جاسيندا أردرن: قائدة ملهمة في عالم مليء بالتطرّف

جاسيندا أردرن: قائدة ملهمة في عالم مليء بالتطرّف

20 مارس 2019
ثناء على ارتدائها الحجاب تعاطفاً (هيغن هوبكنز/Getty)
+ الخط -
منذ يوم الجمعة الماضي، تحديداً بعد مذبحة المسجدَين في نيوزيلندا، برزت تصريحات وتصرّقات رئيسة الوزراء النيوزيلنديّة، جاسيندا أردرن، حول العالم، لما عكسته من إنسانيّة قلّ مثيلها حول العالم، وتكاد تكون سابقة من نوعها بالنسبة لزعماء وسياسيين.

هكذا، عكست مرآة مواقع التواصل الاجتماعي الإعجاب العالمي بدور أردرن، تحديداً لعدم استغلالها الجريمة لمآرب سياسيّة، أو تشديدها القبضة الأمنية على المواطنين، أو حتى دعوتها لسجن المعبّرين عن آرائهم كما يحدث في العديد من دول العالم التي تشهد هجماتٍ إرهابيّة.

وركّز الناشطون على ارتداء رئيسة الوزراء للحجاب خلال تعزيتها أهالي ضحايا المذبحة، ورفضها النطق باسم منفّذ الجريمة، ودعوتها لقوننة السلاح، بالإضافة إلى رفضها التامّ للعنصرية وإصرارها على نشر ثقافة التعاطف ونبذ التطرّف. 

وقُتل 50 شخصاً في الاعتداء الإرهابي على مسجدي "النور" و"لينوود" في مدينة كرايست تشيرش النيوزيلندية على يد يميني متطرف أسترالي الجنسيّة، وثّق جريمته في أحد المسجدين عبر بثّ مباشر على "فيسبوك"، ولاقى انتشاراً واسعاً على منصات أخرى. وظهر المنفّذ في المقاطع يتنقّل داخل المسجد ويُطلق النار عشوائيّاً على المصلّين ويعود في بعض الأحيان للإجهاز على مَن بقي حيّاً.


ونشر الناشطون بكثافة مقاطع فيديو لتصريحات أردرن بينما تؤكّد أنها لن تنطق باسم منفّذ الجريمة أبداً، نظراً أولاً إلى أنه كان يسعى للشهرة، داعيةً إلى نشر قصص وأسماء وصور ضحايا الجريمة. هذا بالإضافة إلى صورها ترتدي الحجاب، وتصريحاتها الموجّهة إلى شركات التواصل الاجتماعي الكبرى، والتي سارعت إلى نشر بياناتٍ تؤكّد أنّها تتعامل بجديّة مع حذف فيديو الجريمة عن منصّاتها بينما هي تفشل في تحقيق ذلك عملياً. 

وقالت أردرن أمس إنّ وسائل الإعلام في بلادها ستبث مباشرة الأذان يوم الجمعة المقبل، بعد أسبوع من المجزرة، كما ستكون هناك وقفة صمت لمدة دقيقتين، وحفل تأبين يتوقع أن يشارك فيه قادة من دول العالم. 

وعلّق حساب مركز مارتن لوثر كينغ: هناك قائدة بالحبّ في نيوزيلندا، هي رئيسة الوزراء جاسيندا أردرن.. هي ما يحتاجه العالم اليوم". وكتب مصطفى: "إنّها زعيمة".

وغرّدت ليزا "أبقى في رهبة قيادة جاسيندا أردرن: حقيقية، قوية، دافئة، متعاطفة، متحدّية، واللائحة تطول". أما أوليفيا فعلّقت "هل تقبل جاسيندا أردرن أن تكون رئيستنا إن وعدناها بأننا سنعيدها بعد ثماني سنوات؟". 

أما ماكس فتساءل "رجاءً هل يمكننا نسخ جاسيندا أردرن لكلّ دولة على وجه الأرض ونستبدل بهدوء جميع الحمقى الذين يجلبون بأنفسهم نهاية المكاسب الاقتصادية والسياسية؟". 

وغرّد أحمد جمال "رئيسة وزراء #نيوزيلاندا #جاسيندا_أردرن تمثل جيلاً من الشباب الذي بدأ يتزعم حالياً بعض دول العالم، إذ إنها خامس أصغر زعيمة لبلد تحكم حالياً، لكنها أثبتت انها قائدة حقيقية قادرة على شفاء بلد مصاب بالصدمة، ومثال للزعماء الذين تنتجهم المجتمعات الحية ممّن يؤمنون فعلاً بحقوق الإنسان". وكتب خالد الحامدي "جاسيندا أردرن رئيسة وزراء نيوزيلندا إنسانة مذهلة، قدمت درساً في احترام المواطنين بمختلف أطيافهم واستطاعت احتواء الموقف بعد الاعتداء الإرهابي بكثير من الهدوء والذكاء والثبات، مُلهمة.. #حادث_نيوزيلندا_الإرهابي".

المساهمون