جزائريون عن بكاء رئيس الحكومة: الآن اكتشف الفقراء؟

جزائريون عن بكاء رئيس الحكومة: اكتشف الفقراء الآن!

17 فبراير 2020
خلال اللقاء مع محافظي الولايات (بلال بنسالم/NurPhoto)
+ الخط -

أثار بكاء رئيس الحكومة الجزائرية عبد العزيز جراد، تأثراً بمشاهد فقر بثّت خلال مؤتمر التقى فيه الرئيس عبد المجيد تبون مع محافظي الولايات، جدلاً وتعليقات مختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي. واستغربت التعليقات أن يكون رئيس الحكومة قد اكتشف وجود جيوب للفقر في الجزائر الآن فقط.

وبدا التأثر على رئيس الحكومة بعد بث تقرير تلفزيوني بطلب من تبون تضمن مشاهد فقر وحياة قاسية يعيش فيها جزائريون في الجبال ومناطق الريف والداخل، ومعاناة التلاميذ في هذه المناطق وغياب أدنى الخدمات وشروط العيش، حيث نقلت كاميرات التلفزيون انهمار دموع على وجه جراد.


وعلّق مدير صحيفة "اخبار الوطن" رياض هويلي على بكاء رئيس الحكومة وكامل المشهد، معتبراً أنه من العجب أن يتسبب المسؤولون في كوارث أدت الى هذه المشاهد ثم يحاولوا التباكي على الشعب. وكتب "من عجائب الحكم في الجزائر يفقرك، يمرمدك، وبعدين ينجز عليك ربورتاج ويبكي قدام الكاميرا... هذي يسمونها يدير بك البوليتيك؟ المهم رآنا فايقين بكم".


وعلق الناشط والإعلامي مروان لوناس مستغرباً أن يكون المسؤولون فعلا بحاجة إلى تقرير كالذي بث في المؤتمر لمعرفة وضع الناس والشعب في المناطق الفقيرة. وعلق على صفحته "يعني صح أن هؤلاء المسؤولين لم يكونوا يعرفون أن هناك قطاعات واسعة من الجزائريين مازالوا يعيشون الفقر والحرمان؟ لولا روبروتاح قصر الأمم".

وطالب الناشط عبد اللطيف بوسنان الحكومة بدلاً من البكاء، محاسبة المسؤول الأول عن هذه المآسي. وكتب على صفحته على فيسبوك "لماذا البكاء، المسؤول الأول عن ظلم وفقر من رأيناهم أمس مازال حيا، هو من أخذ حقهم من ملايير النفط الذي وصل إلى 150 دولارا وأهداه للصوص وأولاد الحرام، هو من سرق رزق الجزائريين وبذره وحطم اقتصاد البلد خلال عشرين سنة من المن والسلوى، هو من تآمر علي الشعب وجعله فقيرا مهانا في دولة كانت مداخيلها تقارب 80 مليار دولار سنويا، يجب محاكمة الخائن بوتفليقة الملعون المطرود بتهمة الخيانة العظمى، إن كنتم صادقين".


وتساءل حمزة دباح عن اكتشاف رئيس الحكومة والوزراء لواقع الجزائريين، واستفسر عن المكان الذي كانوا يعيشون فيه لتفاجئهم هذه المشاهد المتضمنة في التقرير. ونشر تدوينة جاء فيها "يعني كأن أولئك الولاة والحكومة، هم من جزائر كوكب زحل؟! وأبكاهم اكتشاف جزائر الأرض!"، وعلق في تدوينة أخرى "يقفلون أبواب الدنيا والآخرة على المواطنين ثم يتباكون عليهم أمام الكاميرات. رياء فاحش. العبرة بالأعمال في الميدان الفسيح لا بدموع التماسيح!".


لكن أستاذ العلوم السياسية زهير بوعمامة اعتبر أنه من المبكر الحكم على النوايا والتعليق على مجمل الخطاب والمشاهد التي حدثت في مؤتمر الرئيس والولاة. وكتب معلقا "المكاشفة والمصارحة بالحقيقة حتى وإن كانت مرة، خطوة مهمة لمن أراد الإصلاح والتصحيح والتغيير، ما رأيناه وسمعناه في لقاء رئيس الجمهورية وحكومته بالولاة والمسؤولين المحليين مؤشر على بداية التفكير بشكل مغاير، لا نحكم على النوايا -فالله أعلم بها- ولكن الظاهر أن هناك إرادة لصنع شيء مختلف يبقى أمامها تحدي أن تتحول أثرا ملموسا في واقع الجزائريين إذا تجاوب من كانوا حاضرين -فيما آخرون كثر معنيون ولم يحضروا- مع التوجه الجديد، وليكن الله في عون كل ذي نية صادقة في خدمة البلاد والعباد. اذا أردنا وعملنا، نستطيع أن نحقق الكثير".

المساهمون