تونس: فصل من أزمة "النهضة" والمرزوقي

تونس: فصل من أزمة "النهضة" والمرزوقي

10 مارس 2015
اتهم عبد السلام المرزوقي بـ"التفرّد" (فاروق باطيش/فرانس برس)
+ الخط -
تزداد العلاقة تدهوراً، بين حركة "النهضة" وأنصار الرئيس السابق المنصف المرزوقي، خصوصاً مع عودة الجدال حول قرار قطع العلاقات التونسية ـ السورية، الذي اتخذه المرزوقي أواخر العام 2011، بعد المجازر التي ارتكبها النظام السوري.

وعاد الجدال، بعد حديث وزير الخارجية الأسبق رفيق عبد السلام، في أحد البرامج التلفزيونية، وكشف فيه عن "رفضه قرار قطع العلاقات، إبان توليه حقيبة وزارة الخارجية، لكن الرئيس المرزوقي أصرّ عليه منفرداً". ويأتي كلام عبد السلام، في سياق طرح ملف العلاقات بين تونس ودمشق، بعد فوز حزب "نداء تونس" بالانتخابات التشريعية، وفوز الباجي قائد السبسي برئاسة الجمهورية. كما تتالت تصريحات من قيادات في حركة "النهضة"، تعتبر أن "قطع العلاقات كان خطأً"، وفقاً لما أفاد به القيادي البارز فى الحزب، وعضو مكتبه السياسي لطفي زيتون، على الرغم من موقفه السلبي من النظام السوري.

ودفعت تصريحات عبد السلام، بالأمين العام لحزب "المؤتمر من أجل الجمهورية"، ومدير الديوان الرئاسي الأسبق عماد الدايمي، إلى الردّ على صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك". واعتبر الدايمي أن "إعلان رفيق عبد السلام التحلل من واجب التحفظ، المرتبط بفترة مسؤوليته القصيرة في وزارة الخارجية، وبتقديمه لوجهة نظر متعلقة بملف واحد، من ملفات الدبلوماسية التونسية التي كان يتقاسم مسؤوليتها مع رئاسة الجمهورية، وهو الملف السوري، يرفع عنا الحرج الأخلاقي والسياسي، لتقديم وجهة نظرنا في أدائه كوزير في هذا الملف وغيره، وفي طريقة إدارته لوزارة الخارجية طيلة ولايته".

كما ردّ المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، والقيادي البارز بـ"حراك شعب المواطنين"، المقرّب من المرزوقي، ومدير حملته الانتخابية عدنان منصر، على عبد السلام، حول ملف العلاقات الدبلوماسية التونسية السورية، وملف تسليم البغدادي المحمودي، رئيس الوزراء الليبي في عهد العقيد معمّر القذافي، للسلطات الليبية.

اقرأ أيضاً: الأكثرية تختار من يعارضها في تونس

وكتب منصر على صفحته على موقع "فيسبوك"، أنه "اكتشف أن وزير الخارجية الأسبق كان غير موافق على قطع العلاقات مع النظام السوري. ما قيمة أن تعلن ذلك الآن، سوى رغبة متأخرة في ركوب موجة لم تكن موجتك، والاستثمار في حياء الآخرين وترفعهم عن تعميق الجراح؟".

وتابع منصر: "من أجل تنشيط الذاكرة، فقد أعلمتك بتوجّه الرئيس في حينه، طالباً منك وضع رئيس الحكومة (حمادي الجبالي) في الصورة، ولم تبدِ أي اعتراض على الموضوع، لا من قبلك ولا من قبل رئيس الحكومة. وصادف ذلك اليوم، ذكرى المولد النبوي الشريف، وهو اليوم الذي ارتكب فيه نظام (الرئيس السوري) بشار (الأسد)، مجزرة درعا الأولى، التي سقط ضحيتها العشرات من المواطنين السوريين، وكانت الثورة لا تزال سلمية ترفع فقط مطالب الإصلاح. ولا يزال نظام بشار إلى اليوم، يلقي البراميل المتفجرة على شعبه، وليس هناك ما يدعو إلى الخجل من موقف أخلاقي ومبدئي، لا يزال موقفنا وسيبقى".

وأدت الردود الغاضبة، إلى توضيح عبد السلام لموقفه، على صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك"، وجاء فيها "ما أفصحت عنه فيما يتعلق بالملف السوري، لم يكن بأية حال من الأحوال دفاعاً عن النظام السوري، أو تهرّبا من تحمّل المسؤولية السياسية والأخلاقية، في الدفاع عن حق الشعب السوري في الحرية والعيش الآمن، بعيداً عن القتل وإهراق دماء الأبرياء، بقدر ما يتعلق بإجلاء الحقيقة للرأي العام التونسي، فيما يخص قرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع سورية". وسيؤثر السجال حول مسألة تعود إلى أواخر العام 2011، على العلاقات المتشنجة ومستقبلها بين حليفي الأمس، "النهضة" و"المؤتمر من أجل الجمهورية"، باسمه الجديد "حراك شعب المواطنين".

اقرأ أيضاً: الغنوشي يروي لـ"العربي الجديد" فصولاً من نجاة تونس

المساهمون