ثلاثة أمور أعطت التفوق للمدفعجية في القمة الإنجليزية

05 ابريل 2015
+ الخط -

لأول مرة، منذ سنوات ليست بالقليلة، يلعب أرسنال بكامل تشكيلته الأساسية دون وجود أية إصابات خارج المستطيل الأخضر، لذلك لجأ أرسين فينجر إلى أفضل توليفة ممكنة في قمة الدوري الإنجليزي لهذا الأسبوع أمام ليفربول، مع الاعتماد على طريقة اللعب المفضلة، 4-2-3-1 التي تتحول إلى 4-1-4-1 في الحالات الهجومية، بأربعة خطوط صريحة مع حارس المرمى بالخلف.

أصحاب السعادة



رباعي دفاعي متنوع، بيريلين ومونريال على الأطراف، رفقة كوسيلني وميرتساكر في العمق،
أمامهم كوكلين في خانة الارتكاز، يعاونه كلٌّ من سانتي كازورلا ومسعود أوزيل بالتبادل، مع المد الهجومي الكامل بوجود سانشيز ورامسي في الأجنحة، لتدعيم جيرو المهاجم الوحيد الذي يعيش أفضل حالاته الكروية مؤخراً.

اعتمد تكتيك المدرب الفرنسي على فكرة وجود أكثر من صانع لعب في كل مركز بالملعب، البداية بتدوير الكرة في الخلف عن طريق قلبي الدفاع، ثم إخراج الكرات من الدفاع إلى الهجوم بواسطة الإسباني كازورلا بالتعاون مع عازف الليل أوزيل، وتمركز جيرو أعلى منطقة الجزاء للقيام بدور المحطة في استلام وتسليم الكرات إلى القادمين من الخلف.

العودة للخلف



حافظ ليفربول على الخطة نفسها، التي أعادته إلى الأضواء من جديد، واستمر براندن رودجرز في مواجهة خصومه بتكتيك باب الخروج، الخاص بخطة 3-4-2-1 دون أي تغيير في الشكل العام، مع إضافة بعض التعديلات على الأسماء داخل التشكيلة، لذلك شارك هيندرسون على اليمين أمام مورينو في اليسار، وفي العمق كان الرهان على الثنائي لوكاس ليفا وجوي ألين.

مع تحريك ماركوفيتش من خانة الظهير إلى لاعب الوسط الحر رفقة البرازيلي كوتينهو، مع الحفاظ على تواجد ستيرلينج في الأمام كمهاجم وحيد، وحماية الخط الخلفي بالثلاثي ساخو، توريه، وإيمري كان، أمام حارس المرمى مينوليه، أي المزج بين 3-4-2-1 و 3-4-3 في توليفة واحدة.

تعتمد خطة 3-4-2-1على التناغم الدائم بين الفريق ككل من أجل خلق الفراغ اللازم لتحرك اللاعب "الحر" من خلاله، ومباغتة المنافس. لكن هذا لم يتم بنجاح خلال معظم فترات اللعب، بسبب عدم توفيق ستيرلينج مع الفشل الكبير في عملية بناء الهجمة من الخلف، رأس مال المدير الفني الإيرلندي في البطولة البريطانية.

نقاط التفوق
كان من الممكن أن يضع ليفربول كل الضغوطات على أصحاب الأرض، إذا نجح في تسجيل هدف التقدم، وسنحت الفرصة أمام لاعبيه لكنهم فشلوا في استغلالها جيداً، لتنقلب الطاولة عليهم في النهاية، بعد نجاح نجوم المدفعجية في ما فشل فيه خصمهم، ألا وهو عنصر "الحسم" الناتج عن استغلال أكبر قدر ممكن من الفراغات في الأوقات الحاسمة من عمر المباراة، كل شيء يدور حول الأمتار، وبكل تأكيد "التوفيق" له دوره في مثل هذه القمم، إنها لعبة لها قواعدها التي يجب أن تُحترم في النهاية.

أول عناصر الحسم كانت في تفريغ المساحة أمام أوزيل، الألماني ليس أفضل هداف، أو أفضل "أسيست"، ولا أفضل مراوغات، وبكل تأكيد بعيد تماماً عن أفضلية العرقلة، لكنه رغم كل ذلك، أكثر من يعطي "توازناً" للشكل الهجومي، لذلك يقول عنه بيب جوارديولا، "إنه أخطر لاعب ممكن حينما يستلم الكرة من منتصف الملعب دون رقابة، يستطيع أن يقتلك بلمسة واحدة ودم بارد".

