جرحى في اعتداءات أمنية وحزبية على متظاهرين وسط بيروت

جرحى في اعتداءات أمنية وحزبية على متظاهرين وسط بيروت

14 يوليو 2020
نفذ المعتصمون وقفة عند تقاطع الصيفي وسط بيروت (حسين بيضون)
+ الخط -

شهد وسط العاصمة اللبنانية بيروت تحركات احتجاجية الاثنين اعتراضاً على تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والنقدية في البلاد، ولا سيما بعدما استأنف سعر صرف الدولار ارتفاعه ولامس التسعة آلاف لبنانية مساء الاثنين، بينما سجّل الأسبوع الماضي انخفاضاً وصل إلى الستة آلاف لبنانية.

ونفذ المعتصمون وقفة عند تقاطع الصيفي وسط بيروت تخللها احتكاكات مع العناصر الأمنية التي حاولت فتح الطريق وإبعاد المتظاهرين لتسهيل حركة السير، قبل أن يتطوّر الإشكال ويسقط عدد من الجرحى في صفوف الناشطين.

وأعلن الصليب الأحمر اللبناني عن نقل فرق الإسعاف خمسة جرحى الى مستشفيات المنطقة وإسعاف عدد من الأشخاص ميدانياً، في حين عمدت القوى الأمنية الى توقيف عددٍ من الناشطين الذين كانوا يتظاهرون في الصيفي.

ودعا المعتصمون المواطنين للنزول إلى الشارع والتضامن معهم في وقفتهم الاحتجاجية والانتقال إلى مخفر الجميزة لرفع الصوت من أجل إطلاق سراح الموقوفين.

وفي السياق، تعرّض المعتصمون في قبرشمون (جبل لبنان) للاعتداء على يد عناصر تابعة لـ"الحزب التقدمي الاشتراكي" الذي يرأسه النائب السابق وليد جنبلاط خلال تحرك شعبي تحت عنوان "أنا مش كافر بس الجوع كافر".

هذا الشعار الذي انضم إلى شعارات الانتفاضة اللبنانية بعد أن أقدم مواطن لبناني في الثالث من يوليو/تموز على الانتحار في شارع الحمرا – بيروت مطلقاً النار على نفسه في موقع يعدّ بمثابة العصب الرئيسي للعاصمة، وأنهى حياته على مرأى من المّارين تاركاً وراءه سجلّه العدلي الذي يظهر أنه غير محكوم عليه وورقة كتب عليها "أنا مش كافر" نسبةً لأغنية الموسيقي زياد الرحباني، التي كانت ولا تزال تجسّد الواقع اللبناني وبأسوأ حلله هذا العام.

وهذه ليست المرّة الأولى التي يتعرّض لها المتظاهرون للاعتداء على يد عناصر تابعة لـ"الحزب التقدمي الاشتراكي"، الذين أقدموا قبل أسبوع على مواجهة المعتصمين السلميين الذين ينادون بأبسط المطالب المعيشية بالأسلحة.

وتزداد الأوضاع المعيشية والاقتصادية والاجتماعية سوءاً يوماً بعد يوم، وتشهد الساحة اللبنانية فضائح إهمال الدولة لحقوق المواطنين والأكثر حاجة وصلت إلى حد وفاة طفلين على أبواب المستشفيات، ما يعيد إلى الواجهة أزمة القطاع الصحي في لبنان والنقص في المستلزمات الطبية التي بلغت ذروتها اخيراً بعدما طاول التقنين القاسي المستشفيات مهدداً حياة المرضى وسلامتهم.

 ولا تزال حكومة الرئيس حسان دياب تعيش نكراناً للواقع لم تهزّه موجة الانتحار التي سجلت قبل أيام، وهي تهلل يومياً لإنجازاتها التي لم تنطلِ على اللبنانيين ولم يلمسها صندوق النقد الدولي، الذي شهد على معارك الوفد اللبناني وخلافاته الداخلية وبات شبه مقتنع بغياب الإرادة والنية الحقيقية بتنفيذ الإصلاحات.

 

المساهمون