جدية الحراك الأميركي في سورية

جدية الحراك الأميركي في سورية

30 اغسطس 2020
سعت واشنطن لدفع المعارضة للاتفاق مع المكون الكردي (الأناضول)
+ الخط -

كثّفت الولايات المتحدة تحركاتها في الملف السوري في الأيام القليلة الماضية على أكثر من مستوى وفي أكثر من اتجاه، ضمن ما يبدو وكأنه ترتيب أوراق في سورية وتحديد أكثر للموقف الأميركي الذي يركز في هذه الفترة على تحديد موقف واشنطن بشكل أوضح من الحل السياسي، كما على الجانب الميداني في ما يتعلق بجبهات القتال المفتوحة بين كل أطراف الصراع، بالإضافة إلى التركيز على العلاقات بين المكوّنات المحلية المعارضة لنظام بشار الأسد.

على المستوى السياسي واجتماعات اللجنة الدستورية، سعت الولايات المتحدة إلى تحقيق تقدّم في مسار اللجنة، وهددت النظام بمزيد من العقوبات في حال سعيه إلى تعطيل إضافي لعملها. وعلى الصعيد الميداني، أبدت واشنطن دعمها لأنقرة ولفصائل المعارضة السورية في مواجهة أي تقدم جديد لقوات النظام قد تقوده روسيا باتجاه محافظة إدلب شمال غربيّ سورية، وتعمل واشنطن أيضاً على توجيه ضربات من خلال التحالف الدولي للمليشيات الإيرانية الداعمة للنظام والموجودة في شرق سورية، مع مواصلة دعمها لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في مواجهة تنظيم "داعش".

وأجرت الولايات المتحدة عبر سفيرها في سورية جيمس جيفري، ومبعوثها الخاص إلى سورية جويل رايبرون، عدة لقاءات مع ممثلي المعارضة السورية ومع مسؤولين أتراك، بهدف شرح الموقف الأميركي الذي ركز على توحيد الجهود بين المعارضة والمكون الكردي لمواجهة نظام الأسد. وعلى الرغم من احتدام النقاشات بين رايبرون ورئيس الائتلاف السوري نصر الحريري، حول تغيّر الاستراتيجية الأميركية بشكل دائم، ودعم واشنطن لـ"قسد" التي تسعى إلى تشكيل كيان انفصالي، إلا أن المبعوث الأميركي طمأن المعارضة إلى أن ذلك لن يحدث، وأن أولويات بلاده حالياً هي دعم المعارضة والمكون الكردي لمواجهة الأسد.

كذلك سعت الولايات المتحدة من خلال جولة ممثليها في تركيا إلى دفع المعارضة لأخذ موقف إيجابي من التقارب الكردي-الكردي، والاجتماعات التي ترعاها واشنطن بهذا الخصوص، بالإضافة إلى الوصول إلى تفاهمات مع أنقرة حول هذا التقارب وتبديد المخاوف التركية منه. إلا أن أهمية هذه التحركات الأميركية تكمن في معرفة ما إذا كانت تكتيكية آنية، وربما كانت تتعلق باستحقاق الانتخابات الرئاسية الاميركية، أو أنها تحرك جدي من قبل الولايات المتحدة ربما أفضى إلى حل سياسي مستدام خلال الفترة المقبلة؟

المساهمون