تونس تنوي اقتراض 8 مليارات دولار

قال رئيس الحكومة مهدي جمعة في حوار أجرته معه القناة العموميّة وقناة نسمة الخاصّة، إنّ الدولة بحاجة إلى موارد بقيمة 12 مليار دينار، وإننا نقترض 7,8 مليار دينار. وأشار جمعة إلى أنّنا بحاجة إلى 4,5 مليار دينار" حوالي 8 مليارات دولار". وتساءل "منين باش نجيبوهم؟"، أي من أين سنأتي بهذه الاموال؟ وقال في هذا السياق إنّ الحكومة سوف تعتمد على الاكتتاب الداخلي بمساندة كلّ التونسيّين، وسوف تكون أوّل المساهمين فيه للحصول على التمويل. وأضاف أن الحكومة مطالبة بإجراءات عاجلة لتنشيط الاقتصاد والتسريع في التنمية وهيكلة الاقتصاد رغم الفترة الوجيزة. مضيفا أنه سوف يكون هناك حوار وطنيّ حول الاقتصاد.

وأبرز رئيس الحكومة أنّ أوّل خطوة قامت بها حكومته هي التشخيص والتدقيق قائلا إن هذا التدقيق أبرز وضعيّة اقتصاديّة صعبة ويمكن أن تصبح حرجة إن لم نقم بالإجراءات العاجلة والجميع مطالب بالالتفاف صفّا واحدا. لافتا النظر إلى أن الدولة كانت تستثمر ما يقارب 4.3 مليار دينار منها 1.8 مليار دينار موجّهة إلى التنمية، ولكن منذ ثلاث سنوات تعطلت الاستثمارات وهو ما صعّب المهمّة. وأضاف أن المديونيّة هي في حدود 50 في المائة والدّعم بين سنتي 2010 و2013 تفاقم بنسبة 270 في المائة ، أمّا قيمة كتلة الأجور فقد فاقت 60 في المائة من ميزانيّة الدولة وذلك نتيجة الانتدابات الكبيرة التي عرفها قطاع الوظيفة العموميّة . وأشار الرئيس التونسي إلى أن المنوال التنموي هو منوال اعتمد على القروض التي بلغت 23.5 مليار دينار، وهذه القروض ذهبت خلال ثلاث سنوات إلى الدّعم وخلاص كتلة الأجور. وبين أنّه يجب إعادة النظر في منوال التنمية وتشجيع المبادرات الوطنيّة في الاستثمار والتشغيل وتفعيل الإصلاحات الهيكليّة.

وأقرّ رئيس الحكومة مهدي جمعة في حواره مساء اليوم بوجود صعوبات اقتصادية جمّة، ومن بين ما قاله جمعة إنّ شركة الخطوط الجويّة التونسية خسرت 4 مرات ما يعادل قيمة رأسمالها. وأضاف جمعة أنّه من واجبنا إنقاذ المؤسّسات العموميّة من خلال إعادة هيكلتها مؤكدا في ذات السّياق أنه سوف تكون هناك إجراءات عاجلة لتسريع نسق المشاريع المعطلة التي بلغت 250 مشروعا، مشيرا إلى أنّ الولاة الجدد سوف توكل إليهم مهمّة تنموية بالأساس من خلال متابعة التنمية في الجهات الريفية.