالانغو نجم مازيمبي الكونغولي.

ومن جانبه، قال محمد يوسف، المدرب العام للنادي الأهلي، والقائم بأعمال مدير الكرة، إن قرار الإيقاف جاء لأسباب غير واضحة وهو مثير للدهشة، ولكن لن يتم الاستئناف ضده.

وأضاف في تصريحات إعلامية قبل السفر إلى تونس: "أغلقنا صفحة أزارو.. وتركيزنا للفوز ببطولة دوري أبطال أفريقيا، وحسم لقاء الإياب أمام الترجي التونسي. لدنيا البديل المناسب له. نحن جاهزون للنهائي".

وفي خطوة لتخفيف الاحتقان الجماهيري، رفض محمود الخطيب، رئيس النادي الأهلي، سفر أزارو لمساندة الفريق بعد قرار إيقافه، في ظل الأجواء الجماهيرية المتوترة، والحملات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأصدر تعليماته للجهاز الفني باستبعاده من قائمة اللاعبين المسافرين.

وفي تصريحات مقتضبة قبل السفر إلى تونس، قال كارتيرون، المدير الفني للأهلي، إنه لن يتكلم عن عقوبة اللاعب المغربي لتوفير الأجواء المناسبة للاعبين، لتحقيق النتيجة المطلوبة في لقاء الإياب والعودة بكأس البطولة الأفريقية.

وأضاف المدرب الفرنسي: "المواجهة صعبة أمام الترجي التونسي في ملعب رادس، مطلوب منا بذل أقصى مجهود في المستطيل الأخضر للفوز باللقب القاري الكبير. نحتفظ بهدوئنا حتى نحقق الهدف الذي تنشده الجماهير".

ونشر الموقع الرسمي للاتحاد الأفريقي "كاف" نص العقوبات الموقعة على النادي الأهلي من قبل لجنة الانضباط، والتي جاءت وفق المادة 12 من قانون التأديب والتي جاءت كالتالي: "إيقاف وليد أزارو مباراتين بدءًا من المباراة المقبلة أمام الترجي التونسي، والمباراة التالية للفريق ببطولات أفريقيا الموسم المقبل، وفرض غرامة قدرها 20 ألف دولار أميركي على النادي وفقًا لنص المادة نفسها، ودعوة المدرب الفرنسي باتريس كارتيرون، المدير الفني للأهلي، للمثول أمام المجلس التأديبي لجلسة استماع بخصوص مزاعم السلوك غير الرياضي".