ثورة في عالم كريمات التبييض

ثورة في عالم كريمات التبييض

26 يوليو 2020
تغيير العلامة التجارية "فير آند لافلي" إلى "غلو آند لافلي" (سجّاد حسين/فرانس برس)
+ الخط -

بحكايات خرافية ومواقف مصطنعة غالباً، تبيع كبرى شركات مستحضرات التجميل في العالم منتجاتها، منها: إذا فقد زوجك اهتمامه بك، وإذا انصرف زملاؤك في العمل عنك، وإذا تم تجاهل مواهبك، وتبييض بشرتك يغير حياتك العاطفية، وعززي حياتك المهنية وغيرها من الشعارات.

لم تحقق أي شركة نجاحاً أكبر في نشر هذه الرسالة في أنحاء آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط مثلما فعلت العلامة التجارية "فير آند لافلي" التي تبيع الملايين من أنابيب كريم تفتيح البشرة سنوياً، مقابل أقل من دولارين للقطعة في الهند.

وبحسب محللين ماليين في مؤسسة "جيفريز غروب" (بنك استثماري أميركي)، فإن العلامة التجارية البالغة من العمر 45 عاماً تدر أرباحاً على شركة "يونيليفر" الهولندية ــ الإنكليزية قيمتها أكثر من 500 مليون دولار في إيراداتها السنوية في الهند وحدها.

وبعد عقود من الإعلانات المنتشرة التي تعزز قوة البشرة الفاتحة، فإن تغيير العلامة التجارية يخيم على رفوف المتاجر على مستوى العالم. ولكن من غير المحتمل أن يؤدي التسويق الجديد من قبل أكبر العلامات التجارية في العالم إلى تبديد الأحكام المسبقة المتأصلة حول العنصرية، عبر التمييز على أساس اللون التي تتجسد في فكرة أن البشرة الفاتحة أفضل من البشرة الداكنة.

قالت "يونيليفر" إنها تزيل كلمات مثل "عادلة" و "بيضاء" و "خفيفة" من تسويقها وتعبئتها، موضحة القرار على أنه خطوة نحو "رؤية أكثر شمولاً للجمال".

وفي هذا السياق، أعلنت شركة "هندوستان يونيليفر" المحدودة تغيير العلامة التجارية "فير آند لافلي" إلى "غلو آند لافلي". حذت حذوها شركة مستحضرات التجميل الفرنسية العملاقة "لوريال"، قائلة إنها ستزيل أيضًا صياغة مماثلة من منتجاتها. وقالت "جونسون آند جونسون" إنها ستتوقف عن بيع نيوتروجينا لتبييض البشرة وتفتيحها تماماً.

يحدث التغيير في أعقاب احتجاجات حاشدة ضد الظلم العنصري بعد وفاة جورج فلويد، وهو رجل أميركي لفظ أنفاسه الأخيرة بعد أن ضغط شرطي أبيض بركبته على رقبته، رافضاً مناشدته بأنه لا يستطيع التنفس.

يعد هذا هو التغيير الأحدث في سلسلة من التغييرات، إذ تعيد الشركات التفكير في سياساتها وسط احتجاجات حركة "حياة السود مهمة" التي انتشرت في جميع أنحاء العالم وأعادت إشعال النقاش والجدل حول العرق.

سعى الناشطون في أنحاء العالم كافة، منذ فترة طويلة، إلى التصدي لتسويق "يونيليفر" العدواني لمنتج "فير آند لافلي"، مع انتقاد إعلانات العلامة التجارية من قبل المجموعات النسائية من مصر إلى ماليزيا. من جانبها، أسست كافيثا إيمانويل حملة تحت عنوان (البشرة الداكنة جميلة) في الهند، قبل أكثر من عقد، لمواجهة التصورات القائلة إن البشرة الفاتحة أجمل من البشرة الداكنة بشكل طبيعي.

وقالت إيمانويل إن الشركات متعددة الجنسيات مثل "يونيليفر" لم تبدأ سياسة التحيز على أساس لون البشرة، لكنها استفادت من ذلك. وأضافت إيمانويل أن "تأييد مثل هذا الاعتقاد لمدة 45 عاماً هو بالتأكيد مدمر تماماً"، مشيرة إلى أنه قوض قيمة الذات لدى العديد من الشابات عبر الهند.

بالنسبة للنساء اللواتي ينشأن وفقاً لمعايير الجمال الثابتة هذه، فإن السوق مليء بالمنتجات والخدمات التي يمكن أن تقضي على اللون الناجم عن تلف الجلد وتفتيح البشرة تماماً. في العيادة التجميلية للعناية بالبشرة والجسم في جنوب أفريقيا، قالت المالكة تاببي كارا إنها ترى الكثير من الناس يستفسرون عن استخدام لون أو درجتين أخف.

(أسوشييتد برس)

المساهمون