جرائم غزة وسورية

03 اغسطس 2014
+ الخط -

ما يحدث في سورية وغزة اليوم دليل قاطع على أن عدوّنا واحد، فعندما نرى، اليوم، المجازر التي ترتكبها إسرائيل في حق إخوتنا الصامدين في غزة، من قتل وتشريد ودمار، وما يفعله، أيضاً، نظام بشار الأسد من قصف وتدمير للبلاد وقتل للعباد، يجعلنا متأكدين تماماً أن إسرائيل والأسد عدوٌ واحد للشعبين السوري والفلسطيني.

فمجازر الأسد لم تتوقف منذ أكثر من ثلاث سنوات، فيذبح الشعب السوري، أولاً، من ثم الفلسطيني القاطن في سورية ثانياً. ومخيم اليرموك ليس بعيداً عن تلك المجازر، والمعاناة التي عاناها الشعب الفلسطيني في سورية، من قصف وتشريد وتجويع، حتى وصل بهم الحال إلى تشبيه أسلوب الأسد وممارساته بحقهم، وبحق السوريين، بالعدو الإسرائيلي، بل كان كما قالوا أشد وأقسى.

لكننا نرى اليوم الجيش الإسرائيلي يقصف غزة يومياً، كما يفعل الأسد بالشعب السوري، وما تفعله اليوم إسرائيل بغزة من تدمير ممنهج، وقتل للفلسطينيين بشكل همجي وجنوني، يجعلنا نتساءل: هل هناك أمل لنسيان ما يفعله العدو الصهيوني من جرائم تشبه جرائم الأسد؟ هل جرائم أي منهما تنسى أو تغتفر؟

نرى كيف يجري التعامل مع الأطفال في سجون الأسد، وكيف تجري معاملتهم في المعتقلات الإسرائيلية، أليست هذه هي "إسرائيل" نفسها التي طالب بعضهم بالتعاون معها، من أجل انتصار ثورة الحرية والكرامة في سورية. ثورتنا ستنتصر، لكن، ليس على حساب فلسطين، ولا عن طريق التحالف مع الصهاينة، بل بالتحدي والصمود والثبات، ورفض كل الظلم، الديكتاتوري والاستعماري.

ولا ينبغي أن يُخدع أحد بما تفعله إسرائيل، وتروجه إعلامياً، عندما تفتح أبوابها لبعض الجرحى السوريين، ما يجعل بعضهم يخدع ويقول إنها أصبحت ملاكاً، وترسل رسائل للسوريين، تقول لهم فيها إننا نريد أن نتعاون معكم. لكن، هل سيقبل السوريون أن يتعاونوا مع من يقتل إخوانهم الفلسطينيين، ومع من يحتل "جولانهم" منذ أربعين عاماً، ومن قصفهم ودعم مضطهدهم. إن من ينسى ما اقترفته إسرائيل منذ 1948، وينسى جرائم جيشها اليوم في غزة، لا مانع لديه من أن ينسى جرائم نظام الأسد أيضاً.

avata
avata
رائد الجندي (سورية)
رائد الجندي (سورية)