وخلال مباراة الإمارات، لعب العازف هذا الدور بوضوح، لأن كل الأنظار تتجه إلى زميله كاثورلا، الذي يقطع من الوسط إلى الهجوم ويسحب معه أكثر من مدافع، في سبيل استلام مسعود الكرة دون رقابة، وهذا ما تحقق في عملية بناء الهدف الأول، ليتم ضرب جميع خطوط "الريدز" بلعبة واحدة.



الحلول الضعيفة
يلعب الليفر دائماً بثلاثي خلفي صريح، من أجل بناء أفضل للهجمة، والتركيز على التمرير من العمق وليس الأطراف، مع وجود زوايا تمرير عديدة بالوسط، وهذا الأمر يستخدمه رودجرز رغم علمه بالمخاطر الكبيرة في وجود بعض الفراغات بين قلب الدفاع والظهير المتقدم دائماً إلى الأمام، لكن أمام أرسنال انتهى تماماً الدور الإيجابي لهذه الفكرة، بسبب عدم تنوع كلٍّ من ألين وليفا، مقارنة بالمتحرك هيندرسون الذي يفعل الكثير بالكرة وبدونها بقطعه في الهجوم.

ومع استمرار وجود ليفا وألين معاً حول وداخل الدائرة، فإن معظم التمريرات جاءت مباشرة، وتم فصل الثلاثي الهجومي عن باقي أفراد الفريق، لذلك حتى مع خروج ماركوفيتش، لم يتغير الشيء الكبير، لأن المشكلة ليست في الثلث الأخير، بل في كيفية وصول الدعم والمد إلى الرفاق القابعين في الأمام.

في المقابل، وضعية رامسي كانت مثالية للأرسنال، الويلزي ليس جناحاً صريحاً، ويلعب أكثر في الوسط، لكنه ضرب بسرعته دفاعات الليفر في أكثر من مناسبة، واستغل بذكاء منطقة أسفل الأطراف حول نقطة ضعف الليفر المؤكدة، بين الثنائي ساخو ومورينو على الجانب الأيسر من الملعب، لذلك استلم رامسي كرات عديدة، وتحرك زميله بيرلين في أنصاف المسافات، ليصنع المضيف قليلاً من الخطورة، لكنها كانت كافية لإنهاء المجريات.



نعم يستحق
حصل جيرو على انتقادات مستمرة طوال السنوات الماضية، بسبب تفننه في إضاعة فرص سهلة، وغيابه عن الصورة في مختلف المواجهات الكبيرة، لكن الفرنسي يقدم وجهاً مغايراً في الآونة الأخيرة، ويصنع الفارق مع كتيبة أرسين فينجر. الأمر ليس متعلقاً بالأهداف، بل في أهمية الفرنسي في التجهيز للهجمة، وحصوله الدائم على الكرة الأولى التي تذهب إلى زميل، لصناعة أهم تمريرة ممكنة في التركيبات الهجومية، عن التمريرة الثانية وأهميتها في تذليل العقوبات.

سجل المهاجم الهدف الأخير، لكنه لم يكتف باللمسة الأخيرة، بل هو من بدأ اللعبة، وحصل على الكرة في الهواء، ليتحرك سريعاً من وضع الحركة إلى الأمام، ويضع معشوقته في الشباك. ويعشق فينجر هذا الأسلوب الفني، لأنه يوفر العديد من الدقائق خلال بناء الهجمة، لأن كرة طويلة تقترن بلعبة رأسية إلى زميل حر، تضرب الدفاعات المتكتلة التي تترك لاعباً ما في وضع يسمح له بالتمرير أو التسديد.

ورغم أن أرسنال لا يزال بعيداً عن الفوز باللقب، إلا أنه وضع نفسه بقوة في صدارة الكبار، الباحثين عن مركز الوصيف في الدوري الإنجليزي لهذا العام، لأن الصدارة محجوزة لفريق واحد، الكل يعرف اسمه وينتظر فقط الرسميات.


 

دلالات
المساهمون