خطف تشيلسي اهتمام جميع المتابعين في اليوم الأخير من الميركاتو الصيفي لعام 2016، وذلك بعد أن صدم الجميع بصفقة مفاجأة وغير متوقعة على الإطلاق، دافيد لويز من باريس سان جيرمان إلى النادي اللندني، ليعود البرازيلي من جديد إلى ستامفورد بريدج في اللحظات الحاسمة، ليحصل كونتي على إسم إعلامي كبير قبل الدخول في البداية الفعلية للبطولة الإنكليزية.
خيار بعيد
أراد أنطونيو كونتي مدافعا جديدا في تشكيلته، وحاول مدراء تشيلسي التعاقد أولا مع بونوتشي، الإيطالي الخبير الذي أراده غوارديولا أيضا، لكن نجم يوفنتوس فضل البقاء في تورينو بالنهاية، لينقل الإنكليز اهتمامهم إلى لاعب آخر، كوليبالي نابولي، كان المراد، ومع صعوبة إنهاء أي صفقة بسبب الطلبات المادية المبالغ فيها من الجميع، لم يكن أمام الزرق إلا مقاتلهم القديم، لويز يعود مرة أخرى.
البرازيلي أقرب إلى اللاعب "الجوكر"، يستطيع اللعب في أكثر من مركز داخل المستطيل الأخضر، مدافع صريح كوظيفة أولى، يدافع مستخدما سرعته ويلعب الكرات الرأسية داخل منطقة الجزاء، كذلك يمكنه الصعود قليلا إلى الأمام، لكي يصبح لاعب ارتكاز متأخر، يوفر الحماية لزملائه وينطلق بالكرة إلى منتصف ملعب المنافس.
هناك فارق كبير بين اللاعب الخلفي الكبير والمدافع الكبير، بلغة التكتيك فارق بين الـCB والـDefender، ودافيد بمثابة اللاعب المؤثر في تسجيل الأهداف، لعب الضربات الحرة، والصعود بالرأس، لكنه ضعيف بعض الشيء في المهام الدفاعية الرئيسية، بسبب تقدمه المستمر إلى الهجوم، ووجود فراغات شاسعة خلفه، بالإضافة إلى ارتكابه هفوات متسرعة تنتج عنها مخالفات خطيرة وضربات جزاء.
تعاقد منسي
حصل لويز على كل الاهتمام في الأيام الأخيرة، لكن تشيلسي لم يكتف باللاتيني، بل تعاقد أيضا مع ماركوس ألونسو، اللاعب القادم من فيورنتينا الإيطالي، ليحصل أنطونيو على قماشة مختلفة تماما عن معظم لاعبي البريمييرليغ، لأن الإسباني يقوم بدور الظهير الثالث، أي اللاعب الحر على الطرف، للجمع بين الشق الدفاعي ونظيره الهجومي.
يعتمد ألونسو في طريقة لعبه على ملء الفراغات، بمعنى إجادته التامة لشغل دور الظهير/ المدافع في طريقة لعب 3-5-2، بالإضافة إلى قوته على الطرف الصريح خلال خطة 4-2-3-1، وبالتالي يشبه هذا النموذج أفكار أنطونيو كثيرا، لأنه يفضل اللعب بأكثر رسم خططي، مع اعتماده أكثر على النوعية التي تجيد لعبة التحولات.
نجح جياكيريني بشدة مع الأزوري في 2016، ورغم أن ألونسو لاعب ذو نزعة دفاعية أكبر، إلا أنه قابل جدا للتطور مع مدربه الجديد، لأنه يمتاز بالوقوف في المكان المثالي، ليكون نصف لاعب وسط ونصف ظهير، حسب تمركز لاعبي فريقه، وكرد فعل لتحركات الجانب الآخر من المباراة.
خطة جديدة
يعتقد البعض أن خطة 3-5-2 لا تصلح في الدوري الإنكليزي، وذلك بسبب كثرة المساحات الشاغرة في الخطوط وبينها، مع سرعة النسق في اللعب والركض لكل فرق البطولة، لكن هذا الطرح صحيح فقط من الناحية النظرية، لأن فكر كونتي يراهن على استغلال نقاط ضعف الفريق المقابل، ويعرف كيف يغلق مناطقه إيمانا بخلفيته الإيطالية.
يبدأ اللعب من جانب ويقتل المنافس من جانب آخر، هكذا يقول أنطونيو عن إيطاليا، وسيحاول تشيلسي الهروب من مصيدة الضغط في المنتصف، والتوجه سريعا نحو الأطراف، لصنع زيادة عددية على الرواق، والقطع السريع تجاه عمق الملعب، لذلك لا مانع أبدا من اللعب بثلاثي في الخلف.
التعاقد مع لويز وألونسو خطوة للأمام للدفع نحو هذه الطريقة، فالبرازيلي يستطيع بشدة اللعب كمدافع ثالث، بسبب خفته وسرعته على الطرف وفي العمق، مع تقدمه باستمرار لشغل دور لاعب الارتكاز، مع التغطية المستمرة من جانب الفرنسي كانتي في هذه الحالة، بينما ألونسو يعطي أي مدرب وفرة أكبر على الرواق، لينطلق أكثر إلى الهجوم، أو يدخل إلى قلب منتصف الملعب، بالتبادل مع لاعب الوسط المتقدم، كأوسكار مثلا، المائل إلى الطرف مكانه.
كل هذه الأمور قابلة للتحسن داخل الملعب، والمؤكد فقط أن كونتي سيحاول جاهدا بالأسماء الجديدة جعل تكتيك فريقه غير متوقع بالمرة، ومع شخصية تشيلسي القوية والراغبة بالفوز، فإن فرصة هذا النادي في الحصول على شيء كبير قائمة بقوة هذا الموسم.