ثورة فى المهد
ثورة فى المهد

محمود أبوالفتوح (مصر)
خرجت ثورة يناير إلى الشارع المصري، مطالبة بإسقاط نظام المخلوع حسني مبارك، وإقامة دولة عدل قادرة على تحقيق العدل فى البلاد أولاً، ثم العمل على تحقيق آمال الشعب وتطالعاته المشروعة والمستحقة ثانيا، وحاول نظام مبارك وأد ثورة يناير المجيدة، قبل وصولها إلى ميدان التحرير، لكنه فشل في مواجهتها والصمود أمام جيل أعطى درساً للعالم فى الصمود السلمي، والتمسك بحقوقه الإنسانية والتضحية لأجلها.
انتصرت ثورة يناير على مبارك، ونجحت في إجباره على التنحي وإخضاعه للمحاكمة، لكنها فشلت في الانتصار على نفسها، فمن لحظة تنحي مبارك، بدأت تعاني تمزيق جسدها، وتفرّق شملها، ومواجهة تحديات جميع القوى، حيث جاء إعلان اللواء عمر سليمان تنحى مبارك بمثابة لقطة دراماتيكية استقبل الجميع الجزء الأول منها بفرحة عارمة، باعتبارها المرة الأولى التي يفرض فيها الشعب إرادته على الحاكم، وغفل الجميع عن الجزء الثاني والأهم في إعلان سليمان بتكليف مبارك المجلس العسكري بإدارة شؤون البلاد، على خلاف الدستور المعمول به حينها.
بدأ رجال مبارك تنفيذ خطة استنزاف الثورة، مسُتغلين نقاط ضعفها، وأهمها عدم وجود آلية حقيقية لحل أي خلافاتٍ بين القوى المعارضة لنظام مبارك بطرق عاجلة، قبل تورّط أي من قيادات القوى المعارضة لمبارك في نزاعات سياسية مع شركاء الثورة. ومن هذه النقطة، بدأت تعاني ثورة يناير العقم، وهي في مهدها، واستمرت المعاناة منذ أحداث شارع محمد محمود الأولى، مروراً بأحداث مجلس الوزراء والمنصة والحرس الجمهوري، وفض اعتصامي ميداني رابعة والنهضة، وحتى اليوم في كل من هذه الأحداث لم يكتمل أبداً مشهد ميدان التحرير، فجميعها كان ينقصها شريك من شركاء يناير.
تضاعفت فجوات الخلاف بين شركاء الميدان، حتى وضعت الثورة في معادلةٍ صفريةٍ لا تنتج سوى الفراغ، ولم تضع قوة واحدة من شركاء ثورة يناير حتى الآن مشروعاً واحداً لحل الخلافات بين القوى المعارضة لدولة مبارك، حقناً لدماء الشباب الذي لازال يضحي بدمائه وحرياته في سبيل حلم التغيير، وكأن قيادات القوى السياسية تعتبر دماء الشباب وحرياتهم مجرد قرابين لكرسي الحكم، وتضحيات الشعب حباً فيهم، وليس أملاً فى تحقيق العدل.
إذا كانت كل القوى السياسية لازالت لديها النية الصادقة في التغيير، فعليهم التوقف فوراً عن الصراع الأيدولوجى القائم، وأن يعملوا جميعا على مشروع لحل خلافاتهم الحالية والمستقبلية، حتى لا يأتي أي رجل من رجال مبارك بإطاحة أي رجل من رجال الثورة، كما عليهم التوقف عن التلاعب بمشاعر الشباب، وحصر الأزمة في عودة محمد مرسىي، أو عدم عودته، إلى الحكم، فنحن إذا اتفقنا جميعاً اليوم على عودته أو عدم عودته، فهذا أمر واحد، وهناك آلاف الأمور الأخرى التي سنختلف عليها فى المستقبل.
