جدل مجتمعي حول تخصيص حافلات للنساء في المغرب

جدل مجتمعي حول تخصيص حافلات للنساء في المغرب

27 ديسمبر 2017
نساء في حافلات المغرب (Getty)
+ الخط -
كشف عمدة العاصمة المغربية الرباط، محمد صديقي، عن عزمه على تخصيص حافلات للنساء مستقبلاً، بهدف الحد من مظاهر العنف والتحرش ضد المرأة في الحافلات، لكن الفكرة أثارت سجالاً بين مؤيدين يرون أنها ستقلص التحرش، ورافضين باعتبار أنها تمييز بين الجنسين.

وقال صديقي، لـ"العربي الجديد"، إن فكرة تخصيص حافلات للنساء، تم الإعلان عنها في الحملة الوطنية التي دشنتها وزارة الأسرة قبل أيام، وكان الهدف منها استلهام تجارب دولية ناجحة في تخصيص وسائل نقل للنساء. "في البلدان الأخرى، لا أحد ينتقد تخصيص حافلات أو وسائل نقل للإناث، بل يشيدون ويساهمون في إنجاح المبادرة"، مضيفا أن "الأمر ليس فيه أدنى تمييز للمرأة بقدر ما تتيح هذه الحافلات لهن ضمان حرية أوسع وأمن أكبر في وسائل النقل".

للوصول إلى عملها، تقطع المغربية فاطمة دلقوش، كل يوم المسافة بين مدينتي سلا والرباط، مستخدمة حافلات عمومية وسيارات أجرة، وتقول لـ"العربي الجديد"، إنها ابتهجت عند سماع فكرة حافلات النساء. "سواء كان لونها وردياً أو أصفر أو حتى أسود. المهم هو حماية المرأة من المتلصصين على جسدها، إما بالعنف أو بالتحرش".

وتضيف "لا يدرك قدر الحاجة إلى حافلات خاصة بالنساء سوى من اكتوت بنار التحرش أو العنف أو السرقة داخل الحافلات المكتظة"، مبرزة أن من يرفض الفكرة "إما أنهم يمتلكون سيارات، أو يتحدثون من أبراج عاجية، لكن المكتويات بنار وسائل النقل وما يحصل فيها يرغبون فعلاً في تنفيذ الفكرة قريبا".

في المقابل، قالت الناشطة النسائية زبيدة المعمري، لـ"العربي الجديد"، إن تخصيص حافلات وردية للنساء وحدهن مقابل حافلات بألوان أخرى للرجال، من شأنه أن يقسم الشارع إلى قسمين حسب الجنس، كما سيكون سبة في حق النساء اللائي تقتضي ظروفهن أن يصعدن إلى حافلات الرجال، حيث سيتهمن بأنهن يرغبن في التحرش بهن، ما دمن لم يركبن الحافلات الوردية.

وأوضحت أن تنفيذ مقترح عمدة الرباط بتخصيص حافلات للنساء قد يوسع من المطالب التمييزية، من قبيل شواطئ للنساء وحدهن، وشواطئ أخرى للرجال، وحدائق للنساء وأخرى للرجال، ومقاه ومطاعم خاصة بالإناث، بذريعة حماية النساء من التحرش والعنف.


وتحول الجدل إلى السياسة بعد أن أكدت برلمانيات من حزب الأصالة والمعاصرة المعارض رفض الفكرة، وسألت النائبة ابتسام العزاوي، وزير الداخلية في البرلمان حول الفكرة التي اعتبرتها دخيلة على المجتمع المغربي الذي يسعى نحو الديمقراطية والمناصفة.

ومن جهتها، قالت النائبة عزيزة الشكاف، في تصريحات صحافية، إن "الحافلات الوردية هي بداية تصور نحو برقع وردي غير مرئي يتم إعداده لنساء الوطن"، مردفة أن هذه الحافلات ستكون "حقا يراد به باطل".


دلالات

المساهمون