ثنائية الزواج والفن... الاحتكار قد ينجح أحياناً

"الفنانة لا تتزوج إلا فنانا".. مقولةٌ شعبيَّة تردَّدت دون معرفة مصدرها الأساسي. لكن الغرض منها واضحٌ وجليٌّ، فطبيعة عمل الفنان لا يتقبَّلها ولا يدركها إلا فنَّان مثله. والزوج والزوجة في عالم الفن، أصبحا ظاهرة دائمة. إذ يتزوَّج الممثّل من ممثلة، ويتشاركان سويّاً بطولات الأعمال الفنية، وتساهم علاقة الحب الصادقة في إنتاج أعمالٍ فنيّة مهمة على الصعيد الفني والسينمائي. ويتزوَّجُ المخرج من فنانة، وتصبح عنصراً أساسيّاً في أعماله التي يخرجها أو تحتكره هو، ليصبح مخرجها الوحيد.

وتتزوَّج الكاتبة مُخرجَاً ليصبح هو البوابة التي تخرج منها أعمالها إلى النور. كثيرٌ من الزيجات في عالم الفن تضيفُ إلى الفنّ ذاته، إذْ يلتقِي الزوجان بين الحين والآخر في عملٍ يُبدِع كل منهما فيه، ويخرج طاقاته، وثمَّة زيجاتٌ أخرى، يحتكِر فيها أحد الأطراف الطرف الآخر، أو يحتكر الاثنان بعضهما البعض، فلا يُضَاف شيءٌ للفن، ولا لرصيدهما الفني. ثمَّة زيجاتٌ أخرى تكون مدمّرة وتؤدّي إلى فعلاً إلى أذية بالغة للتجربة الفنيّة للطرفين. 

فردوس عبد الحميد ومحمد فاضل
شكَّل فاضل وعبدالحميد ثنائيّاً فنيّاً، يُعدّ الأشهر على الساحة الفنية بين مُخرِج وفنانة. وأرجع البعض ذلك إلى زواجهما الذي جعل فاضل يسنُد أدوار البطولة إلى فردوس. لا يمكنك أن تتذكَّر عملاً فنيّاً لفردوس، إلا وتكتشِف أنّ مخرجه هو محمد فاضل. قدَّمت فردوس حوالي 74 عملاً فنياً متنوعاً ما بين المسرح والتليفزيون والسينما، وأخرج فاضل ما يقارب 50 عملاً فنيّاً مُتنوّعاً، استحوذت فردوس فيه على بطولة 19 عملاً من إخراج زوجها، وهي أكثر الأعمال الناجحة التي قدمتها فردوس خلال مشوارها الفني لا سيما مسلسل "ليلة القبض على فاطمة" ومسلسل "النوة"، ولم تحقّق ذلك النجاح مع مخرجين آخرين. لكن، يبدو أنّ تكرار التجربة مراراً مع زوجها، أدّى إلى عدم نجاح أعمالهما الأخيرة في مسلسل "ليل الثعالب" ومسلسل "السائرون نياما".


محمد خان ووسام سليمان
يعد خان من أهم المخرجين في مصر، فقد أخرج حوالي 31 فيلماً هاماً لكبار المؤلفين والفنانين. وحين تزوج من المؤلفة الموهوبة، وسام سليمان، وكان يعرض لها فيلم "أحلى الأوقات" للمخرجة هالة خليل، بدأت المشاركة بين الثنائي الزوج والزوجة والمخرج والمؤلف، ليخرج لها خان 4 أفلام من أصل 5 أفلام قامت بتأليفها، كان آخرها فيلم "فتاة المصنع".

نادية الجندي ومحمد مختار
لا يمكنك أن ترى فيلماً من بطولة، نادية الجندي، إلا وتعتقِد أنَّ زوجها السابق، محمد مختار، هو منتج ذلك الفيلم. لكن، الحقيقة، أن نادية الجندي قدمت 65 عملاً فنياً مُتنوّعاً ما بين السينما والدراما. في حين أنتج مختار 10 أعمال فنية فقط متنوعة أيضاً ما بين السينما والدراما، أنتج منها 7 أفلام للجندي، أي أنه احتكر الجندي التي كانت في تلك الفترة "نجمة شباك" من الدرجة الأولى لنفسه فنيا، إذ أن 70% من أعماله لعبت بطولتها زوجته. ومع ذلك، فإن تلك الأفلام التي أنتجها مختار للجندي، تُعتبَر أشهر أفلامها، ومنها "مهمة في تل أبيب" و"الجاسوسة حكمت فهمي".



بوسي ونور الشريف
شكّلا ثنائيّاً رائعاً في السينما، وحقّقت أفلامهما معاً نجاحاً كبيراً. ولم ينف ذلك نجاح كل مُنهما منفرداً في أعمالٍ خاصة بهما. ورغم اعتقاد البعض أن أغلب أفلامهما كانت بطولة مشتركة بينهما، إلا أنّ الحقيقة هي أنّهما لم يُقدّما سويّا، إلا حوالي 13 فيلماً، في حين أنّ أعمال بوسي تخطّت الـ 160 عملاً، وقدّم الشريف 240 عملاً فنياً، وكان أغلبها مع الفنانة، ميرفت أمين.