جلسة مرتقبة لمجلس الأمن حول سورية بحضور كيري ولافروف

جلسة مرتقبة لمجلس الأمن حول سورية بحضور كيري ولافروف

21 سبتمبر 2016
من المفترض أن تكون الجلسة مغلقة (فاليري شريفولين/ Getty)
+ الخط -
يعقد مجلس الأمن الدولي في نيويورك، مساء اليوم الأربعاء، جلسة خاصة حول سورية، على مستوى رؤساء الدول ووزراء الخارجية، بمن فيهم وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف. 

وتنعقد الجلسة بدعوة من نيوزيلندا، التي تترأس مجلس الأمن لهذا الشهر، وسيترأسها رئيس الوزراء النيوزيلندي جون كي، حيث يجتمع المجلس على هامش الدورة الـ 71 للجمعية العامة للأمم المتحدة، المستمرة حتى الـ 26 من سبتمبر/ أيلول الحالي.

وتأتي الجلسة وسط أجواء متوترة للغاية بين روسيا والولايات المتحدة، شهدت تبادل الاتهامات حول انهيار الهدنة في سورية، بعد الاتفاق الذي أعلن عنه الجانبان الأميركي والروسي في التاسع من سبتمبر/ أيلول الحالي.

وكان من المفترض أن يدعم الجلسةَ، الاتفاق الروسي الأميركي الأخير، والذي يتحدث في جزء منه عن تشكيل خلية مشتركة لتنسيق وتبادل المعلومات بين الجانبين، فيما يخص الضربات العسكرية، إضافة إلى ضغط الطرفين على حلفائهما من المعارضة والنظام لوقف الأعمال القتالية.

لكنّ الكثير من حيثيات الاتفاق، والذي ثبتت هشاشته حتى الآن، ما زالت غير معروفة بتفاصيلها الدقيقة. وقد شهد الأسبوع الأخير تصعيداً غير مسبوق في التصريحات والاتهامات المتبادلة بين الجانبين الأميركي والروسي، حول المسؤولية عن ذلك.

وبدأ اتساع حلقة التوترات الدبلوماسية، بعدما أُلغي، وبشكل مفاجئ يوم الجمعة الماضي، اجتماع لمجلس الأمن في نيويورك، لنقاش تفاصيل الاتفاق مع بقية الدول الأعضاء، وبحث مسودة مشروع قرار محتمل حول سورية لدعمه.

وكان سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، قد اتهم الإدارة الأميركية بأنّها غير موحدة، قائلاً إنّ كيري لا يفاوض باسمها، متهماً الأميركيين برفض مشاركة تفاصيل الاتفاق وملفات عديدة مع بقية الدول الأعضاء.

وإذا كان التوتر قد بدا مساء الجمعة "ناعماً" بعد إلغاء جلسة مجلس الأمن، فإنّ مساء السبت، شهد تصريحات "نارية" متبادلة من سفراء الولايات المتحدة وروسيا. وجاء ذلك بعد الضربات الجوية الأميركية التي وقع جراءها قتلى في صفوف الجيش السوري في دير الزور، وتقول الولايات المتحدة إنها استهدفت تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

ودعت روسيا إثر الضربات إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن، الأمر الذي وصفته السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامنثا باور، بـ "العار والمخجل"، في حين اتهمت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الولايات المتحدة بدعم "داعش".

وعلى الأرض، في غضون ذلك، كانت قوافل المساعدات الإنسانية ما زالت عالقة وتنتظر، من دون نجاح، موافقة من كافة الأطراف للدخول إلى عدة مناطق وتقديم المساعدات لسوريين أنهكهم الحصار.

أما الأحد، وبعد إعلان النظام السوري بساعات قليلة عدم التزامه بالهدنة ووقف الاقتتال، فقد قُصفت قوافل مساعدات تابعة للأمم المتحدة كانت متوجهة إلى حلب لتقديم المساعدات لعشرات الآلاف من السوريين المحاصرين، والذين يعيشون في مناطق يصعب الوصول إليها.

ولم تسمّ الأمم المتحدة الجهة المسؤولة عن قصف القوافل، الأمر غير المستغرب حيث تحاول في العادة التحقيق في مثل هذه الحوادث قبل توجيه أي اتهامات لأي من الأطراف، إلا أنّ أصابع الاتهام تتجه للنظام السوري وحليفه الروسي.

كما أشارت عدة تقارير، إلى أنّ المسؤولين الأميركيين يرجّحون أنّ الطائرات الروسية هي من قامت باستهداف قوافل المساعدات، في حين ينفي النظام السوري وحليفه الروسي تنفيذ أي من القوات التابعة لهما لهذه الضربات.




ولم يتضح بعد إلى أي مدى قد تؤثر هذه التطورات على أجواء جلسة مجلس الأمن مساء اليوم. وحتى اللحظة من المفترض أن تكون الجلسة مغلقة، باستثناء إحاطة ممثلي الأمين العام للأمم المتحدة، حيث ستقتصر على ممثلين عن المنظمة الدولية والدول الـ 15 الأعضاء في مجلس الأمن، إضافة إلى سورية التي يسمح لها بحضور الاجتماع، تحت البند رقم 37، كدولة معنية.

وكانت بعض الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة (193) قد طالبت بأن تكون الجلسة مفتوحة، وعلى شكل مداولات، بحيث يسمح لدول غير أعضاء بمجلس الأمن، حضور الجلسة، وتسجيل موقفها حول الوضع في سورية وبشكل علني.

وتتعدّد في مقرّ الأمم المتحدة في نيويورك، حيث يحضر عدد من الرؤساء ووزراء الخارجية أعمال جمعيتها العامة، الاجتماعات على المستوى الوزاري أو تلك الثنائية حول سورية من دون أي نتائج ملموسة.

وشهدت نيويورك خلال اليومين الماضيين، أربعة اجتماعات على مستوى وزراء الخارجية بدعوات من فرنسا والسعودية والولايات المتحدة وروسيا، بما فيها اجتماع مجموعة دعم سورية، أمس الثلاثاء، من دون نتائج تذكر، ما عدا الإعلان عن عقد اجتماع جديد يوم الجمعة المقبل لمجموعة الدعم.


بث مباشر: