تؤكد كافة المؤشرات أن الحقبة الذهبية للنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في فريق برشلونة شارفت على الانتهاء بعد 20 سنة، إذ يدرس الأسطورة الأرجنتيني بجدية التغيير جذريا، ليس فقط في مسيرته الكروية وإنما في حياته بأكملها.
وأبلغ ليونيل ميسي المدرب الجديد لفريق برشلونة رونالد كومان بأنه يرى نفسه خارج النادي "الكتالوني" أكثر من البقاء، والسبب ليس فقط الهزيمة الكارثية (8 – 2) أمام بايرن ميونخ الألماني، بل انهيار مشروع الفريق وتوالي الصدمات في دوري أبطال أوروبا بعد هزيمتي روما وليفربول.
وإذا اتخذ النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي القرار الجريء بالرحيل هذا الصيف فسيتعين عليه التضحية بأمور مهمة على المستويين الشخصي والمهني، ورغم طبيعة ميسي الهادئة التي تميل للاستقرار وعدم المغامرة إلا أنه يجد الظروف تدفعه لتحويل مسار حياته.
الاستقرار العائلي
استقر ليونيل ميسي طيلة حياته تقريباً في برشلونة، ويعيش حياة أسرية تقليدية مع زوجته أنتونيلا، لذا قد يتأثر كثيرا من الناحية النفسية بتغيير المدينة، والانتقال إلى ميلانو أو مانشستر أو باريس، وسيطول التأثير طفليه بالتحديد، تياغو (7 سنوات) وماتيو (4 سنوات)، إذ يستمتع الاثنان بالحياة وبالمدرسة والترفيه في العاصمة الكتالونية.
وستتأثر الأسرة بالتأكيد بالانفصال عن أسرة لويس سواريز، إذ يرتبط أفراد الأسرتين بصداقة قوية، ويتزامل الأطفال في نفس المدرسة وتقضي الأسرتان العطلات سويا، كما أن لاعب أوروغواي نفسه يبدو مهدداً بالرحيل هذا الصيف، وربما الانتقال إلى أميركا أو قطر أو هولندا.
وداع بدون جماهير
لم يتوقع ميسي وهو اللاعب الأفضل في تاريخ برشلونة أن يترك النادي دون حفل وداع مهيب، لكنه قد يضطر لذلك بسبب فيروس كورونا الذي يحرم الجماهير من الاحتشاد في ملعب "كامب نو"، وبالتأكيد لا يستحق مراسم وداع خلف أبواب مغلقة وفي حضور عدد قليل من الأشخاص بسبب الإجراءات الاحترازية.
ظروف سيئة
كان يحلم ميسي بالطبع بأن يعتزل بقميص برشلونة وأن يتخذ القرار في لحظة عظيمة بعد التتوج بلقب مع الفريق وخصوصاً دوري الأبطال، لكن إذا رحل الآن فسيذكر التاريخ أن آخر مباراة له كانت الفضيحة أمام بايرن ميونخ، وبعد أسوأ هزيمة لبرشلونة في العصر الحديث، وأسوأ هزيمة أوروبية على الإطلاق.
لكن ليونيل ميسي قد يقاوم كل هذه الظروف بالتركيز على فكرة خوض تحديات جديدة وطي صفحة برشلونة الإسباني تماماً، والتطلع لتحقيق أرقام قياسية أو ألقاب جديدة بقميص فريق آخر، سواء إنتر أو مانشستر سيتي أو باريس سان جيرمان كما تشير الاحتمالات.