ثقافة شارع يا إعلام!

ثقافة شارع يا إعلام!

06 ابريل 2015
+ الخط -

شخص في تمام عمره وشكله يوحي لك بروعة فكره ورجاحة عقله، لكن ما إن يبدأ بالحديث عن كرة القدم إلا ويُخيل لك عقلك أنه طفل في العاشرة من عمره بل ومعاق فكرياً ومختل عقلياً.. هذا للأسف هو حال غالبية من يُطلق عليه "إعلامي رياضي سعودي" للأسف.. كأنهم يعيشون طفولة متأخرة إذا تحدثوا عن كرة القدم.

ما الذي حدث لحال كلمة "إعلامي"؟ كنا نسمع في السابق يوم كنا صغاراً أن الإعلامي هو من يحمل الأمانة والمسؤولية في عنقه مهما كان مجاله واختصاصه.. مثله مثل المؤسسات التربوية من حيث أثرها في تشكيل فكر المجتمعات.. المعلم تربوياً في مدرسته يحمل الأمانة تجاه طلابه والإعلامي كذلك يحمل الأمانة تجاه من يتعاطى قلمه.

من هذا الأساس لا يمكن لأحد فصل الإعلام عن أي جانب من جوانب حياة المجتمع.. الإعلام يمثل مرآة المجتمع، والتي يرغب فيها الكل أن يشاهدوا قيماً وأخلاقاً تعكس صورهم وصور مجتمعهم.. ما نشاهده غالباً الآن في إعلامنا، الرياضي خصوصاً، لا يمت لكلمة إعلام بأي صلة مع الأسف الشديد.. لا إعلامي يملك لباقة في حديثه، لا إعلامي يملك أدباً في حواره، لا إعلامي يملك أمانة ومصداقية في طرحه.. فأي مرآة سيعكسها لنشاهده فيها وأي تصوّر سنتصوّره لمجتمعه وأي احترام سيلقاه من الناس.

نشاهد الإعلام المرئي فلا نشاهد مهنية إطلاقاً بل نشاهد إثارة مصطنعة وتأجيجاً للشارع الرياضي بأهداف مادية رخيصة، نقرأ الصحف اليومية فلا نقرأ غالباً إلا تراشقاً في الكلمات وتصفية حسابات بينهم.. غرسوا في فكر المتابع الرياضي لكرتنا المحلية أفكاراً مغايرة لما هو مأمول من الإعلامي تجاه المتابع.. المتابع أصبح همه ليس الفائدة المرجوة من طرح الإعلامي بل همه فقط، وأصبح يتساءل، "هل طيّر جبهته ذاك الإعلامي" أم لا؟

هل الإعلام الرياضي السعودي أصبح مهنة من لا مهنة له فعلاً؟ أعتقد الجواب نعم.. اليوم للأسف لا أشاهد انعكاساً إيجابياً في سلوك الشارع والمجتمع الرياضي وهي المهمة الأسمى لعمل أي إعلامي.. لا أشاهد إلا سوء أخلاق وانعدام تربية وتشكيكاً في الذمم وصحفاً تكذب في مهنيتها لأجل مصالحها وبرامج تصحبها إثارة مصطنعة لأجل تحقيق أعلى نسبة مشاهدة فقط!

ولأن لغة التعميم هي لغة الجاهل دائماً.. ومثلما يوجد أناس يعكسون صوراً سلبية لكلمة "إعلامي رياضي" فهناك أيضاً من هم يؤدون أمانتهم على أكمل وجه ولكنهم لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة مع كل أسف.. فلهذا نجد الإثارة "الخداعة" خارج الملعب أكثر من داخله بسبب إعلامي همه الوحيد كسب رضى أنصار و"أُمراء" فريقه حتى لو كان ذلك على حساب أخلاقه وصدقه ومهنيته وقلمه.

كرة القدم وجدت لنستمتع بها.. لا أن تُفقدنا قيمنا وتربيتنا وأخلاق ديننا حتى لو كان ذلك على حساب "لقمة عيشنا".

لمتابعة الكاتب ... https://twitter.com/ITALY_00

دلالات

المساهمون