يريد الشباب الآن أن يعرف عندما نختلف معاً على أمر ما، كيف سنتصرف؟ هل سيعيد التاريخ نفسه؟ وعندما نختلف، تدار المعارك وتسيل الدماء أم سيكون هناك عقلاء تلتزم بقيود القوانين الأرضية، وتحقن دماء المصريين والمصريات بحل خلافاتهم السياسية بوسائل ناجزة وعقلانية؟
انتصرت ثورة يناير على مبارك، ونجحت في إجباره على التنحي وإخضاعه للمحاكمة، لكنها فشلت في الانتصار على نفسها، فمن لحظة تنحي مبارك، بدأت تعاني تمزيق جسدها، وتفرّق شملها، ومواجهة تحديات جميع القوى، حيث جاء إعلان اللواء عمر سليمان تنحى مبارك بمثابة لقطة دراماتيكية استقبل الجميع الجزء الأول منها بفرحة عارمة، باعتبارها المرة الأولى التي يفرض فيها الشعب إرادته على الحاكم، وغفل الجميع عن الجزء الثاني والأهم في إعلان سليمان بتكليف مبارك المجلس العسكري بإدارة شؤون البلاد، على خلاف الدستور المعمول به حينها.
بدأ رجال مبارك تنفيذ خطة استنزاف الثورة، مسُتغلين نقاط ضعفها، وأهمها عدم وجود آلية حقيقية لحل أي خلافاتٍ بين القوى المعارضة لنظام مبارك بطرق عاجلة، قبل تورّط أي من قيادات القوى المعارضة لمبارك في نزاعات سياسية مع شركاء الثورة. ومن هذه النقطة، بدأت تعاني ثورة يناير العقم، وهي في مهدها، واستمرت المعاناة منذ أحداث شارع محمد محمود الأولى، مروراً بأحداث مجلس الوزراء والمنصة والحرس الجمهوري، وفض اعتصامي ميداني رابعة والنهضة، وحتى اليوم في كل من هذه الأحداث لم يكتمل أبداً مشهد ميدان التحرير، فجميعها كان ينقصها شريك من شركاء يناير.
تضاعفت فجوات الخلاف بين شركاء الميدان، حتى وضعت الثورة في معادلةٍ صفريةٍ لا تنتج سوى الفراغ، ولم تضع قوة واحدة من شركاء ثورة يناير حتى الآن مشروعاً واحداً لحل الخلافات بين القوى المعارضة لدولة مبارك، حقناً لدماء الشباب الذي لازال يضحي بدمائه وحرياته في سبيل حلم التغيير، وكأن قيادات القوى السياسية تعتبر دماء الشباب وحرياتهم مجرد قرابين لكرسي الحكم، وتضحيات الشعب حباً فيهم، وليس أملاً فى تحقيق العدل.
إذا كانت كل القوى السياسية لازالت لديها النية الصادقة في التغيير، فعليهم التوقف فوراً عن الصراع الأيدولوجى القائم، وأن يعملوا جميعا على مشروع لحل خلافاتهم الحالية والمستقبلية، حتى لا يأتي أي رجل من رجال مبارك بإطاحة أي رجل من رجال الثورة، كما عليهم التوقف عن التلاعب بمشاعر الشباب، وحصر الأزمة في عودة محمد مرسىي، أو عدم عودته، إلى الحكم، فنحن إذا اتفقنا جميعاً اليوم على عودته أو عدم عودته، فهذا أمر واحد، وهناك آلاف الأمور الأخرى التي سنختلف عليها فى المستقبل.
يريد الشباب الآن أن يعرف عندما نختلف معاً على أمر ما، كيف سنتصرف؟ هل سيعيد التاريخ نفسه؟ وعندما نختلف، تدار المعارك وتسيل الدماء أم سيكون هناك عقلاء تلتزم بقيود القوانين الأرضية، وتحقن دماء المصريين والمصريات بحل خلافاتهم السياسية بوسائل ناجزة وعقلانية؟