جاذبية الفظاعة

جاذبية الفظاعة

16 فبراير 2015
مقطع من لوحة "حمزة بكور" لخالد الخاني / سوريا
+ الخط -

أنتج الفنانون السوريون أعمالاً حاولت محاكاة العنف المعاش في سورية. بعضها أعمال استندت إلى صور واقعية متناقلة عبر الإنترنت.

ويبدو أن كثافة الصور وقسوة مقاطع الفيديو تدفع الفنان ليختار، بشكل لا واعٍ، ما يجده ملفتاً أو لنقل "جذاباً" فنياً فيها. إنما كيف يمكن للموت أن يكون جذاباً؟

قد تأتي الجاذبية من الصدمة التي تولدها فظاعة الصورة، كما في حادثة حمزة بكور، الطفل الذي فقد فكه السفلي جراء القصف العشوائي على بابا عمرو واستمر ينزف أكثر من سبعين ساعة حتى فارق الحياة.

لاإنسانية وعنف الحدث والصورة دفعتا فنانين إلى إعادة إنتاجهما. فبينما ظلّ خليل يونس أميناً لواقعية المشهد، ورسم ما تبقى من وجه حمزة على لون أحمر، اختار أمجد وردة المكعب ليرسم على أحد وجوهه القسم العلوي من وجه الفتى، وعلى الوجه الذي يليه الإصابة.

خالد الخاني رسم وجهاً بلا ملامح واضحة وأضاف فوقه اللون الأحمر. وفي فيلمه "كان اسمه حمزة بكور" قسّم داني أبو لوح الصورة إلى قسمين: في الأعلى، صورة ثابتة للجزء غير المتضرر من وجه الطفل، وفي القسم السفلي المتغير نشاهد احتمالات وتعبيرات متعددة لشكل الفم.

الأعمال وهي تحتج على العنف توثّق أيضاً للحدث اليومي وتبقي على الضحية حيّة بشكل ما. وبشكل ما، تنقذها من سطوة الفظاعة.

المساهمون