تونس: مركز "إنذار مبكر" لحماية الشباب من التطرف

تونس: مركز "إنذار مبكر" لحماية الشباب من التطرف

04 ابريل 2016
شباب تونس عرضة للتطرف (GETTY)
+ الخط -
تستعد وزارة الشؤون الدينية في تونس، لإطلاق مركز متخصص في متابعة الأبناء، بعد أن يتولى أولياؤهم الاتصال بالمركز، للتدخل ومساعدتهم، وذلك بهدف التصدي لتنامي ظاهرة استقطاب المراهقين والشباب وانخراطهم في الإرهاب.

وأكد وزير الشؤون الدينية، محمد خليل، في تصريحات صحافية، أن الوزارة تتجه لإطلاق المركز للتواصل مع الشباب، مبينا أنه سيفسح المجال للعائلات للإبلاغ عن التغيرات التي تظهر في سلوك الأبناء، وأن المركز سيضم أخصائيين في علم النفس وعلم الاجتماع.

ويأتي استحداث المركز بالتوازي مع إطلاق الوزارة حملة "غدوة خير" (غدا أفضل)، وهي حملة تستمر عاما لمقاومة الفكر الديني المتطرف الذي اخترق بعض الشباب وسيطر على عقولهم.

وسيعمل المركز على الإنصات إلى الشباب، وكذلك ذويهم، والاجابة عن تساؤلاتهم حول قضايا الدين، كما سيقدم النصائح الضرورية لإنقاذ الشباب من التطرف، ويسهم في استراتيجية الوزارة للحدّ من التأثيرات السلبية للأفكار المتطرفة على الشباب، ومحاولات استقطابهم بواسطة معلومات خاطئة لا علاقة لها بالدين الإسلامي.

وكشفت رئيسة المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية والأمنية والعسكرية وأستاذة علم الاجتماع، بدرة قعلول، لـ"العربي الجديد"، أن هناك ما يقرب من 25 ألف شاب وشابة في تونس، متأثرون بالأفكار الإرهابية، ومستعدون للسفر إلى بؤر التوتر، موضحة أن الأدمغة المهيأة والحاملة لأفكار متطرفة والخلايا النائمة، في تنام.

وأكدت قعلول، أن أعمار هؤلاء تتراوح بين 15 و30 عاما، "البعض قد يعتبر أن هذه الأرقام مفزعة، ولكننا كمركز بحثي نتوقع أن تكون أعداد الشباب الحاملين للفكر الإرهابي أكبر"، مبينة أن وزارة الداخلية التونسية صرّحت سابقا أنها منعت نحو 19 ألف شخص من السفر إلى بؤر التوتر، وأنّ 1300 عادوا من سورية، بدون احتساب الآلاف ممن سافروا إلى ليبيا على أساس أنهم عمال، في حين أنهم يتدربون على حمل السلاح والقتال.

وأشارت إلى أن الحدّ من ظاهرة استقطاب الشباب ممكن، خاصة إذا توفرت الإرادة لذلك. وقالت قعلول، إن تدشين المركز من قبل وزارة الشؤون الدينية، يشكل خطوة هامة، وسيكون لها تأثيرات إيجابية على الوعي لدى العائلة والأصدقاء والأقرباء بضرورة إنقاذ أبنائهم ومتابعتهم.

واعتبرت أن الحديث عن وجود مشكلة بمثابة خطوة أولى، وأن الأهم هو المتابعة والدور الذي سيضطلع به الأخصائيون الاجتماعيون والنفسانيون، لأن إقناع الشباب بالتخلي عن الأفكار التي تأثروا بها لن يكون مهمة سهلة. متسائلة عن المقاييس التي ستعتمدها وزارة الشؤون الدينية في اختيار هؤلاء المشرفين.

المساهمون