جزيئات من دم حيوان اللاما لتعزيز مناعة البشر ضد فيروس كورونا

جزيئات من دم حيوان اللاما لتعزيز مناعة البشر ضد فيروس كورونا

14 يوليو 2020
لم يتم إنتاج علاج أو لقاح لفيروس كورونا بعد (أوليفر بانك/فرانس برس)
+ الخط -

كشفت دراسة حديثة قام بها علماء من معهد "روزاليند فرانكلين" في جامعة أكسفورد البريطانية، أن الأجسام المضادة المطورة خصيصاً من حيوان اللاما، من شأنها تعزيز المناعة البشرية لمواجهة فيروس كورونا. وقام العلماء بعدة اختبارات أثبتت قدرة النظام المناعي للاما على مقاومة عائلة الفيروسات التي ينتمي إليها كورونا.

ونشر الباحثون  ورقة بحثية في مجلة Science daily البريطانية، قالوا فيها إنه من الممكن الاستفادة من مزيج الأجسام المضادة الناتجة من دم اللاما للقيام بتجارب سريرية في غضون أشهر. ونقلت عنهم شبكة "بي بي سي"، أن "حيوان اللاما يحمل أجساماً هندسية صغيرة نسبياً، وأكثر تنظيماً من الأجسام المضادة في جسد البشر، وهي قادرة على محاربة الفيروسات".

 وعمد العلماء إلى إعادة تصميم هذه الأجسام في المختبر، للبدء في تجربتها، وبدأ الفريق العلمي فحصها أولا على أنثى حيوان "اللاما فرانكلين" التي أطلقو عليها اسم "فيفي"، بعد تحصينها ببروتينات فيروسات غير ضارة، ويحقق الفريق في النتائج الأولية التي أظهرت أن نظام المناعة عند "فيفي" أنتج أجساماً مضادة مختلفة عن تلك التي تم تحديدها سابقا، والتي ستمكن من اختبار مزيج من الأجسام الدقيقة المضادة للفيروس.

وحسب الورقة البحثية، فإن الفريق طور أجساما مضادة بتقنية الجزيئات متناهية الصغر باستخدام مجموعة من الأجسام المضادة المأخوذة من خلايا دم اللاما، وتبين أنها ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالبروتين المرتفع لفيروس "سارس CoV-2"، مما يمنع الفيروس من دخول الخلايا البشرية، وبالتالي توقف العدوى، وحدد الفريق أيضاً أن تلك الأجسام ترتبط ببروتين الفيروس بطريقة مختلفة عن الأجسام المضادة الأخرى المكتشفة بالفعل.

ووصف مدير معهد روزاليند فرانكلين أستاذ علم الأحياء الإنشائي في جامعة أكسفورد، جيمس نايسميث، التقنية بأنها تمثل تدمير المفتاح الذي تستخدمه فيروسات كورونا لإصابة الخلايا البشرية، وقال: "يمكن استخدام هذه الأجسام بطريقة مماثلة لمصل النقاهة، مما يوقف تطور الفيروس لدى المصابين".

وتعرف الأجسام المضادة بأنها جزء خاص من نظام المناعة، وهي جزيئات تتحول بشكل أساسي لمحاربة الفيروس أو البكتيريا. وأوضح نايسميث أنه "في حال عودة العدوى إلى الجسم، فإن الجسم سيكون قادرا على البحث عن جزئيات الفيروس وتدميرها من خلال الأجسام المضادة".

وقال رئيس برنامج الأجسام متناهية الصغر في جامعة أوكسفورد، راي أوينز:  "هذا البحث مثال رائع للعمل الجماعي في العلوم، إذ أنشأنا وحللنا واختبرنا تلك الأجسام في 12 أسبوعاً، وقام الفريق بإجراء التجارب في غضون بضعة أيام فقط، بينما يستغرق ذلك عادةً شهورًا. نأمل أن نتمكن من دفع هذا التقدم إلى التجارب ما قبل السريرية".

ويهدف الفريق العلمي إلى اختبار اكتشافه في تجارب على الحيوانات هذا الصيف، بهدف بدء التجارب السريرية على البشر في وقت لاحق من العام الحالي. وكشفت دراسات علمية سابقاً أن هناك أدلة على أن الدم الغني بالأجسام المضادة المأخوذ من الأشخاص الذين تعافوا مؤخرًا من الفيروس يمكن استخدامه كعلاج.