تونس: مخاوف من عزوف الناخبين عن الانتخابات المحلية
وليد التليلي ــ تونس
الأحزاب تعول على إقناع المترددين (فتحي بلعيد/ فرانس برس)

تتأكد يوما بعد يوم المخاوف من عزوف جماعي للتونسيين عن الانتخابات المحلية التي يُفترض إجراؤها نهاية هذا العام، وبرغم اختلافاتها النسبية فإن أغلب عمليات استطلاع الرأي التي تنجزها مؤسسات مختلفة تميل إلى التأكيد على هذا المعطى.


وبرغم أن الأرقام المقدمة تبقى نسبية بسبب البعد الزمني عن الانتخابات وعدم انطلاق الحملات التحسيسية والانتخابية، فإنه يتضح أن على الأحزاب والمرشحين المستقلين بذل جهد كبير لإقناع المترددين بالخصوص، وتقليص نسبتهم.

وكشف مقياس الشأن السياسي لشهر مارس/ آذار، اليوم الأربعاء، الذي تنجزه دوريّا مؤسسة "امرود كونسلتينغ" بالتعاون مع "دار الصباح"، أن 54 بالمائة من التونسيين لن يشاركوا في الانتخابات البلدية القادمة، فيما أكد 28 بالمائة منهم نيتهم المشاركة، بينما تبقى نسبة 18 بالمائة من المستجوبين مترددين بين المشاركة أو عدمها.

وقدمت نتائج استطلاع الرأي معطيات لافتة حول نوايا التصويت، حيث أكد 46 بالمائة من المستجوبين الذين ينوون المشاركة في الانتخابات أنهم سيصوتون لقائمات مستقلة و26 بالمائة لقائمات حزبية، فيما يتردد 29 بالمائة منهم بين الأحزاب والمستقلين.

وتعكس هذه الأرقام تراجعا واضحا في علاقة الناخبين بالأحزاب السياسية عموما، برغم أن الانتخابات المحلية بطبيعتها تبقى شأنا محليا يشهد صعودا للمستقلين. وتشير أغلب المعلومات المتوفرة عن استعدادات الأحزاب إلى أنها تعمل بدورها على استقطاب الشخصيات المستقلة النافذة التي تحظى بشعبية في جهاتها، ما يعني أنها ستكون رحى الصراع الحزبي في هذه الانتخابات بالذات.

حزبيا، لم تتغير النيات بشكل كبير في الترتيب السياسي في تونس عموما، برغم ما تثيره من أسئلة حول وضعية حزب "نداء تونس" بالذات، حيث يبقي الحزب على كامل حظوظه بنيّة 38.6 بالمائة التصويت لقائماته.

وبقيت "حركة النهضة" في المرتبة الثانية بنسبة 33 بالمائة، فيما جاءت "الجبهة الشعبية" اليسارية في المرتبة الثالثة ولكن بنسبة بعيدة جدا عن منافسيْها بنسبة 3.4 بالمائة، فـ"الاتحاد الوطني الحر"ّ ثم "التيار الديمقراطي" و"حزب المبادرة" و"مشروع تونس"، فيما تأتي أحزاب "آفاق تونس" و"الجمهوري"، و"تيار المحبّة" و"حزب المؤتمر" في المراتب الأخيرة.

وتطرح هذه الأرقام أكثر من سؤال حول هذه النسب، خصوصا ما يتعلق بحزب "نداء تونس"، الذي يبقى في المرتبة الأولى برغم انقساماته وغيابه عن الميدان، ما يؤكد رأي عديد المراقبين من أن "نداء تونس" هو فكرة أكثر مما هو حزب سياسي، وأن الرغبة في التوازن السياسي مع "حركة النهضة" التي ولدت مع هذا الحزب لا تزال مطروحة بقوة في ذهنية الناخب التونسي.

رئاسيا، حافظ التونسيون تقريبا على نفس الترتيب، بحيث أكد المستجوٓبون حول "الشخصيات القادرة على قيادة البلاد، وسيصوّت لها لو كانت الانتخابات الرئاسية غدا" بقاء الرئيس الحالي، الباجي قائد السبسي، في طليعة الشخصيات التي تحظى بثقة التونسيين بنسبة 17.3 بالمائة.

وبقي الرئيس السابق، منصف المرزوقي، في المرتبة الثانية بنسبة 10.4 بالمائة (تراجع طفيف قدّر بـ 1 بالمائة عن استطلاع ديسمبر/ كانون الأول الماضي)، بينما بقي زعيم "الجبهة الشعبية" اليسارية، حمة الهمامي، في المرتبة الثالثة بنسبة 8.5 بالمائة.